الهروب الى الماضي

7K 930 84
                                    

#الحكم_بالحياة_بعد_الاعدام
#الجزء_السادس
رفعت السماعه ... اتاني صوتها
( الو كمال )
( الو هلو نهوله ...)
( وينك بقى بالي عليك صار يومين ما تتصل مو عوايدك )
( حبيبتي التهيت بالبيت عدنا ضيوف ومصارلي مجال )
( ها هاي جديده مال مصار مجال كمال ليش دا احسك متغير )
( مامتغير بس گتلج عدنا ضيوف وجايين على موضوع مهم ليش مكبره الموضوع )
( لان مو من عادتك تنشغل عني وعذرك ما مقنع يعني مامعقوله
ما صار عندك عشر دقايق ،على العموم اخذ راحتك بس ردت اطمئن عليك )
( اهو نهله راح تسويها زعله )
( شوف كمال اني اخر امتحان عندي بدايه الاسبوع نهايه الاسبوع اتم الخطوبه مالي علاقه شلون تقنع نضال تجي تصالح امي لان هي تقصدت تسوي المشكله حتى تخرب ارتباطنا )
( نضال شنو علاقتها هي خالتي تتحجج هي الي فرضت شرط تكملين الجامعه يله اتم الخطوبه شو وراها صارت متم الخطوبه الا اخذ حصتي كامله من البيت يعني لازم اكعد بيت اختي وبيت زياد بشقتي واني اخذ بيتهم والمشتمل انت مقتنعه بهالشي يعني احنه نفرين ناخذ مكان سبع نفرات
وفوكاها تحجي بنيابه عني تگلها لنضال ترى انتو سبب تأخر الخطوبه لازم تنطين اخوج حصته لا تصيرين انانيه وتوكفين بطريق سعادته
يصير هالكلام ، اكيد نضال تزعل وبعد متوصل لبيتكم
هسه تريدين اجبرها تصالح خالتي وهي اصلا ما غلطانه بحقها العكس هو صحيح )
( يعني تريد امي تتصل على نضال تصالحها تگلها يله تعالوا اخطبوا بنتي هذا شلون حجي )
( لا مو بهالصيغه بس على الاقل اطيب خاطرها بكلمه ترجع الود )
( امي مراح تقبل واني هم ما اقبل امي تنزل نفسها لنضال )
( ها لعد انت خالتي فوگ ما غلطانه متقبلين تنزل نفسها تريديني اجبر اختي
تنزل نفسها وهي ما غلطانه هالكلام ابد مو مقبول منج )
( عندك لنهايه الاسبوع الجاي مهله غير هالكلام ماعندي انت شوف
شلون ترتب الوضع )
( الله كريم يله بعدين نحجي هسه لازم اروح عندي شغل )
( كمال هذا اخر كلام عندي بعد ماكو بيناتنا حجي )
( نهله عيدي النظر بأسلوبج ويايه ... يله باي )
اعدت سماعة الهاتف ... ثم خرجت من شقتي مناديا وانا انزل السلم
فيض فيض
اتاني صوت نضال ...
( دزيتها للسوگ تجيب كم شغله )
( وليش مدزيتي واحد من الولد )
( طلعوا  كل واحد بجهه ما ادري وين راحوا )
بعد ان انتهت السنه الدراسيه  لم يعد بوسعي الخروج من المنزل حين نادتني نضال وطلبت مني ان اذهب للسوق لجلب بعض الحاجات
كنت حينها كمن أُفرِجَ عنه ... ارتديت ملابسي بتأنق صففت شعري تركته ينسدل على ظهري ... خرجت من الغرفه مسرعة الخطوات خوفا من ان يأتي احد ابناء عمي .. فتمنعني نضال من الخروج
تنفست الصعداء حين خرجت من باب المنزل ...
بدأ الهواء يداعب شعري
وانا اتلفت بنظري على البنايات  والاشخاص وهم يمرون من امامي وجانبي ... حتى وصلت الى السوق
التقط الخضار من محل البقاله ... سمعت احدا خلفي ... يتغزل بي
( يا حلو ممكن نتعرف )
ويطلب ان يكلمني تجمدت للحظه ثم طمنت نفسي ... السوق مليئ
بالناس  علي ان اتجاهله
بعد ان دفعت الحساب اسرعت بالعوده ،
في طريق العوده الى المنزل  سمعت صوته من خلفي يلاحقني كي   يحصل مني على اجابه لاسئلته .... لم يكن بأستطاعتي بعد ان وصلت الى منتصف الطريق
الالتفات الى الخلف والتأكد ان كان قد رحل ام لا يزال يتبعني
وصلت بالقرب من المنزل لمحت كمال يقف عند الباب وكان ينظر بأتجاهي ... كنت على مقربه منه حين اقترب مني ذلك الشاب من خلفي وهو يكلمني
( ياهو بيتكم  حتى يوميه  امر اشوفج )
انتبه كمال للشاب ، خطى مسرعا بأتحاهي ممسكا به ....
التفت الي يسألني
( شنو گلج هذا )
( مگال شي )
( دفوتي للبيت )
لم استطع الدخول وقفت خلف الباب اتنصت واسترق النظر لما سيفعله كمال ،
كلم الشاب بغضب
( شحجيت وياها ... )
( ما حجيت شي بس ردت اسألها على بيت ولد صديقي بهالشارع لكن ما انطتني مجال )
تركه بقوه حتى كاد الشاب ان يسقط
( يله ولي منا ودير بالك بعد اشوف خلقتك بهالشارع والله ميحصلك طيب فاهم )
ما ان لمحت كمال يتجه الى داخل المنزل
اسرعت بالدخول وتوجهت الى المطبخ وضعت الاغراض على الطاوله
اتاني صوته من خلفي ...
( فيض تعالي ورايه فوگ )
جاء صوت نضال من غرفه المعيشه
( يمعود خلي تكمل تعزيل المسواك بعدين گلها شتريد منها )
( هسه بس اريدها تاخذ ملابسي الوسخه )
لحقت به لاجلب الملابس ، دخلت
شقته فاغلق الباب و
التفت نحوي  بغضب  وهو يمسك بمعصمي بقوه
( هذا الولد تعرفي )
( لا والله ما اعرفه )
( لعد ليش جان يحجي وياج )
( جان دسألني على بيت بشارعنا ما جاوبته )
( متأكده؟ .. انت كذابه طريقته من تقرب منج جانت توحي بغير كلام
مبين كلام غزل  وانت جنتي مرتبكه بالاخص من شفتيني )
( والله ما اعرفه ولا شايفته قبل  ،هو تحارش بيه وما انطيته مجال
لحگني لحد البيت )
( ليش وين شفتي وشنو گلج )
( يم محل الخضره ... وبعدها بقى يمشي ورايه )
( جاوبي شنو گلج )
( يا حلو ممكن نتعرف ... وبقى من يمشي ورايه  يتغزل بشعري
ويدندن شحلو طولك من تمشي وانا راك ... اخر شي من وصلنا
گلي وين بيتكم حتى امر يوميه اشوفج 
هذا كل الكلام والله واني ما جاوبته بكلمه ولا انطيته مجال حتى بخلقته ما باوعت )
( يصير خير ان شاء الله )
كانت نظراته الغاضبه المشككه مزعجه لي ... شعرت بقبضتة تألم معصمي
( عوف ايدي وكافي تشك بيه ترى كرهتني بنفسي ... انت راسملي  صوره بعقلك ماعندي اخلاق
كل مره تتهمني وتتخيل عندي علاقه بشاب 
يله اني مو شريفه تريد اثبتلك الي بعقلك صح ،حتى ترتاح  وبدل ما تتهمني بالباطل تصير على حق
سيطر الغضب علي ومن دون ان اعي لما افعل ... فتحت  قميصي بقوه  سقطت جميع الازرار  ' اسرع بأتجاهي  طبع كف يده على خدي  موبخ لي وهو يلف جانبي القميص ليستر جسدي
-( شنو هالاستهتار والسفاهه الي عندج  شوفي اخاف عندك عرگ سفاله وارثته من امج ... قسما بالله انهي حياتج  فاهمه باب البيت متوصلي
واني نازل هسه لنضال انطيها خبر بهالشي وصلافتج هاي راح القنج درس عليها اظاهر انت تحتاجين اعاده تربيه  افوت اجيبلج قميص تلبسي وتنزلين  بي لغرفتح رأسا ... وبعدين النا حساب على هالتصرف
-( ترى انت مو ابويه ولا حتى كرايبي  بكيفك تتحكم بيه  واذا لان دتصرف عليه ودتوكلني  ما اريد ابقى يمكم  رجعوني لبيتنا  اني اشتغل واعيش نفسي)
-( كافي ترى راح تجيريني امد ايدي عليج ... شنو هالاستهتار شو فد مره صايره متحترمين ولا تخافين من احد... شوفي لاتخليني اشوفج الوجه الثاني
لان مراح يعجبج راح اعاملج معامله حقيره لحد ما اربيج  هاج البسي هذا وولي  ما اريد اشوف خلقتج
يا الله شنو هالمصيبه ... بله هسه اذا احد شافج بهالحاله ميگولون هذا اعتدى عليها لو حاول يعتدي  استغفر الله  )
-تركني ودخل الى غرفته ارتديت القميص ومن ثم خرجت مسرعة الى غرفتي خوفا من ان يلمحني احد  غيرت ملابسي ... ومن ثم خرجت اغسل وجهي نظرت الى المرآه لم اصدق اني فعلت تلك الفعله .. لقد خلعت قميصي
امامه لقد نظر الى جسدي ... ايعقل اني حقا مثل امي
لما فعلت ذلك ما الذي شعرت به كي اوؤكد له  ان شكه بي في محله
لن استطيع البقاء في هذا المنزل بعد اليوم ولا النظر في وجهه ... علي ان ارحل  عندما يحل الليل ،
كنت  اتصرف كطبيعتي كل يوم ... حتى اني جهزت العشاء قبل موعده بنصف ساعة كي يخلد الجميع  الى النوم بأقرب وقت
ولم اجلس يومها معهم على العشاء ادعيت انني تناولت الطعام قبل قليل لم  اشاء ان التقي به  كنت اود الرحيل من المنزل بأسرع فرصه
دخلت الى غرفتي وبدأت بوضع امتعتي في خرقه من القماش  لاتمكن من حملها من دون ان اصدر صوت 
ذهب الجميع الى النوم .. اخر ما سمعته من اصوات افراد المنزل صوت نضال وهي تذكرني بتنظيف المطبخ قبل ان انام
لم اخرج من غرفتي  كنت اقف عند النافذه ... انظر الى الحديقه والشارع والباب واخطط لخروجي من المنزل ،
خرجت من الغرفه عند منتصف الليل  لاتأكد ان  الجميع نيام
ثم عدت لغرفتي حملت اغراضي والنقود التي كانت بحوزتي حينها   واتجهت الى الباب الموجود في المطبخ  المؤدي الى الكراج  خرجت  خائفه قلبي كاد ان يخرج من مكانه
وصلت الى باب الخارجي .. فتحته بسرعة وخرجت الى الشارع المظلم
لمن يكن هنالك صوت لمخلوق وقتها ... تملكني الرعب وانا ابتعد عن المنزل ... التفت
قلقه من ان ينتبه احد منهم لاختفائي ....
وصلت نهايه الشارع سمعت اصوات شباب عند المنعطف
وقفت متردده من ان اكمل طريقي ...واتعرض لامر قد اندم عليه طوال حياتي
الشي الوحيد الذي لم يخطر لي حينها ان اعود الى المنزل .. عدت واتبعت
طريق اخر ... حتى بدأ ضوء الفجر ينير عتمه الليل ... انتظرت عند احد المنعطفات  في الشارع الرئيسي قليلا حتى لمحت سياره تكسي ... اشرت لها
توقفت بجانبي ،كان رجل كبير في السن ... طلبت منه ان يأخذني الى عنوان منزلي القديم
كانت نظراته لي مستمره وانا اجلس خلفه
حتى سألني ان كان لدي مشكله ف بأستطاعته مساعدتي
اجبته بلا فقط  ان والدي مريض واود الذهاب الى منزل  عائلتي لاراه قبل ان يموت ادعيت بأنني متزوجه وزوجي مسافر فلا يوجد لدي من يقلني الى منزل والدي
اوصلني امام منزلي ... عندها لا اعلم لماذا خرجت الدموع من عيني وقلبي
ارتجف بأشتياق ولهفه ، وددت حينها ان يكون الحلم قد انتهى وها انا استيقظ واجد نفسي  داخل هذا المنزل  اوقظ ابي واخوتي كالعاده ...
ونتناول وجبه الفطور معا من جديد ... وان الذي عشته في منزل عمي ما هو الا كابوس وانتهى حتى كمال لا وجود له في الحقيقه 
فتحت باب الكراج من الاسفل ودخلت ... جميع الابواب المؤديه الى الداخل كانت مقفله
تذكرت طريقه قديمه ابتدعها لي اخي حين انكسر المفتاح بداخل قفل باب المطبخ
كان شباك غرفه المعيشه يحتوي على فتحه ضيقه ل جهاز التبريد الموضوع في الخارج
اسرعت الى المكان وبدأت ازيح الجهاز، بعد ان انتهيت تمكنت من الدخول الى
غرفه المعيشه حين وقفت وانا اتأمل كل شي حولي ... تملكني شعور بالغربه
والخوف والبروده  حتى أنني لم اشعر بتلك المشاعر التي كانت بالسابق   حين كنت اسكنه
كنت احب تفاصيل كل زاويه فيه .. حتى عندما كنت ابقى بمفردي لم يتملكني الخوف حينها كما اشعر به الان ،
مشاعري وانا احاول ان اشجع نفسي واتجول في غرف المنزل كمن يدخل لمنزل الاشباح وينتابه الرعب
لم تكن به اناره يبدو انها  انفصلت من دائره الكهرباء
  لا احد سيدفع الفواتير بعد ان اغلق المنزل وتوفي ابي ...
كانت خيوط اشعه الشمس الخفيفه تنير عتمة الظلام بضوء خافت
بدأت الشمس تشرق وتنير المكان ... شعرت حينها بالطمانينة
وددت لو اعلم كم الساعة الان ... هل استيقظت نضال ولم تجد الفطور مجهز كالعاده ؟ كيف ستناديني ولا تجد اجابه مني؟ هل ستفتح باب غرفتي غاضبه وهي تنوي توبيخي ؟... كيف ستكون ملامح وجهها ورد الفعل عندما لا تجدني في فراشي ولا في جميع ارجاء المنزل ؟
كيف سيتلقى كمال الخبر وبماذا سيشعر حينها ؟
يتبع

الحكم بالحياة بعد الاعدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن