الفصل الثانى والعشرون من رواية بقايا عاشق
نزلت عليه بتلك الكلمات ولم تعطى مجال للتحدث وكأنها تثأر لقلبها الذي بات ينزف دما بسببه
أما عنه فظل متجمد في مكانه غير قادر علي الأستيعاب أهي قالت أنها لا تريده ورحلت..؟
رحلت وآخذت قلبه معها، ما الذي جد فى الأمور لتفعل هكذا ..؟أم أن الحياة لا تريد له السعادة
كيف يحصل على جزء من قلبه، ويفقد جزء آخر
هو أحبها من أول لقاء بل عشقها ولكن ما المقابل تحطيم قلبه إلى أشلاء ولا يعلم ما السبب
هل وجودنا فى الحياة للعذاب فقط ؟
أم أننا لا نملك الحظ الكافى..؟
أم أننا لم نفهم الحياة بعد ..؟
اتجه إلى سيارته وهو يحمل من الحزن ما يكفيه لِسنوات ويفكر هل ستتركه هكذا..؟ حتى بدون مبرر
كانت أبسط أحلامه هو العيش معها فقط....
فبتلك الحروف التى ألقتها على سمعه لم يعد يحيا فكيف يحيا بدونها وهي روحه ؟هل يستطيع الأنسان الحياة بدون روحه وقلبه معاً..؟
أعطها قلبه بصدر رحب وهي من ذبحته بسكينة ثلمة كي يشعر بالألم في كل لحظات حياته كي يتألم بالبطئ ...
لم يعد يربطه بتلك الحياة سوى ذلك الخط المتعرج الذى يدعى البعض أنه يعني ان القلب مازال حياً
ولكنه تشخيص خطأ ...فذلك الخط أستقام منذ تركها له والقلب مازال يآن ألماً....
اتجه إلى سيارته، وقادها بسرعه جنونية وكأنه فى سباق مع الزمن نزل أمام العيادة وخرج من سيارته متجهاً للداخل
السكرتيرة :أستاذ آدم لو سمحت استنى فى مريض جوه مع الدكتورة
لم يعبأ لتلك الكلمات واتجه إلى الغرفة التي تخص رحاب
رحاب :آدم مالك فى أيه
السكرتيرة :والله يا دكتورة حاولت أمنعه
رحاب :أتفضل يا آدم أنا خلصت الحالة بتاعتي
اتجها إلى الشازلونج ،وألقى بجسده عليه واغمض عينيه بآلم وكأنه يريد الأنفصال عن العالم
استنتجت فى تلك اللحظة ان بداخله جرح عميق لن يستطيع تحمله
رحاب:اتكلم يا آدم...
آدم:سابتنس... أسماء سابتني
رحاب :ليه..؟
آدم:مش بتحبني
ثم اكمل بوجع:مش هعرف أعيش من غيرها
بالرغم أننا ماتكلمناش كتير بس انا بحبها اوي بحس أنها بنتى ببقى عايز أخبيها فى حضنس أنا تعبت
رحاب:وبالنسبة لليلى
آدم:ليلى تبقى أختي
رحاب :نعم !
آدم :آه والله
شوفتى بقى الحياة عشان تديني حاجة تاخد مني حاجة تانية
الحياة خدت مني روحي أنا هتجنن
رحاب :طيب يا آدم أنا عايزاك تقولي ايه اللي حصل لما أختك عرفت أنها حامل عايزة أعرف كل حاجة بالترتيب عشان اعرف أعالجك أنت كده متوهني وأنا لازم أربط الأحداث
آدم :لما عرفت روحت وعملت عيد ميلاد لآسر، وبعد عيد الميلاد خدها معاه العربية عشان يخرجو وأنا ساعتها روحت وجالى مكالمة أنهم عملو حادثة
ثم أكمل ببكاء:ولما روحت لاقيتها ماتت كانت متقطعة ومتشوهه أنتِ متخيلة اني أشوف أخي بالمنظر ده
رحاب :وآسر أيه جراله
آدم:عاش بس جاله ردود دماغية خلته عنده صرع
رحاب :بتتعامل معاه أزاى دلوقتي
آدم :بكل كره وكنت هموته بعد الحادثة
رحاب :ليه..؟
آدم:ليه...! بتقولي ليه
عشان ببساطة قتل أختي عرفتي ليه
رحاب :غلطان هو ماقتلهاش
آدم بعصبية:لا قتلها
رحاب :ماهو كان ممكن يموت هو كمان
آدم :وماماتش عاش، واختي هي اللي ماتت
رحاب :عايز تقنعني ان لو سمر ماكنتش عملت حادثة مثلاً ماكنتش هتوت
آدم :...........
رحاب :مؤمن بالقضاء والقدر ؟
آدم باستغراب :وليه السؤال
رحاب :هممممم مؤمن بالقضاء والقدر جاوب!؟
آدم : أنا جاى لدكتورة ولا شيخة
رحاب :رد عليا
آدم :آه ياستى مؤمن
رحاب :يبقى أنت حمار
آدم :أفندم
رحاب :آه والله زى مابقولك
آدم :هو أنا جايلك عشان تشتميني
رحاب :كان عندك صحاب غير آسر
آدم:آه عز
وهنا تأكدت من شكوكها
رحاب :طيب هل آسر مبسوط فى حياته دلوقتى
آدم :لا
رحاب :همممم يعني هو دلوقتي بيتعذب بسبب مرضه وموت مراته اللي أنت بنفسك قولت أنه كان بيحبها ،وبيتعذب كمان عشان صاحبه بعد عنه
هو أنت مثلاً مافكرتش إن سمر ممكن تكون معاك فى العربية ،وتعملوا حدثة وهى تموت
ماتتكلمش يا آدم عايزة أكمل كلامى
أنت كل اللى فكرت فيه إن أختك ماتت وجوزها السبب ،بس عايزة أقولك إنك آنانى عارف ليه، عشان صاحبك محتاجك وأنت بعيد عنه
أنت عارف ايه تأثير الردود الدماغية اللى أنت مستهتر بيها ديه، ببساطة كده صاحبك ممكن يموت منها ساعتها هتفرح
سكت ليه ماتتكلم
آدم وهو يضع يده على أذنه :اسكتي بقى اسكتي
أناجاى اتعلج مش اتجنن
وبعدين أيه دخل آسر فى الموضوع انا جاى عشان أسماء ،أنتِ دكتورة فاشلة بتضيعى وقتى
رحاب :خلاص يا أستاذ آدم نصيحة ماتضيعش وقتك مع دكتور فاشلة زيى
الجلسة انتهت يا أستاذ آدم
وخلاص كانت آخر جلسة عشان أنت من جوة مش عايز تتعالج
آدم : أنا أساسا كنت ماشى مش عايز أشوفك تانى
رحاب :أوكية باى
رحاب بعدما ذهب آدم :أنا كده فهمت
ومتأكده انك هتيجى تانى يا آدم أنت غبى
أما عنه فذهب إلى فيلته محطم من جميع الجهات
ليلى :مالك يا آدم فيه أيه؟
آدم :سابتنى يا ليلى
ليلى :هى مين اللى سابتك
آدم بحزن :أسماء
ليلى :ليه ..؟
آدم :ماعرفش يا ليلى ،ماعرفش هى مش عايزانى
ليلى :يعنى أيه انا مش فاهمة
آدم :مش مهم تفهمى يا ليلى
انا داخل انام
ليلى :ربنا يريح قلبك يا آدم
***********صلى على الحبيب ***********
VOCÊ ESTÁ LENDO
بقايا عاشق"مكتملة"
Romanceتهاجمه تلك الذكريات اللعينة التي تستطيع تحطيمه بكل سهولة؛ فهو سبب في موت أغلى ما لديه،ويرى أنه لا يستحق سوى الموت واستسلم إلى ذلك المرض اللعين الذي سيؤدى به إلى الهلاك لا محالة، ولكن هل سيمسك باليد المنقذة له أم لا
