واني أحبك

7.7K 976 232
                                    

ذهبت اليه في صباح اليوم التالي وانا احمل كوب الحليب رأيت غرفه المعيشه مضيئه دخلت اليه
(صباح الخير جبتلك الحليب )
( صباح النور شو اليوم كوب مو كوبين )
( لكيت بس هذا موجود وصيت عمي يجيب ) اخذ الكوب وطلب مني الجلوس بجانبه  جلست
( هاج اشربيلي هالكوب حتى نبدي نسولف )
( لا ما اريد انت اشربه )
( حتى لا نبقى انتِ اشربي وانتَ اشربه انت اشربي نص وانطيني النص
الباقي غير هذا الحل مراح اشربه وراح يبرد )
لا اعلم لماذا ابتسمت على تعبير ملامحه وهو يبدو عليه التعب ولا مزاج له
للجدال  وهو يقدم لي الكوب
اخذت منه الكوب وهو يسأل مبتسم
( ليش ابتسمتي )
( هاك شربت منه انت كمل الباقي ، كمال انت منايم صح )
اخذ الكوب والتفت وهو ينظر امامه ويشرب من الكوب ، كأنه يحاول ان يخفي شئ
مكدرت انام صار عندي ارق )
( وشنو السبب )
( انتِ)
( قصدك شكوكك واوهامك الي بقت طول الليل تكبر قصص انت تخيلتها وصدكتها ، اذا جاوبتني على سؤالي اجاوبك على سؤالك )
( بخصوص شنو )
( شنو الي يخليك تبقى سهران وتفكر بموقف شفته من اشهر ويثير غيرتك عليه وتريد  بهالكعده  مفصل عن طبيعه علاقتي بجلال  ترى اني ذكيه لدرجه بالفتره الي قضيتها بهالبيت كدرت احفظ اطباعك )
التفت لي مبتسما ومن ثم التفت ينظر امامه
( تدرين هالسؤال اني هم سألته النفسي من يوم الي صارت بيناتنا المشكله بهذا المكان وتركتي البيت اكو شي بداخلي تغير هو الي خلاني ابقى لهاللحظه  منايم )
( قصدك متكدر تأمن ولا تثق بيه ، بس الموقف الي صار بهالمكان بسببك لان انت شكاك وكلشي تفسره بسوء وصلتني مرحله ما اعرف شلون اثبتلك ان اني غير عن الي انت متصوره بيومها قهرتني وخليتني بموقف العاجز عن ان يثبت هو انسان نظيف ردت اوصلك ان اي اني مثل ما انت متصور ورأيك بيه ميهمني ،غلطت بدون تفكير ووعي بعدها بثواني وعيت على الي
سويته مكدرت ابقى دقيقه كدامك ولا تحملت بعد اخلي عيني بعينك قررت انهزم من هالبيت حتى بعد ما التقي بيك وحتى من اختاريت ما ارجع وياك واروح لبيت همسه هروب منك ردت ابعدك عن حياتي حتى لا اتذكر هالموقف بس حاليا اكدر اتذكره لان اعتبرته غلطه ودرس استفاديت منه )
( تمام هسه اريد افهم طبيعه العلاقه بينج وبين جلال ) حين ابتسمت تضايق من ابتسامتي وعقد حاجبيه
( ليش هالابتسامه )
( ما تعدت مسكة ايد  اول فتره حاول يتمادى ويايه ومن صديته مرتين
الولد احترم الحدود الي بيناتنا ، اما بيوم الي شفته مخلي ايده على ظهري جانت هاي اول مره اسمح بهالشي لان قبلها بيوم طلب نعقد حتى اكون شرعا زوجته ويكدر ياخذ راحته بالتعامل ويايه داخل البيت واي تصرف يبدر منه يكون طبيعي رفضت وتذمر وعصب عليه  خفت لا يركب راسه
وميقبل اداوم لان بهالوقت كان هو والي بالبيت معتبري خطيبي وهو ولي امري لان كلهم رفضوا اداوم الا هو وكف بوجههم وخلاني اداوم 
ثاني يوم حاول يحسسني بأهتمامه من خلال الكلام وهالحركه الي جنت طول الطريق متيقضه الها ان ما يتخطى حدوده 
لان اي تجاوز راح اطيح حظه وهو جان فاهم هالشي  وبديالى فقط جان يمسك ايدي من نروح للبستان حتى محد يباوع عليه يعرفون اخصه )
( اظاهر هالجلال كلش مأثر بيج بحيث هلكد تعزي  ) وقفت  والتقطت الكوب من الطاوله 
( شوكت تريد اسويلك الريوك )
( فد ساعتين ،ثلاثه )
تركته
بينما اقف امام مرأه غرفتي كنت افكر بطريقه تجعل ذلك الرجل يتحذر من ان يخطأ في حقي مره اخرى وان يكف عن التخيلات والشك
الابتعاد والتجاهل ،سأتجاهل كلامه المزعج
بعد اكثر من ساعتين جهزت الفطور له ....  طرقت الباب ودخلت
كنت اقف امامه وانا اضع الفطور على الطاوله من دون ان اكلمه وهو يراقبني
( ابقي تريگي ويايه مليت من الكعده وحدي )
( اكلت شكرا ، لازم انزل اكمل شغلي اصعدلك فد نص ساعة اخذ الصينيه )
لم يعارض لكن نظرته لي كانت كمن يحاول اكتشاف صحه ما تحججت به
بعد اكثر من نصف ساعة كنت اقف امام غساله الملابس وانا اغني
واذا به خلفي يقف عند الباب
( فيض التونسيه خليت الصينيه بالمطبخ شوكت تكملين ) التفت له فزعة
( كمال فززتني شنزلك ، محتاج شي )
شو انتي صايره اجاوبين سؤالي بسؤال ، شوكت تكملين )
( دا اغسل ملابسي بس اشطفهن  )
( عبالي تغيرين دشداشتج الرطبه وتجين ويايه نكعد بالحديقه شويه )
( روح اكعد هسه شويه واجيك )
بعد ربع ساعة كنت قد غيرت ملابسي وخرجت له كان يتگئ على الوسائد ويرفع احد ساقيه على الارجوحه وتتدلى الاخرى للاسفل
اخذت كرسي وجلست امامه
كان ينظر لي من لحظه خروجي الى ان جلست واصبحت امامه كان كالسابق كتوم وقليل الكلام لكن نظراته اختلفت لم تكن بذلك الترقب والتتبع
( مرتاح بكعدتك )
( هسه مرتاح ، الجو طيب بدا يبرد )
( بعد شهر يجينا البرد والمطر ، اجيبلك چرچف اخاف بردت )
( اكعدي لاتبقين تتهزمين ) نظرت له متفاجئه اردت ان اجيبه
( لم اكن انوي الهرب ) الا انني بدل من ذلك ابتسمت لانه فهم ما نويت عليه
بعد الذي قاله لي صباحا
( يله كعدت نبقى نتفرج على الاشجار )
( تدرين بالفتره الي جنت اعاني بالمستشفى واشوف الكل محاس بيه
غير زياد وجلنار اتمنيت انت موجوده ما ادري شنو الي خلاني اتوقع راح اداريني وطلع توقعي بمحله )،
( ونهله ليش مجانت تبقى وياك اداريك )
( احيانا الله سبحانه وتعالى يخلي الانسان يمر بظرف حتى يكشفله حقيقه الناس الي حواليه منو قلبه عليج ومنو لا
تدرين نهله ما صدمتني بقدر صدمتي بنضال تدرين وصلت الموت ،بهالفتره
كلها صارت عدها ظروف تمنعهم ان يمرولي للمستشفى كل وين ووين لان محد يريد يتبرعلي واني اصلا جنت فاقد الامل ان ابقى عايش لحد هاللحظه
بس جنت اتمنى منهم بس حجايه التنگال حتى احس اكو من قلبه عليه واكتشفت الاثنين الي قلبهم عليه زياد وجلنار،
بحيث اول ما لگى الدكتور المتبرع واتصل على فاروق يبلغه اجوي كلهم
والتقيت بالولد الصدك انقهرت عليه لدرجه صرت بموقف صعب اختار
تمنيت وضعي احسن وما جان كل هالالم ملازمني ومخليني بوضع الي لاحول اله ولا قوه يريد يتعلك بگشايه تخلصه من هالمعاناة ما جان قبلت بهالمقايضه لان المبلغ الي استلمه شكد ما هو چبير وهم من افكر بالموضوع
اشوف هالانسان خسر شي اكبر من مال الدنيا شكد حاولت اعرف عنوانه
حتى ابقى اساعده او اردله الجميل الدكتور گلي الشخص رفض ان يتواصل وياك او احد يعرف مكانه لان متبرع من ورا اهله وميريدهم يعرفون من وين حصل على الفلوس والله دائما يجي على بالي واكثر من مره اتصل على الدكتور اطمئن على صحته من يبلغني وضعه بخير ارتاح نفسيا )
( شكد دفعت مبلغ للمتبرع )
( بعت السياره وقطعه ارض وجان عندي مبلغ بالبنك وجان عندي استعداد
ابيع البيت هم لو طالب اكثر تدرين اكو ايام شفت الموت بحيث وهو واگف كدامي موافق يتبرعلي خفت لا يطلع من الغرفه ويغير رأيه والله حسيت الدمعه وكفت بطرف عيني من قله الحيله الانسان شكد يكون قوي وياخذ الدنيا بحيله لكن من يفقد عافيته يحس نفسه ضعيف لدرجه تطلع الدنيا والي بيها من عينه ،
تدرين هالموضوع جان مثل حسره بقلبي جنت اتمنى اكدر اطلعها واحجي بي براحتي ويا احد وابين ضعفي حتى ويا اقرب الناس مكدرت احجي
بس وياج كدرت ابين هالضعف وخيبه الامل بأهلي واني بأصعب الظروف ) كان يتكلم حتى لمحت اكثر من مره لمعه الدموع بعينيه
كمن يتذكر ذلك الالم والضعف والخيبه حتى تسللت دموعي على خدي وانا استمع له ،
لكن صدمتي بموضوع المال كانت اكبر ... اين ذهب المال من غير المعقول ان تكون نضال هي من اخذت المال
قد يكون ذلك الدكتور هو من اخذه ، لا احد غيره لانه في المره الاولى رفض ان اكون انا المتبرع لصغر سني
وبعدها غير رأيه ذلك يعني ان نضال وعمي فاروق دفعوا له المبلغ كرشوه
ليوافق ،
والمال الذي دفعه عمي للعمليه ولفتره اقامتيو المبلغ الذي
سلمني اياه في ذلك اليوم بعد العمليه بحجه ان ادفع للمرضه واجلب ما احتاج من الكافتيريا ؟
كيف لي ان استفسر عن ذلك المال كيف اسأل عمي ، اخاف ان اسأل وادخل معه ومع نضال في مشكله
هل اخبر كمال انني من تبرع له ؟ لا تتهوري يا فيض فنضال حذرتك سابقا ان تكلمت سندخل جميعنا للسجن بسبب التزوير
من غير ذلك هو يعلم ان شخص غريب تبرع له ويشعر بتأنيب الضمير لاستغلاله ظروف الشاب الماديه
لو علم انني من تبرعت له قد يفتعل مشكله مع نضال وقد تقوم الاخرى بطردي يا اللهي اود ان اخبره بالحقيقه واخاف ان ارتكب حماقه جديده
فأعود للمصائب من جديد
في كل الحالات كان سيدفع المبلغ لمتبرع وانا تبرعت له ليصبح بخير
وها هو الان امامي بخير ليذهب المال المهم انني الان بامان بالقرب منه
لن ارتكب اي حماقه اندم عليها لاحقا وتبعدني عنه
كأنك لم تسمعي شئ من هذه اللحظه ،
( يعني انت من عاتبتني ان خذلتك جنت تقصد من بين البقيه الي خذلوك
وهسه بعد ما عرفت ظروفي والاسباب الي خلتني ابتعد عنك وابقى بذك البيت هم بعدك معتبرني من الي خذلوك ) ابتسم لي
( لا والله وداعت هالدموع الغاليه ما قصدت هالشي ولا بيوم خليتج ويا البقيه
انت وحدج بكفه والبقيه بكفه ثانيه جنت اقصد على الموقف الي صار بيناتنا بكراج بيت نعمان ومقبلتي ترجعين ويايه وبعد ما عرفت السبب عذرتج
تدرين اول شخص خطر على بالي بعد ما طلعت من العمليه وفتحت عيني انت، تدرين من اول يوم رجعت للبيت شي قوي بداخلي تمنى ترجعين للبيت
بحيث مريتي على بالي بكل وقت بالذكريات الي جمعتنا من اول يوم دخلتي لهالبيت الى ان طلعتي منه ، انت يوميه ويايه نايمه على ايدي
سبحان الله من هلكد ما روحي صارت وياج بهالشده تمنيتج ويايه الله دزج
ورجعتي برجليج بعد ما بقت فكره ما خطرت على بالي حتى اتحجج بيها وارجعج لكن كلها فاشله او بالاحرى خفت تفشليني مره ثانيه وتجبريني ابتعد عنج نهائيا بحيث من صرتي كدامي بقيت مندهش مامستوعب انت كدامي بنفس المكان )
كنت انظر له يتكلم بأنفعال وتودد كمن يكتم شئ ولم يعد قادر على ان يخفيه
فقرر فجأه ان يتحلى بالشجاعه ويبوح بما في داخله
كنت مصدومه من كم المشاعر التي وصلتي من تعابير ذلك الوجه الجاد وتلك النظرات التي حاوطتني بحب وعتاب
كمن يقول لي نعم ان ما تستمعين له الان هو ما تشعرين به حقا ، اردت ان اتأكد خوفا من ان اكون قد انجرفت كثير حتى انني اخطأت في فهم قصده  
كان قلبي يخفق بشده
( شنو معنى هالكلام )
( فيض ابدا لا تفكرين اني انسان سئ ودا احاول استغلج الله الشاهد عليه
وبصحتي وبعافيتي وروح اهلي ما ادري شوكت حبيتج ولا شوكت وبأي موقف دخلتي قلبي فجأه لكيت نفسي اعاني من هالحب فجأه الغيره خلتني افقد تعقلي واسمعج كلام جارح اي تصرف مزعج بدر مني هالايام وسابقا كان سببه حب وتعلق
مو تخافين مني وتفكرين ترجعين لبيت نعمان صدگي راح يبقى الحال على ما هو عليه سابقا
فضحت مشاعري كدامج لان ما ردت افقدج مره ثانيه بسبب اسلوبي وياج
الي ممكن تفسري بشك وعدم ثقه في حين هو نابع من حب وغيره رجل على محبوبته ) ارتجف قلبي غير مصدقاً كأنني في حلم مما اسمع
ارتبكت خجله
( راح اروح اسويلك برتقال )
( تعالي بس افهمج )
خطوت مسرعة كمن يهرب بوجهه حذرا من ان تفضح ملامحه سر سعادته
دخلت من الباب حتى توقفت خوفا من اصيبه بخيبه امل تحزن قلبه
خرجت له ومددت رأسي مبتسمه رفع رأسه لي مبتسم بعد ان سمع ما قلت
( كمال ترى اني مو صغيره حتى ما افهم ) دخلت وتركته خارجا حتى وصلت الى المطبخ كنت بحاله سعاده لم اعهدها سابقا في حياتي
بدأ قلبي ينبض بأمل جديد كل شئ اصبح جميل كل خليه في جسدي تتراقص شوقا للعوده بقرب ذلك الرجل لم اعد اطيق فراقه ولو لدقيقه واحده وانا اعلم انه يبادلني المشاعر وانني امتلك قلبه
بعد دقائق كنت اقف امامه ذهبت عيني بعيدا عنه خجلا وانا اقدم له كأس للعصير مد يده
( شنو معنى عينج بعيده عني خجل لو انزعاج ما فهمت ،انام مرتاح بليل لو الزم حراسه يم باب البيت هالليله )
انطلقت مني الضحكه بصوت مسموع

الحكم بالحياة بعد الاعدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن