بين الجنه والنار

24.2K 1.4K 357
                                    

#الحكم_بالحياه_بعد_الاعدام
اماسي الليل
الجزء٢
حقوق النشر محفوظه
( اي انت بأيدك تأذيني او تريحني ... واني  بالحالتين مسلمتك امري لان ماعندي احد غيرك بهالدنيا يعني  ما باقي عندي شي اخسره
بقيمه الي خسرته سابقا غير انتَ )
  عاد الى جانبي ..ووضع ذراعه تحت عنقي ... وبكفه  الاخررفع كف يدي يقبله ...
( ولان اعرف ما الج غيري بالدنيا ما اتخلى عنج ولا يفرقني عنج غير الموت  )
(هم يجي يوم تتغير مشاعرك وتنتهي...)
( ما اتصور الي اني بي  تعدى حاله الحب ... مرات اشوفج تمشين بالغرفه حافيه يخطر على بالي اشيلج اغار من اي شي يلمس بشرتج ....لكن انت  الي تغيرتي ...)
( المفروض تساوي  محبتي الك بمقدار محبتك واهتمامك بيه)
( ياعنيده لا تخلين هالموضوع يعكر علاقتنا ... انتظري مني هالايام اثبات على كل كلمه ووعد نطقت بي ... )
كنت اتبع معه اسلوب اخفاء المشاعر.... الحياه في هذا المنزل علمتني ... الصبر والقوه  والتكتم عن مشاعري  والاحتفاظ بها  في داخلي 
بقدر الالم الذي تعرضت له من يوم دخولي لهذا المنزل ومن يوم   فقداني لأبي واخوتي اصبحت أحصن نفسي بقوه المشاعرً وادعي اللامبالاة
برغم حبي الكبير لكمال ... الا انني  احتفظ به في قلبي و أتمالك مشاعري أمامه واحتال عليه  عندما  اجيب .....عن اي سؤال يطرحه ليتأكد من حبي له  ... اعلم ان قلبه
معي ... ولكن فكره ان يأتي يوم ويكتفي مني
تحذرني من  ان أمطره بكلمات الحب واظهار المشاعر ... حتى انه كان يطلق علي لقب معذبتي البخيله
بعد ان خرجت من الحمام ...لم اجده في الفراش ولا في الشقه .... خرجت ابحث عنه ... حتى وصلت الى باب السطح
كان مغلق ... فتحته لأنظف الارض .... لم اتفاجئ ... حين وجدتها نظيفه وخاليه  من حبات الرز ...اغلقت الباب ... ونزلت الى الاسفل ... دخلت المطبخ ... اخرجت الكميه المعتادة من الأرز ...وضعتها من جديد في الصحن لتنظيفه اسرعت بعملي   وضعت  الطبخه على الموقد ...
ثم   غادرت المطبخ متجهه الى غرفتي ... جلست على طاوله الزينه أسرح  شعري
شعر ت بألم في عنقي  تركت المشط وبدأت بعمل مساج لتخفيف الالم  وانا مغمضه العين بعد دقائق سمعت صوت خطواته وكلماته  وهو يدخل الغرفه
( تعبانه )
اقترب مني لامست يداه يدي وبدأ بتحريك ابهامه على طول عنقي ...بحركات دائريه ... ومن ثم حرك رأسي  بيديه الى اليمين والى الشمال واخيرا أعاد  رآسي الى الخلف ... كنت لا ازال مغمضه العينين حين شعرت بشفتيه تنطبق على شفتاي ...شعرت ببروده تثلج القلب ... كم اعشق هذا الرجل وجدت فيه حنان من فقدت  ... سألني ارتحتي ...
(مجرد وجودك قريب مني ... يحسسني  بالراحه وين كنت )
( طلعت جبت تمن ( رز)  نوعيه فاخره ... ميحتاج تتعبين بتنظيفه ...وذاك انطو لاحد فقير )
( هسه نضال متقبل ... وتبقي هذا  الى ان يكمل ذاك يله ... تستخدمه
شنو تتحجج كدامها ...( اخاف على مرتي تتعب ?)  ... )
(  شنو قصتج اليوم لحيتي بالموضوع ..ممنوع ينفتح مره لخ واذا
حسيتي ظلمتج ويايه ... قرري الي يناسبج ويريحج نستمر لو نبتعد  ورجعيلي خبر )
ترك الغرفه غاضب ... كلماته ألمتني تسارعت نبضاتي بخوف ورهبه تجمعت الدموع في طرف عيني حاولت جاهده التماسك وتمثيل القوه الا ان الدموع غلبتني و العبرات ملئت  صدري .. شعرت بالاختناق
  حتى اصدرت صوت انين يزيل المشاعر السلبيه في داخلي
عاهدت نفسي بالابتعاد حقا  هذه المره .... ما ان يحين الوقت سأترك كمال وهذا المنزل .... وابدأ من جديد
لم المحه بعدها الا عند موعد الغداء عندما دخل  المطبخ ... وجلس مع الجميع على كرسيه المعتاد ...    وكالعاده يتبادلون الحديث ... بينما كنت ..اسكب الطعام في الصحون واضعها على الطاوله ...
انهيت وجلست
بدأنا بتناول الوجبه   ...
تذمر كمال   من طعم الرز
( هذا الرز طعمه مطيب ...انطوا لاحد واني اليوم جبت نوعيه فاخره طبخوا باجر منه )
نضال ( شبي مو كلنا دناكل منه ...بس يمكن هاي( فيض) متعرف تطبخه هسه اني اطبخه يوم الجمعه وشوف طعمه ... )
ترك الطاوله   دون  ان يكمل طعامه او ان  يسمح لنضال  بالاستمرار ... التفت موجها الكلام لي ...
( التمن الي جبته اليوم باجر ... اكعد على السفره الكاج طابخه منه  وهذا التمن القديم اليوم اخذه  لعائلة محتاجه )
رأيت  شراره غضب تخرج من عينيه دليل على احتراق روحه....انتابني
القلق عليه ...  ولكن سرعان ما تذكرت كلماته المؤلمه ... تجاهلت  حالته  ...
ليومين استمر الخلاف بيننا  ...
لم نكن نلتقي فيها الاعند موعد الوجبات
لا حديث يدور  بيننا  ..الا للضروره امام الجميع
—————-
في عصر كل يوم خميس ...تجتمع عائلة( عمي نضال،البنات ( روز  ياسمين  جوان  ) وازواجهن والاحفاد وزيد وزيدون
وزياد وزوجته جلنار والاطفال) .. وكما هي العاده ...
تقوم جوان  بمضايقتي بالكلام ... والتباهي امامي ...
منذاللحظه الاولى التي دخلت هي وزوجها الى منزل  عمي ... ونادتني  لأحمل حقيبتها .. (المجهزه بالملابس والأغراض لها ولطفلها لقضاء ليله الخميس على الجمعه كبقيه اخواتها ) ...وارتبها  في خزانه الملابس ... في هذا  اليوم  كنت اقضي ليلتي  في غرفه الضيوف ... لانهن والاطفال يشغلون  الغرفه والاسره  ...
وعندما يبيت ازواجهن ... اذهب لانام في الطابق العلوي ...في الغرفه المخصصة للفرش والأغراض القديمه ..في السابق كانت غرفه الخزين )
...
عندما اجتمع الكل ... في غرفة المعيشه ...  جلبت الشاي 
لم يكن .. كمال موجود  بينهم ... عدت  الى المطبخ ... أقوم بتجهيز ... أصناف العشاء ... المتنوعة ... دخلت جلنار
( هلو .. فيض  انطيني اساعدج   .. لان الخواتين .. خطار جايات يرتاحن براسج )
( التفت هلو جلنار ... تعلمت عليهن  )
بدأنا بتجهيز العشاء ... انا وجلنار ... بعد اكثر من ساعه ... سمعت صوت كمال  يأتي من  غرفه المعيشه ... لا اعلم كيف لهذا الصوت حين يكون بالقرب مني
ان يجعل قلبي يخفق بشده ويشعرني بالطمأنينه   ،
  ... صوت الأحاديث والضحك العالي ... أعاد لي التفكير بكلام كمال .. وبالوضع  الذي انا عليه  كم اتمنى الجلوس بينهم بجانب زوجي لا اخدم ولا يتجرأ احد  على التقليل من شأني
انتابتني حاله الاستياء   من كمال اكثر واكثر
قررت  الابتعاد عنه ...سأخبره  انني  أودّ الانفصال
وبينما انا مشغوله بالتفكير ... دخل زياد يتودد الى جلنار
( ها حبيبتي متجين تكعدين يمنا )
( لا دا اساعد فيض بالعشا ... واسولف وياها )
زياد ( يله براحتكم ... فيض اسرع ما عندج كملي العشا حتى الجماعه يروحون  تعبان اريد اروح انام )
التفت وعلى وجهي ابتسامه لشخص ودود ... لم ارى منه سوى الحب والتقدير منذ دخولي لهذا المنزل
( ليش متدري راح يباتون... ورا العشا اصعد اجيب الفراش ... افرشلهم بالصاله عمتي گلتلي ... )
استاء زياد
( اويلي يعني راح اگابلهم لحد ما ينامون ... والله تعبان مابيه حيل سهر )
جلنار :( اي عادي ورا العشا نترخص ونصعد للشقه ... اني هم ما بيه حيل سهر ولازم انيم الاولاد )
زياد :( لا عيب ميصير ... باجر عطله عود نكعد متأخرين اول وتالي راح اسهر  ويا خالي بالحديقه )
خرج زياد و بدأت جلنار بالتذمر ... من حاله  الفوضى في كل يوم خميس
( اف وحدتهن شبعانه نوم تجي  ترتاح وتتونس  براسنا ماعدهم احساس ... ميگولون ذولي موظفين ... طالعين من الصبح وينتظرون العطله حتى يشبعون نوم ويرتبون امورهم .... وانت هم راح تنامين فوك طبعا )
-( اكيد لعد وين انام ... عادي لا تشيلين همي تعلمت صار سنين )
-( كم مره اكلج تعالي يمنا ... متقبلين )
-( مو لسبب والله لكن ما اريد اقلق نومكم ...من يجون ابقى لتالي الليل .. يا ودي يا جيبي طلبات متخلص الا من ينامون ...يله اكدر اصعد وانتوا بهالوقت تكونون نايمين ... وثاني يوم الصبح لازم انزل من وقت حتى ابدي إحضارلهم الريوك يعني هم .. راح اقلق نومكم من انزل .. لان تغلقين الباب ورايه ...ترى الغرفه الفوك  مريحه  نظفتها و السرير الحديد الي بالسطح  رتبته .. )
-( ماطول مرتاحه بيها ... براحتج لعد )
تبادل الحديث مع جلنار ... يشعرني  بالراحه كونها طيبه القلب وصادقه ... ودوده عطوفه احيانا ارجح اختلاف زياد عن بقيه افراد عائلته  ...سببه جلنار هي من أحدث ذاك الاختلاف في اطباعه  ،
انتهينا من تحضير العشاء ... ذهبت جلنار لترتيب السفره .. حملت الصحون من خلفها  ... دخلت وتعمدت تجاهل كمال ..حتى اني لم القي عليه نظره 
اكملت وضع اخر الصحون ... بدأ الجميع بالجلوس  حول المائدة ...
خرجت الى غرفتي ... اشعر بشئ يثقل صدري ترجمه تساقط الدموع من عيني ...انه الحنين لابي واخوتي الى بيتي الى حياتي وعمري ...سرق القدر مني سعادتي حتى مع الرجل الذي احب

الحكم بالحياة بعد الاعدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن