الفصل الثامن عشر(النفس والشيطان)

16.7K 670 5
                                    



يصل إسلام إلى منزل المهندس جمال المصري في الموعد المحدد يستقبله الوالد استقبالاً حاراً فلقد أحبه بسبب أخلاقه الحسنة والتزامه.....يجلس الاثنان سوياً في غرفة الصالون ويدور الحديث بينهما.......
دقائق معدودات وتدخل سديم في خجل شديد وتضع العصير على الطاوله....
-اتفضل اشرب يابني....
-حاضر ياعمي.....
تجلس سديم بخجل شديد بجانب والدها لايزغ بصرها من على الأرض.....يذهب الوالد ليجلس أمامهما في الغرفة المقابلة ليترك لهما الحديث.....
-إزيك يا آنسه سديم؟
-الحمدلله بخير.....وحضرتك؟
-الحمدلله كويس......

بدأ إسلام يتحدث عما يتمناه في أسرته المستقبلية وكيف يتصور أسرته واطفاله......مع كل  كلمة كان يتكلمها كان قلب سديم يرقص على أوتار نبراته من شدة فرحها  وتحمد الله في نفسها على عطائه..

ينتهي إسلام من حديثه.....ثم يسألها عن يوسف.
-ماتعرفيش يوسف فين؟
-لا خو قال لبابا نازل وهتأخر.
يشعر إسلام بريبه تجتاح قلبه قلقاً على صديقه......
يدخل الوالد حاملاً الكيك والشاي ويضعهم على الطاولة....
-اتفضل يا حبيبي
-جزاك الله خيراً ياعمي.....بس بعد أذنك هستأذن أنا.
-ليه يابني لسه بدري إنت لحقت؟
-معلش عشان عندي شغل الصبح بدري.....اتفضلي يا أستاذة سديم حاجة بسيطة.
تمسك سديم بعديتها بحياء ولم تجب متشوقة أن تعرف ما بداخلها،لا لا ليس طمعاً فيما بداخلها ولكنها الهدية الأولى ممن ملك قلبها.
-شكراً يابني بس ليه تعبت نفسك
-مافيش تعب ياعمي....استأذن أنا
يودع إسلام والد يوسف وسديم واثناء خروجه لم يهدأ باله في التفكير في صديقه ترى أين أنت يا يوسف؟هكذا قالها في نفسه ليقطع شروده صوت سائق السيارة التي كادت أن تصدمه
-مش تحاسب يا أستاذ؟
يمسك بهاتفه ليتصل  بيوسف ليجده مغلق.

تجلس سديم بغرفتها أمام هديتها تتأملها وبريقهعا اللامع ورائحتها الطيبة......تبدأ سديم  في تفقد هديتها لتجد ما قد يخطف قلبها....
نقاب جديد مع مجموعة من الشكولاتة وباقة من الورظ خطفت قلبها...يرقص قلبها من شدة فرحها.....
تمسك بتلك الباقة لتأخذ شهيقاً منها ينعش رئتيها من جديد.

يجلس على مكتبه أمامه فنجان من القهوة شارد الفكر لا يهدأ له بال....ليقطع شروده صوت زوجته....
-جمال...مالك يابابا سرحان في إيه؟
-ها....لا يا حبيبتي مافيش.
-إزاي بس؟....قهوتك بردت.
لم يجد والد يوسف مفراً من الأمر فهي تعرفه وكيف
لا وهي بجانبه قرابة عشرين عاماً؟
-يوسف....شكله رجع زي الأول...مش عارف ليه مش زي إسلام صاحبه؟
قالها والد يوسف بنبرة تعتليها الحزن والاسى لتواسيه زوجته قائله:
-ربنا يهديه يارب.
يستيقظ من نومه ليجد نفسه على السرير يغطي فراشه جزءاً من جسده وتلك الفتاة على نفس حالتها....
لم يتذكر يوسف ماحدت بالأمس ولم يعاقب نفسه كما فعل في المرة الاولى....ترى هل غلبة نفسه أم أنه
أصبح يتلذذ بمعصية الخالق؟....هل أصبحه على قلبه طبقة من الران تمنعه من محاسبة نفسه الأمارة بالسوء؟.....ولكنه في النهاية أشعل تلك السيجارة التي وجدها بجانبه....لم تكن من عاداته التدخين ولكن اصبحت نفسه تطوق لفعل المنكرات.....
تستيقظ تلك الفتاة على رائحة تلك السيجارة لتنظر إلى يوسف وهي تبتسم.....

يمسك والد يوسف الهاتف محاولاً الوصل إلى يوسف ولكن لاجدوى فالهاتف مغلق والأمر أصبح خطيراً....
لم يخبرهم يوسف انه سيبيت خارج المنزل....
يبحث عنه في كل مكان بالكلية ولكن لاجدوى......
يقطع رنين هاتفه بحثه..
-إيه يا إسلام؟
-إيه يا إسلام......أنت فين يا يوسف ومختفي من إمبارح وعمي قلقان عليك وقافل تلفونك؟
-مانا قولتلك عند فادي صحبي في إيه؟
-فادي!!!!لا أنت ماقلتليش.
لم يدرك يوسف أنه زل بلسانه إلا على صوت صديقه وهو يقول:
-فادي تاني يا يوسف أنت مش بتحرم؟.....طيب أنت فين دلوقتي؟
-أنا مروح البيت تعبان شوية.
أنهى يوسف الاتصال بعد معاتبة إسلام له...ولكن الآخر قلبه ليس مطمئاً لذلك الآمر...ولقد ظهر ذلك على صوت يوسف....

هل يعقل أن يكون.....تتأرجح الافكار في عقل إسلام ليتذكر ماحدث لفادي وسبب سفره للخارج وخوف والده أن يفضحه فهو أبن لصاحب توكيل سيارات في مصر ليجد نفسه تقول:
-مالهاش تفسير غير كدا.....ولكن أحسن الظن يا إسلام.

يغادر يوسف فيلا فادي مسرعاً متجهاً إلى بيته بعد أن هاتفه والده والآمر أصبح مقلقاً.
-ها......طمني عملتي إيه......قالها فادي موجه كلامه لسوزي
-كل خير يا فادي.....خلاص بقى خاتم في صباعي ومقتنع أنه غلط معايا  زي ماكان بيقولي فوق....
قالتها سوزي وهي تضحك بشدة.
-هو معملش حاجة؟
-ابدلً ولاديه ولا المرو الأولى....حتى بعد ماشرب السيجارة ومبقاش في وعيه نام على طول.
-طول عمره خايب....لسه أنا ورأك يايوسف لحد ما أمحيك من على وش الدنيا.
شعرت سوزي للحظة أن فادي يخطط لشيء ما وأنها تساعده على ذلك ولكنها لاتعلم ماينويه.

يصل يوسف إلى المنزل لبجد والدته في أنتظاره....
ترى والدة يوسف ابنها في حالة غير متزنه...يدق الخوف قلبها ولكن استجمعت قوتها لتصفع يوسف على وجهه جعلته يستيقظ مما هو فيه.....تبكي الأم على ابنها فكانت دمعاته...انهمرت الأم في البكاء الشديد على ابنها الوحيد فمظهره يدل على تعاطيه لشيء ما....

يحاول يوسف ارضاء والدته بتقبيل رأسها ويدها ولكنها لم تعطي له اهتماماً فقالت ونبرة الأسى تعتليها:
-روح فوق نفسك قبل ما أبوك يشوفك بمنظرك ده يجراله حاجة.
يتجه إلى غرفته متثاقلاً تحمله قدمه بصعوبه يبكي على حاله وعلى ما وصلت إليه والدته يلوم  نفسه على فعلته ولكن لاجدوى تملكت منه نفسه الخبيثه.
-معقوله أنا التزمت عشانها؟
قالها يوسف معاتباً نفسه وهو يلقي بجسده على سريره ليغوص في نوم عميق.

تتصاعد رنات هاتفه ليتفاجأ إسلام بان المتصل هو والد يوسف  ليسرع في الرد.
-السلام عليكم ياعمي.
-وعليكم السلام يابني.
-عاوزك يا إسلام يابني في موضوع  بس بيني وبينك
وبعيد عن الشغل والكلية واليت.
-تحت أمر حظرتك ياعمي....












ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن