الفصل التاسع والعشرون

6K 138 12
                                    

الفصل التاسع والعشرون من رواية بقايا عاشق
حينما تٱتى الخيانة مع الحب فمرحباً بك أيها الفراق
فراق بلا ندم على ما أحدثه فى قلبها المسكين
شتان هما الكرامة والحب
فمن له الأولوية الأقوى
بالطبع الكرامة
شعور الخيانة كأنه آلة له أسنان حادة ،تقطع القلوب
وخيانة الحبيب هى أشد شعور القهر
تؤدى إلى الشعور بالنفور والحب معاً
وشعور الوحدة أيضاً الذى أجتاح روحها
وشعور الضعف ولكن لمَ تلك الدموع ؟
لمَ تذرفها على خائن ؟
تماسكت وهى فى الظاهر تود الصراخ
خارجها هادى وقلبها يتأجج بالنيرن
روحها منهكة من ذلك الشعور المهلك
أيقنت أن مشاعرها كانت تلقيها فى الفراغ بكل سرور
أزالت تلك الدموع المنهمرة
وأمسكت ذلك الرابط الذى يسكن فى أصابعها
ذلك الرابط الذي كانت تعتبره جزء من يدها
ولكن الآن أصبح نار مشتعلة  فى يديها
أخرجت الدبلة من أصابعها ،وقامت بألقأها فى وجهه
وهمت بالرحيل...
الرحيل الذى يعتبر نهاية الحب ،أو نهاية الحياة لا فرق بينهم
أما هو فظل يقف متجمد فى مكانه
هل أنتهى الامر حقاً؟
هل لم يصبح لها وجود فى حياته بعد الآن..؟
هل تركته بسبب أعماله الدنيئة..؟
التى تغضب الله قبل غضب البشر
توقف مكانه ، ودموعه هى التى تتحرك
عقله توقف عن الإستيعاب
وكأن  الحلول قد استنزفت
أفاق من حالته على صوت مارى
مارى :ماكنتش لايقة عليك يا عز ،ده الصح
عز: أنتِ اللى عملتي كده
مارى :عشان بحبك يا عز
عز :بتحبيني أيه
هااااا هو أنتِ بتعرفى تحبى أساساً
أنتِ دمرتينى
فاهمة يعنى أيه دمرتينى
أنا وعدتها أنتِ خالتينى أخلف وعدى معاها
وخلتيها تيجى هنا وتشوفنى كده
تقى زمانها كرهتنى ،أنتِ مستوعبة أنتِ عملتى أيه
خليتى حبيبتى تكرهنى وتسيبنى
بس عارفة أنتِ غبية أوي عارفة ليه
عشان أنتِ خسرتينى للأبد حتى خسرتى صادقتى
أعمل أيه أنا دلوقتي أعمل أيه
ثم أمسك دبلتها الملقاة على الأرض واتجها إلى الخارج
أما عنها فظلت تذهب فى الطريق مشتتة الذهن  وهي لا تعلم وجهتها، لا تعلم سوى أنه خانها وهى تركته ورحلت
خانها لآنها غير كافية له، بل هى كثيرة عليه
كرهت ذلك العضو الصغير الذى يتميز بالحماقة ومازال ينبض باسمه ،مازال هناك شعور بالحب تجاهه
ولكن عذراً أيها القلب، فيجب عليك أخماد تلك النبضات المؤلمة ،و عد كما كنت قوى
أو تظاهر بالقوة ليس هناك مجال للضعف
تماسكت بعض الشىء واتجهت إلى منزلها
ولكنها وجدته أمام منزلها
تقى بعصبية :أيه اللي جابك هنا
عز برجاء :تقى أرجوكي أسمعينى
تقى:مش هسمع حد خلاص أنت انتهيت بالنسبالى مابقيتش موجود
عز :لا لا يا تقى بلاش تقولى كده
تقى انا آسف
تقى  :آسف !
هههههههه أنت مش طبيعي, بجد مش طبيعى
ثم أكملت بوجع: أنت خنتنى، فاهم يعنى أيه وجاى تقولى آسف
عز:هى اللى خليتنى أروح، وفهمتنى أنها فى مشكلة
تقى بسخرية :والله
عز :والله العظيم ده اللى حصل
تقى :ماتجيبش سيرة ربنا على لسانك
أنت بتغضبه ماتجيبش سيرته، لآنك هتحلف بيه كذب
عز :مش بكذب
تقى أنا بحبك صدقيني
تقى :وأنا مش عايزة أشوف خلقتك ديه
لو جتلى هنا تانى هفضحك وهلم عليك الدنيا
عز :تقى أنا من غيرك هموت
تقى :دموعى حتى مش هتنزل عليك
عز :والله مش هعمل كده تانى، والله يا تقى
صدقينى المرادى أدينى فرصة تانية
تقى :الخيانة ديه فى دمك يا عز ،عارف يعنى أيه فى دمك، يعني ديل الكلب عمره ماهيتعدل
عز : أنتِ بتقولى كده عشان متضايقة بس أما تهدى
تقى مقاطعة أياه : أنا فعلا متضايقة
بس عارف ليه، عشان كنت لابسة دبلة واحد زيك
وبحمد ربنا أنو كشفك بدرى
تعرف أنا كنت فاكرة إنك كتير عليا
طلعت قليل أوي يا عز
عز :ألبسى الدبلة يا تقى ألبسيها أنا عمرى ماهرتبط غير بيكي أنتِ
تقى :وأنا مايشرفنيش إنى ارتبط بيك
أتفضل أمشى مش عايز أشوف وشك
عز :حاضر يا تقى همشى
بس هاجى تانى عشان ده ماينفعش
ماينفعش تسيبينى لآنك روحى
وذهب من أمامها وهو يشعر بالندم ،والقهر على ما فعله، والذنب الذى اقترفه فى حق نفسه ،وحقها
دخلت منزلها وظلت تحطم فى ارجاءه وتصرخ
فوجع قلبها تضاعف عند رؤيته هكذا
هى لن تراه بعد الآن ...
هى أصبحت بلا روح ...
أصبحت على هامش الحياة ...
تتمنت لو كانت لم تحبه ،ولكنها تخطت مراحل الحب، أو لم تقابله أو لم تُخلق على الأرض
ولكن خطوط القدر المتشابكة، تصيبنا بالأضطراب وتقلق روحنا ...
بكت بكل قلبها على حبها الضائع
بكت لضعفها ،وانتهاء عمرها قبل بدايته
تشعر وكأنها صاحبة الألف عام  التي غمر الهم قلبها
ظلت تصرخ هكذا حتى غفت على الأرض من شدة الأرهاق والبكاء

بقايا عاشق"مكتملة"Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt