الفصل الثلاثون

6.1K 142 27
                                    

الفصل الثلاثون من رواية بقايا عاشق
وقعت الصدمة على الجميع فى ذلك الوقت، وهم ينظرون إلى تلك الماكثة على الأرض ،والدماء تسيل من رأسها
تقى ببكاء :عز ألحقنى أيه اللى حصلها
عز :أمشى أنتِ يا تقى أنا هتصرف
تقى :ياللهوى هتدفنها
عز :هدفنها أيه يا تقى هوديها المستشفى
تقى :لا مش هسيبك
عز بعصبية :تقى أمشى... أنا هتصرف
تقى :خلى بالك من نفسك
ذهبت وهى ترتجف من هول الصدمة
وظلت تدعى ربها أن يلطف بأمره، فهى لم تقصد
أما عن عز فحمل مارى ،واتجها بها إلى المشفى
عز بقلق :هى كويسة يا دكتور
الدكتور :أحنا عملنلها نقل دم ،وخيطنا الجرح بس لازم نعمل محضر عشان فى أثار للضرب
عز :لا محضر أيه يا دكتور دى وقعت
هو أنا ممكن أدخلها
الدكتور :آه أتفضل
دلف إلى غرفتها بقلق
عز :ألف سلامة يا مارى
مارى :هوديهالك داهيه
عز :ليه كده بس يا مارى
مارى :روح نادى الدكتور، انا قولتله هعمل محضر
عز :طيب ممكن تهدى ،هعملك أي حاجة أنتِ عاوزها إلا تقى يا مارى أرجوكِ
مارى :خلاص يبقى تعملى اللى أنا عاوزه
عز :وأيه هو اللى أنتِ عايزه
مارى :تتجوزنى
عز بعصبية :نعم يا ختى
مارى :مهو أنت يا تتجوزنى يا حبيبة القلب تتسجن
عز :مارى أنا بحب تقى
مارى :وأنا بحبك يا عز
عز :وأنا عمرى ماهحبك يا مارى، أنا بحب تقى
مارى :يبقى تنادى حد يساعدني أعمل محضر
عز :اعملى محضر فيا أنا، تقى لا
مارى :لا يا عز ماعنديش كلام تانى أقولهولك
تشتت أفكارة، وهو يرى تلك الحمقاء تساومه وكيف له أن يترك روحه ويرمى بنفسه إلى الهلاك
ولكن حبيبته لا تستحق سوى الحفاظ عليها
سيترك روحه لأجل روحه
تلك هى المعادلة الصعبة
وأجابها محطم القلب :ماشى يا مارى موافق
بس حطى فى دماغك شىء واحد، أنى عمرى ماهحبك، وتقى بس اللى هتفضل فى قلبى
مارى :أستنى هنا رايح فين
عز :رايح فى داهية
مارى :لا يا حبيبى هو أنا عبيطة، أنت هتمضيلى على ورقة بعشرة مليون
عز :نعم يا ختى
مارى :ليه هو أنا مش عارفاك يا عز
تخرج من هنا ،وتقولى أمك فى العش ولا طارت
عز : أنتِ متأكده أنك جاية من إيطاليا
مارى :ماتوهش الموضوع يا عز، هتمضى ولا لا
عز : أنتِ مش واثقة فيا ولا أيه
مارى :آه مش واثقة فيك  يلا أمضى
عز :أمضيلك على عشرة مليون انتِ مجنونة
مارى :عز ...انا مش هتنازل عنك اتفضل أمضى وأنا مش هعمل محضر
أمسك القلم، وخطى باسمه على الورقه، وهو يشعر بالأشمئزاز من تلك الماكثة أمامه، وتركها وذهب
ذهب وهو يشمئز من نفسه، ومن أخطأه التى جعلته يلقى بنفسه داخل جهنم
جعلته يترك الجنة، ويذهب إلى النار بمحض إرادته
عز :ألو ياتقى خلاص ماتخافيش
تقى :طيب يعنى هى كويسة؟
عز :أيوة زي القردة
تقى :طيب صوتك عامل كده ليه، هو فى حاجة
عز :مافيش يا تقى، خلى بالك من نفسك
أنا فعلا قليل عليكِ قليل أوى كمان
أنتِ تستهلى حد نضيف يا تقى
حد يحافظ على مشاعرك
مش أنا، أنا أستاهل حد زيى
تقى :هو فى أيه ..؟
عز :مافيش يا تقى، خلى بالك من نفسك بس
أنا عقابى هو بعدك عنى ،ده العقاب المناسب ليا
سلام يا أغلى حد على قلبى
أغلق الخط ،ودموعه لم تتوقف بعد، وكأن لا يوجد أكسجين، وكأن روحه تُسلب منه، وهو لا يقدر على المقاومة، هو فى حالة استسلام تام ،وتقبل للواقع الآليم الذى وضع نفسه بداخله
فإذا فرق بينهم القدر، فالقلوب لم تتفرق بعد...
فمن الصعب نزع الحب من القلوب
فالحب يتأصل فى الروح
الحب هو الذى يبنى المشاعر
الحب هو أما السرور إلى أقصى حد
وأما الألام إلى مالا نهاية
ذهب إلى منزله، والحزن كتيب على قلبه
الحنين لمعشوقته يقتله
فهل من الممكن العيش بدونها ؟
وكانت الأجابة المحتمة هى لا ...
فتأكد من أن القادم من عمره هلاك لا محالة
أمسك هاتفه وظل يشاهد صورها وتيقن أن برآتها تتناقض معه
وذلك الفراق هو الأفضل لها
ترك معها قلبه وبات هكذا
حطام فقط ...
أما عنها فنبرة صوته الحزينة حطمتها
هو أعلن الفراق صراحتاً...
هو تقبل تركها له
أنهكها هذا التفكير
ودموعها لا تطفق نيران قلبها
بل وكأنها تزيد الأشتعال
نعم هى لم تسامحة
ولكن لم تنقطع عن حبه
فالحب لا يرى سوى النقاء يتغاضى عن الشوائب
الحب هو الانتماء
شىء متصل بالوريد
شىء ينضج فى القلوب
وهو نضج فى قلبها، ماذا تفعل الآن؟
لم تجد إجابة سوى البكاء
البكاء بصمت
وهو أفصح من أى كلام
ثم أمسكت هاتفها مهاتفة حياة لتقلل حمل قلبها قليلاً و روت  لها كل شىء تحت نحيب الأتنان معاً على ما حدث لهم ...

بقايا عاشق"مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن