«اخرس!».
صاحت سِيلا لتُسكِته لكن صوتها كان مسموعا فظنّ الآخرون أنها تُحادِث سيلين.

«حقا؟! تُخرسينني بعد كلّ ما فعلتِه؟ هل أنتِ مستعجلة لإعدامك؟ لا مانع لديّ... لِيونار!».
أجفل الطبيب حين نادت باسمه وانتظر أمرها.

«تُريد أن أعفو عن حياتك؟ أنهِ حياتها».
أمرت ببرود فاتّسعت عيناه وتجمّد مكانه بينما تحرّك سِيزار سريعا ليقف بينه وبين سِيلا التي مازالت تُصارِع ذلك الصوت.

«لا... لا يمكنني فعل ذلك».
تراجع لِيونار بعيدا عنها رافِضا قطعا أن يؤذي الفتاة التي حماها كل هذا الوقت.

«لِيونار. أنهِهَا!».
رصّت سيلين على أسنانها فكرر لها نفس الردّ دون تردد.

«حسنا إذا».
نظرت خلفه فتقدّمت هيلين مُبتسمة وغرزت في ظهر لِيونار سيفًا اخترقه ليبرز من بطنه وتتصبّغ ملابسه الناصعة البياض بالأحمر القاتِم.

«لِيونار!!».
صرخة سِيلا لم تكن بصوتِها بل مزيجا منه مع زمجرة ذئبتِها وصوت ذاك الظلام، هيلين التي كانت شامخة بغرور قبل لحظات ارتجفت خوفا واختفت بلمح البصر من المكان حين أدركت ما على وشك أن يحصل.

لم تُعِرها سيلين اهتماما فقد انتبهت للحرّاس الذين اقتربوا منها حامِلين سيوفا لامِعة بمادة نحاسِيّة علِمت أنها ستقتلها فورا في حالتِها تلك.

«صيد اليوم، يا فتيان. من تُسمّي نفسها آلهة القمر "سيلين"!».
خاطب جيزمون رِجاله مُتحمّسا فاندفعوا بصيحة موحّدة لمُهاجمتِها.

بعض الآلبستارز تصدّوا لهم للدفاع عنها من بينهم أميرة الإريميا وتوأمها اللذان أسقطا عددا معتبرا من الصيادين بفضل قواهم التي تعمل عن بُعد. والبعض الآخر، الأصغر من أن يؤذي أحدا كالجنيات والنيريد، فرّ هاربا كي لا يتأذى.

كاليبسو، ملكة الحوريات، أطلقت صرختها الحادة فوقع عدد منهم جاثيا يسدّ أذنيه التي نزفت من حدّة الصوت والبقيّة صاروا منوّمين وكفّوا عن القتال.

الكثير من الدماء لطّخت تلك الجنّة لتؤول إلى مجزرة.

وقبل أن تنتهي معركتهم بدأ الخسوف فجأة في السماء وحل ليل أحلك من الذي سبقه، توهّج الآلبستارز فسعَدت سيلين بذلك وخَطت مستعجلة لتقف بينهم حتى تمتصّ نورهم.

«هل تستسلمين لي الآن؟».
سأل الظلام سِيلا بينما جثت بجوار لِيونار الذي أصبحت دماؤه تتدفّق من فمه بغزارة مانِعة إياه من التلفظ بكلماتِه الأخيرة.

يداها المرتجفة كانت تُحاوِل الضغط على جرحه لكنها تيبّست حين لم ترى جدوى من ذلك، يُفترض بقواه كـ إريميا أن تشفيه سريعا لكنها لا تعمل فالسيف الذي تسبب في ذلك كان خاصًا -بإمكانه قتل الفصيلة التي لا تُقتل-.

من بين رؤيتها المشوشة بالدموع تمكّنت من تمييز سِيلين التي كانت غير متأثرة بـبِرك الدماء تحت قدميها تُراقب القمر الدامي منتظِرة بدء انتقال نور الآلبستارز إليها.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن