الفصل (22)

382 36 244
                                    

***____****____***

‏اللهم إني اسألك راحة تزيل بها متاعبنا ومغفرة تمحو بها ذنوبنا وانشراحًا يذهب معه ضيق صدورنا .

***____****____***

ابعدت ريليان عينيها عن سليم متحدثةً بتوجس خشية رفضه:- اريد ان اعود لعائلتي.

خاطبها باستنكار وهو يرفع حاجبه الايسر:- ماذا تقولين؟، تعودي الى من! اليهم؟ اي انكِ تقصدين ان تعودي الى ديانتهم.

التفتت اليه بسرعة وهي تهز رأسها بنفي تام لتجيبه موضحة قصدها:- بالطبع لا، اقصد انني اريد ان اذهب واطمئنَ على رلين لأنني افتقدها جدًا، لقد اشتقتُ لمايا والكسندر وأليتا وحتى انني اشتقت لستيف.

اومأ بتفهم حامدًا الله بأن فهمه كان خاطئ ليجيبها بحنان كبير مملسًا على وجنتها برقة:- اعدكِ ان تزوريهم لكن ليس الان، لقد رأيتِ حال والدكِ اليوم.

تنهدت بحزن كبير لتخفض رأسها بحزن:- لكني اشتقتُ اليهم سليم وخاصة رلين.

وضع يده على كتفها بهدوء ليتحدث بعدما نظرت اليه:- لقد وعدتكِ انني سآخذكِ اليهم، لكن ليس الان اتفقنا.

اغمضت عينيها في محاولة لمنع نفسها من ذرف الدموع ليكمل وهو ينظر الى جهاد نفسها من ذلك علها تنسى الحزن:- اخبريني ريليان عن نفسكِ فانا لا اعرف عنكِ الكثير.

وضعت خصلات شعرها خلف اذنها لتتنهد بهدوء مثقل لتعود للخلف تحتضن الوسادة:- نحن عائلة تتكون من ثمانية افراد امي جوليا وابي جريــــ....

بترت اسمه لتسألهُ متذكرة:- من اين تعرفُ ابي، ان حديثكم اليوم يدل على انكما تعرفان بعضكم البعض اليس هذا صحيح.

اومأ لها بتأكيد باسمًا:- بلى صحيح، فلقد كان يأتي الى ندوة "رحلة الايمان والاسلام " وقد كانت تحدث بيننا مشاحنات كبيرة

نظرت اليه تريد ان تتأكد من حديثه لكن علامات الصدق باديه عليه، ارجعت رأسها للخلف متنهدة لتكمل:- انّ لي ثلاث شقيقات وشقيقين اكبرنا ستيف وهو اكبر منك سنًا والاخر أليكسندر ذو خمس سنوات وتوأمه أليتا اللطيفة انهم جميلَين جدًا انني من ساعد ماري في تربيتهم.

نظرت اليه موضحة:- ماري هذه هي جليسة الاطفال الخاصة بنا، تكبرهم مايا وهي ذات الثلاثة عشر عامًا انها لطيفة للغاية انني احبها ايضًا.

التمعت عينيها بحب حقيقي وشوق اكبر وهي تنظر اليه:- اما رلين فنحن متشابهتان تمامًا ان نظرتَ الينا لا تستطيع تفريقنا فقط ما يميزنا هذه الشامات الثلاثة التي تزين وجهي ف رلين لا تمتلكهم.

توقفت قليلًا لتكمل وهي تتخيل رلين تنظر اليها:- اتعلم؛ انها توأم روحي انها نصفي الاخر هي صديقتي قبل ان تكون اختي هي من تسعدني في حزني والتي تجعلني أكون بقمةِ سعادتي عند رؤيتها فقط، تشعرني بأنني ما زالت على قيد الحياة وخاصة عند حديث ابي معي بجفاء وسوءٍ وتوبيخ ف دائمًا يصرخ في وجهي، اتعلم انني لا أخشى أن أخبرها ما في قلبي لأني واثقة بأنها ستتمكن من إسعادي في نهاية حديثي.

اكملت بعيون تلمع بالدموع ليقترب منها يأخذها داخل حضنه:- الشيء الوحيد الذي اخفيته عنها هو اسلامي وحبي لك، لم اتمكن بوضع عيني بعينها واخبرها بذلك لأنها ستحزن وبشدة اننا نفهم ما يلج في نفس الاخرى بمجرد النظر لعيني بعضنا، انها البهجة بالنسبة لي.

بدأت الدموع تسيل على وجنتيها لتضع يدها على قلبها عندما بدأ يؤلمها:- اني اشتقاق لها بعدد دقات قلبي المُحبّة لروحها النقيّة و المرحة ، نعم اشتقاق لها وقد عذّبني الشوق إليها و لأيّامٍ عطرة خلت معها

بدأت تتذكر مواقفهم سويًّا لتغمض عينيها بقوة تشرع بالبكاء ، قربها سليم منه بحزن لحالها هذا صحيح انه شعر ببعض الغيرة من رلين هذه لكنه انتبه لنفسه انها اختها وتوأمها قبل كل شيء.

انفجرت باكية وهي تتمسك به بقوة تستمد منه الحنان كما قال انه سيكون الصدر الحنون لها، قبل رأسها ليمسد على ظهرها بحنان كبير ولأول مرةٍ يشعر بهذه المشاعر المختلفة انه يشعر انها ابنته الان وليست زوجته فقط هل في هذين اليومين تغلغلت فيه بهذه القوة! انه يريد ان يفتك بجرير لأنها كان يعاملها بسوء وصراخ وقد لمس ذلك اليوم، خاطبها بهمس:- هل لهذه الدرجةِ تشتاقين لها.

اجابته من بين دموعها وبصوتٍ مكتوم وهامس ناظرة له:- الاشتياق لم يعد يفيضُ مني بل يُغرقني سليم اعلم انني انانية عندما فضلت حبي عليها، لكن كان لدي بعض الامل ان تتقبل ذلك، لكن لستُ انا من يتحكم بقلبي في النهاية، لقد وقعت بحب شخص غير الذي اختاروهُ لي وارادوا مني ان اتزوجه لم اكن اتخيل ان يكون شريك حياتي هو أمبـ....

قاطعها سليم بضيق شديد والذي كان يستمع اليها بسعاةٍ كبيرة ولثاني مرةً تعترف بحبه في هذه الجلسة لكن كل ذلك انقلب عندما تطرقت لاسم البغيض والسمج أمبر، ابعدها عنه بذات الضيق مخاطبًا:- لا تذكري اسمه على لسانكِ ريليان هل سمعتِ.

قطبت جبينها بتعجبٍ واستفسارٍ:- اسم من؟ اتقصد أمبر!.

اومأ وهو يزم شفتيه بطفولة ماسحًا دموعها بغيرة واضحة:- اجل لا تذكريه مطلقًا سواء اكان ذلك امامي او من ورائي.

اجابته ببلاهة متوجسة:- هل هذا امر .

تعمق في بندقيتيها التي تبعثر كيانه ليجيبها كالمنوم:- اعتبريه كذلك، والان دعينا نرتاح حتى لا تفوتنا صلاة القيام.

لا تعلم لماذا شعرت بسعادةٍ كبيرة عندما التمست ذلك الضيق في حديثه فقد شعرت بغيرته الطفيفة وهذا يدل على امر واحد وهو بداية حبه لها، اقتربت منه باسمه بخجل لتطبع قبلةً على وجنته بعثرت وجدانه بأكمله لتخاطبه كما كان يقول لسارة ووالدته:- تصبح من اهل الجنة.

التفت اليها بعدما استعاد نفسه ليجدها قد ولته ظهرها، تنهد وهو يطفئ النور ليهمس لها وهو يحتضنها دافنًا اياها بين اضلعه يبثها بالأمان مما جعلها تبتسم بسعادة:- وانتِ من اهلي.

            ««:::::::::::::::-::::::::::::::»»

لقد مرت ثلاث اسابيع وكانت الحياةُ هادئة بالنسبة للجميع فلم تحدث اي مواجهة بين ريليان وعائلتها بل كانت تنعمُ بحنان وحب سليم الظاهر للعيان، هذا والذي كان يحاول جاهدًا تعويضها عن الالم الذي ذاقته في اول ايام زواجهم لقد انساها قليلًا حزنها واشتياقها لأختها وعائلتها، لقد بدأت الدراسة منذ ثلاثة ايام وكان يوصلها هي وسارة للمدرسة بنفسه فقد التحقتا للفرع العلمي ولم تختلط بأي فتاة هناك ف يكفيها سارة فقط.

كانت تساعد ابتهال في اعمال المنزل رغم اعتراض الاخرى لكنها كانت تشعر بسعادةً كبيرة وهي تخبرها عن طفولة سليم اثناء المساعدة لقد كانت تحفظ صفحتين كاملتين من القرآن الكريم كما اتفقت مع سليم ولم تتوانى عن قيام الليل والصلاة في وقتها

اخبرتهم ابتهال انها ستعود لبيتها هي و سارة بما ان جرير لن يتعرض لهم ليرفض سليم قراراها ذلك وبقوة وان مكانها معه لكنها صممت على موقفها بالرفض   لكن عندما اخبرتها ريليان انها تعتبرها امها وبدأت بالبكاء الذي آلمها لذلك اضطرت للبقاء معهم ففي قرارةِ نفسها انهم يحتاجون للراحة والبقاء بمفردهم فهم متزوجان.

لقد زار هُمام سارة وطلب من سليم باستحياء ان يخرج معها فوافق الاخر بشرط ان تكون امل ملازمة لهم وايضًا بعد عدة ضغوط من ابتهال بأن يتركهم وشأنهم فالدراسة على الابواب ولن يستطيع ان يخرج معها بعد ذلك.

كانت سارة سعيدة بهذه الخطبة وقد تخلت عن بعض الخجل اثناء حديثها مع هُمام فقد اصبحت تحادثه دون ان تكون جالسه مع والدتها، لقد لامست القليل لعدم القبول من والدته السيدة نورا لكن لم تهتم بذلك مقنعة نفسها بان هذه تخيلات فقط.

اما بالنسبة لعائلة ريليان فقد كانوا يعيشون بحياةٍ شبه عادية انهم يحاولون نيسان ريليان تمامًا فهم قد منعوا ان يذكر اسمها في البيت وان حدث ذلك ينقلبون كالوحوش وخاصة جرير ورلين عندما يتذكرا ما فعلته فجرير يحاول جاهدًا عدم تسرب اسلامها فإن علمت الكنيسة بذلك ووصل الامر للبابا سوف يتزحزح من مركزه ويتم تقصيته بعيدًا عن الكنيسة

اما رلين حاولت التأقلم على هذا الوضع راسمة الجمود وعدم اللامبالاة على وجهها وفي تصرفاتها لقد اصبحت تكرهها للغاية ولم تعد تريدها في حياتها وخطة أمبر تلك هي التي تفكر فيها فقط للانتقام منها ليس من اجل ان تعيدها فهي لا تريدها ان تعود اليهم لقد فكرت بالأمر فكيف للمسلم ان يعود لديانته فهذا امر قطعي وما زاد كرهها مع بداية الدراسة التي جعلتها تواجه العديد من الاسئلة نحو عدم حضور ريليان للمدرسة واين هي وهل صحيح ما سمعوه انها بدلت دينها وابتعاد البعض الاصدقاء عنها.

وما يشغلهم جميعًا عن تذكرها بوجهٍ عام هو ان ستيف قد بدأ بتجهيز نفسه لزواجه بألينا فقد تم تحديده بعد خمسة ايام من اليوم ،

بالنسبة لريم وسما فقد كانتا تساعدان ابراهيم في جميع اموره بسبب عدم قدرته على الحركة الكثيرة لقد كان الحمل الاكبر على ريم على عكس سما التي كانت تساعده قليلًا بسبب التصاقها به.

وقف ابراهيم في منتصف الصالة ليتحدث بغضبٍ كبير:- سما اين الكأس ايتها المختلة.

خرجت سما من غرفتها بتوجس بعدما استمعت لصوته العالي والغاضب  لتخاطبه ببلاهة:- ايُ كأس؟ الم اعطيكِ اياه.

شتمها بفظاظة ليكمل صراخه:- وهل ان اعطيتني اياه سوف اسألكِ عنه، الم تعتادي على هذا الفعل.

خاطبته بصدق حقيقي:- ظننتُ انني اعطيتكَ اياه اقسمُ لك.

ضرب الحائط بغضب كبير لتكمل بتوتر:- صحيح ان ريم هي التي كانت تعطيكَ اياه كل صباح ولم تقبل انت بأن اقوم انا بهذه المهمة لكن بعد ان طلبت مني لم اتوانى في احضاره لك هل تنكر ابراهيم.

تركها متوجهًا نحو المطبخ دون ان يجيبها ليجد الكأس الخاص به موضوعًا على الرخام كما تركته ريم وهو عبارة عن مزيج من الحليب وبعض الاعشاب الصحية، امسك هاتفه الخاص ليضعه على اذنه منتظرًا اجابه الطرف الاخر، مرةً واثنتان حتى وصلت للتاسعة لكن لا مجيب مد يده بغضبٍ اتجاه الكأس ليتهشم نصفه وقد انسكب محتواه، شاهدت سما حالة الهيجان خاصته فهو اكثر ما يغضبه ان يهاتف احدهم ولا يستجيب له بسرعة، اخذت تدعو الله بان تكون ريم بخير والا بتعرض لها ابراهيم بالأذى عندما تأتي

بعد مدة وفي تمام الساعة العاشرة عادت ريم من الخارج بعدما اوصلت اطفالها لدوامهم وتسوقت للمنزل مع والدته بعد ان نظفتا المنزل معًا، وجدت سما قد اندفعت اليها تسألها بخوف:- اين كنتِ ريم لماذا لم تجيبي على الهاتف.

اخرجت ريم هاتفها من حقيبتها لتجد ستة عشر مكالمة لم يتم الرد عليهم فتحتهم بتوتر لتجد اثنا عشر من ابراهيم وثلاثة من سما وواحده من والدتها، ابتلعت ريقها بتوتر لتسألها متوجسة:- اين ابراهيم؟ هل هو هنا، اقسم انني لم استمع اليه عندما هاتفني.

ربتت سما على كتفها بهدوء لتجيبها بإشفاق :- لا تقلقي ريم لقد ذهب لعمله قال انه سيعود في المساء وان ننتظره على الغذاء.

زفرت ريم براحةٍ نسبية لتتوجه نحو المطبخ تضع الاغراض التي احضرتها في داخله، وجدت الكأس المكسور لتسألها بتعجب:- كيف انكسر هذا؟ أليس هذا الكأس الخاص بإبراهيم.

اومأت لها متنهدة:- اجل انه هو، لقد قام بكسره عندما لم اعطيه اياه.

عقدت بين حابيها بتساؤل:- لماذا لم تعطيه اياه، الم اعده في الصباح قبل ان اخرج.

اومأت لها بتأكيد لتجيبها وهي تجلس بنفاذ حيلة :- اجل لكني ظننت انني اعطيته له لا اعلم لما راودني هذا الشعور، لقد كنتُ افكر في الطلاق وهذا ما يشغل تفكير آن ذاك.

تنهدت ريم بقلةِ حيلةٍ من تصرفات ابراهيم التي لن تتغير لتبدأ في ترتيب الاغراض التي احضرتها وهي تدعو الله بأن يكون هادئ عندما يأتي وان يهديه لهم

اثناء ذلك ارتفع رنين هاتفها لتلتقطه بسرعة كبيرة وبأيدي شبه مرتجفة اجابته بهدوء بعد ان اخذت نفسًا عميقًا لتهدئ نفسها:- السلام عليكم.

اجابها بغضبٍ كبير بعد ان ابتعد مم مكانه حتى لا يخرج صوته امام الموظفين وقد بدأت يشتم بأفظع الشتائم:- لا سلام عليكِ اين كنتِ هل انتِ صماء وما هذا الاهمال يا هذه، بما انكِ لم تجيبي اذًا كنت تفعلين شيء خاطئ ماذا كنتِ تفعلين اجيبي.

اغمضت عينيها بغضب كبير انه يتهمه بعقله المريض والذي يصور له خيالات وهمية يظنها مثله قد تخونه  لتجيبه بألم و صدق:- ابراهيم، اقسم لك انني لم اسمعه، انت تعلم زحمة المواصلات واصوات البائعة  والمارة في الاسواق كيف لي ان اسمعه بين كل هذا الضجيج.

ضغط على يده بقوة غاضبًا ليخاطبها وهو يضغط على اسنانه:- لا اعلم هذه هو التفسير الوحيد الذي لدي، واقسم ريم ان هاتفتكِ مرةً اخرى ولم تجيبي  فلن يحصل لكِ خير وسأقوم بتحطيمه على رأسك، هل فهمتِ اعدي الطعام من الان وانتظروني حتى اعود.

اغلق في وجهها لم يعطيها اي فرصةٍ للحديث لتنظر اليها سما بحزن ومواساة لتبتسم لها ريم بهدوء

بدأت في اعداد الطعام وهي تشعر بالإرهاق الشديد انها حتى الان لم تذهب للطبية لقد حمدت الله انها ليست حامل فهي لا تريد ذلك كي لا يأتي ذلك الطفل في وسط هذه العائلة ويتعذب كما تتعذب هي واطفالها، ساعدتها سما في الاعداد وبعد مضي وقت دام خمس ساعات كان الطعام جاهز والبيت مرتب تمامًا فقد قامتا بترتيبه جيدًا وكانه شقهٌ جديدة نظرت للساعة لتجد انه حان احضار عمر وعليّ لتأخذ حمامًا سريعًا ثم ذهبت لإحضارهم، تنهدت سما وهي تنظر للبيت الخالي لتفكر في جدية كبيرة في امر الطلاق التي مازالت تفكر به، عادت ريم بعد ذلك لتتوجه للنوم وقد انهكت اليوم تمامًا.

            ««:::::::::::::::-::::::::::::::»»

جلست ريليان بجانب ابتهال التي كانت تعد الغذاء لتسألها بهدوء:- هل تحتاجين للمساعدة أمي.

التفتت اليها ابتهال بابتسامة بشوشة:- سلامتكِ حبيبتي ارتاحي عندكِ، اين سارة.

اجابتها وهي تشاهد سارة التي تهبط الدرج:- ها قد جاءت.

توجهت سارة نحوهم بوجهٍ زحف اليه اللون الوردي ويبدو انها كانت تهاتف هُمام، ضحكت ريليان عليها لتجلس بجانبها متحدثة باستفسار:- هل كنتم تتحدثون عني.

سألتها ابتهال وهي تقطع الخضار:- هل انهيتِ دراستكِ.

اومأت لها بتأكيد مجيبة:- اجل وبسبب ذلك تحدثت مع همام.

أومأت لها متفهمه لتنظر ريليان الى الساعة المعلقة في منتصف الحائط بعد مدة سألت ابتهال بقلق:- أمي متى يأتي سليم، لقد تأخر عن موعده اليس كذلك؟.

ابتسمت لقلقها الواضح لتجيبها بهدوء:- لا ليس متأخر عزيزتي، كان يأتي في بعض الاحيان حتى المساء وتكون الساعة قد تجاوزت الثامنة والتاسعة مساءً.

عقدت بين حاجبيها باستنكار:- لماذا ؟ الا ينتهي دوامه في الجامعة الساعة الثالثة عصرًا.

اومأت لها بتأكيد وهي تجيبها موضحة:- هذا صحيح، لكن لا تنسي انه يذهب احيانًا للمسجد بعد الجامعة مباشرة لأداء الصلاة او القاء خطبة ما او حتى ندوة انسيتِ ذلك.

زمت شفتيها بضيق لتنظر اليها بتردد فهي تريد ان تطمئن عليه خاطبتها بتوتر :- امي هل لي  بهاتفكِ قليلًا.

اجابتها سارة وهي تمد يدها اليها بالهاتف الخاص بها مبتسمة:- تفضلي ريليان، هاتفيه كما تشائين.

اخذته باستحياء فهي لا يوجد معها هاتف فقد نسيته في منزلها هناك، وايضًا تخجل ان تطلب من سليم ان يحضر لها هاتف لها، ضغطت على اسمه وقد كانت ساره تسجله باسم "سندي في الحياة " لتضعه على اذنها منتظرة اجابته، استمعت لصوت المفتاح الذي وضع في الباب ليُفتح بعد ذلك  مما جعلها تهرول اتجاهه فلا يوجد اي شخص غير سليم معه المفتاح  نظر اليها بابتسامة متعبة بعض الشيء عندما شعر بقدومها لتسأله بقلق بعد ان رد تحيه السلام :- لماذا تأخرت سليم، اين كنت.

اجابها بتوبيخ بعض الشيء:- لماذا لم تردي السلام الم اقل لكِ ان إلقاء السلام سنة ورده واجب لقوله جل في علاه:- {  وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا } (النساء: 86)

اومأت ببعض الخجل لتجيبه بأسف:- وعليكم السلام ورحمته وبركاته، اجل صحيح واخبرتني ايضًا قول الرسول صل الله عليه وسلم " لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم "

اومأ لها بهدوء ليكمل بغضبٍ مازحًا:- ثم  اين حمدً لله على سلامتك زوجي العزيز هل هكذا تستقبليني.

اجابته بضيق حقيقي:- لا تمزح سليم انني قلقة عليك، اخبرني لماذا تأخرت.

ضحك بخفة ليقبل رأسها ثم ابتعد عنها مجيبًا:- انه العمل ريليان اعتادي على ذلك عزيزتي.

زفرت بضيق من هذا العمل ليتقدم للداخل لتتبعه بعد ان اخذت حقيبته التي بيده بعد اصرار منها على ذلك، تقدم من والدته التي كانت تتحدث مع سارة لتخاطبه باسمة ويبدو انها انتهت من تقطيع الخضار واعداد السلطة:- حمدًا لله على سلامتك بني.

قبل يديها بحب ليجبها وهو يقبل رأس سارة:- سلمكِ الله من كل شر أمي.

جلس بتعبٍ وارهاق فقد كان يومه متعبٌ للغاية:- ماذا اعدتم لنا.

اجابته سارة بضحك:- يا رجل لأول مرةٍ تسأل عن الطعام ما بك هل اصابتك مجاعة مت.

اجابها متنهدًا:- لا اعلم حقًا، لقد كان اليوم مرهقًا جدًا خاصة اننا ذهبنا لأحدى البنوك التي تتعامل بالربا وبعد تشاورات ومناورات توصلنا لحلٍ معهم على ذلك.

جلست ريليان بجانبه بعد ان علمت السبب في تأخره  ليأخذ منها الحقيبة بهدوء معتدلًا:- أمي هل نضج الطعام ام انه يحتاج لبعض الوقت اي هل استطيع ان اريح نفسي قليلًا.

اجابته بهدوء وهي تبتسم له:- يحتاج لبعض الوقت بني، اذهب اريح نفسك قليلًا وعندما ينتهي سنستدعيكم لا تقلق.

اومأ لها ليتوجه نحو الدرج لتخاطب ريليان غامزة:- اذهبي مع زوجكِ حبيبتي فلقد كنتِ قلقة عليه وها هو امامكِ بخير.

ضحكت بخفة وخجل لتلحق به بعد ان اعادت الهاتف بين يدي سارة، انتظرها سليم بعد ان وصل لمنتصف الدرج  ليكملا معًا بعدما وصلت اليه، دلف الغرفة لتفرك يديها بتوتر لا تعلم ما الذي تقوله ليجلس على مقعد المكتب مخاطبًا اياها:- اقتربي ريليان.

تقدمت منه بخطى بطيئة ليخاطبها باسمًا:- افتحي الحقيبة.

نظرت الل الحقيبة التي كانت موضوعةً على اقدامه لتمد يدها بتوجسٍ نحوها، خاطبها ضاحكًا بقوة:- ما بكِ خائفة هكذا افتحيها لا تخافي لا يوجد بها قنابل او متفجرات.

فتحتها بحذر لتجد علبةً مستطيلة الشكل مغلفةً باللون الذهبي ولا يظهر محتواها من الداخل، قلبتها بين يديها لتسأله بشك من محتواها:-  ما هذه؟.

اجابها وهو يشاهد ردات فعلها ويبدو انها خمنت ما بداخلها:- افتحيه كي تعرفي ماذا يوجد بداخلها.

بدأت بنزع الغلاف ليظهر بداخلها هاتف باللون الابيض ويبدو انه حديث الاصدار اتسعت ابتسامتها تدريجيًا ليسألها بترقب:- هل اعجبكِ.

اومأت له بسعادة كبيرة وهي تتفحص الهاتف لتجيبه:- اجل، اجل لقد اعجبني جدًا شكرًا لك.

اعتدل في جلسته ليخلع سترته بإرهاق:- لقد احضرته لكِ حتى لا تطلبي الهاتف من امي مرةً اخرى ويصبح لديك هاتفٌ خاص تهاتفيني وقتما تشائين .

نظرت اليه بحب كبير لتقترب منه معانقةً اياه بحب:- شكرًا لك سليم، لقد عوضتني عن كل شيء حتى الان .

احاطها بذراعيه باسمًا:- لا تقولي هذا ريليان فهذا واجبي وانتِ مسؤولةٌ مني.

ابتعدت عنه بابتسامةٌ كبيره لتخاطبه وهي تتوجه نحو دولاب الثياب:- اذهب واغتسل وستجد ثيابك جاهزة عندما تخرج.

اومأ لها بابتسامة محبة مجيبًا بإرهاق:- سوف اتعبكِ تحمليني.

زمت شفتيها كالأطفال لتجيبه بضيق:- اذهب سليم من امامي كي لا اغضب منك، ما هو التعب في ذلك  ها!، ثم انه واجبي أليس كذلك؟

اقترب منها مقبلًا جبهتها بابتسامة:- شكرًا لكِ.

تابعته حتى دلف للمرحاض لتخرج له بعض الثياب المريحة ثم توجهت بعد ذلك للأسفل بعد ان اخبرته بذلك وبيدها الهاتف تتفحصه من الداخل.

              ««:::::::::::::-::::::::::::»»

فتحت ريم عينيها بقلق عندما استمعت لصوت ابراهيم الغاضب وهو يصرخ بأعلى صوته مما جعلها تعتدل في جلستها لتنظر الى الباب بصدمة وهي تشاهده امامها  كأنها ثور شاهد البطاقة الحمراء لا بل انه وحش حقيقي مستذئب، اقترب منها وقد اوقفها على قدميها بعدما امسكها من ذراعها:- هل انتِ صماء الا تسمعين يا هذه ماذا تفعلين كل هذا الوقت اريد ان افهم.

توجه نحو الهاتف الذي كان موضوع على المنضدة الصغيرة بجانب رأسها ليرميه عرض الحائط ليتوجه نحو يدعسه بقدمه نظر اليها بغضب اعمى بصيرته ليهبط بيده على وجنتها مرةً واحدة وبدون اي مقدماتٍ تذكر، لم يكفيه ذلك لتليها عدة ضربات اطاحتها ارضًا، ركلها بقدمه في معدتها عدةَ مرات لتتكور على نفسها المًا ويبدو انه لم يكتفي بذلك ليزيد من ذلك في انحاء جسدها  لتتقدم منه سما والتي خشيت في البداية الاقتراب منه بعد هيجانه هذا  لتخاطبه بتوسل:- ارجوكَ ابراهيم اتركها  لقد كانت نائمة لأنها متعبة.

ابتعد عنها بغضب ليخاطب ريم بشر وتوعد:- لقد حذرتكِ بانكِ لن تري الخير ان لم تجيبي على الهاتف، لقد هاتفتكِ منذ ساعة ولم تجيبي، اقسم انكِ صماء وما يجبرني على تحملكِ هو الاطفال ليس اكثر اما انتِ فلا تلزمين في شيء.

بصق ما في فمه عليها ثم خرج للخارج وهو يجر سما خلفه كي لا تساعدها، ظلت ريم متكورة على نفسها بألم ولم تقوى على الحركة لتبدأ دموعها بالهبوط بألم اكبر منه قهرًا، حاولت الاعتدال على يديها الاثنتين لتجلس ارضًا واضعةً رأسها على السرير وقد انفجرت بالبكاء اكثر من ذلك، توجهت نحو الهاتف الذي حطمه قبل قليل بوحشيته لتضعه بجانبها ماسحة دموعها بألم كبير، تقدم منها عمر والذي جاهد على عدم البكاء عكس عليّ الذي انفجر باكيًا ليخاطبها وهو يحتضنها:- انني اكرهه أمي لا احبه، دعينا نرحل من هنا ارجوكِ.

عانقته بضعف كبير وهي تحاول ان تتماسك اكثر من ذلك لأجلهم وفي نفس الوقت تستمد منه القوة والصبر:- انني بخير عمر، لا تكّبّر الامور.

نظرت الى عليّ الذي يتشبث بها لتمسح دموعه بحنان:- كفاكَ بكاءً عليّ انتَ لستَ طفلًا، هيّا امسح دموعك يا بطل انني بخير.

حاولت الاعتدال لتشعر بتقلصات في معدتها لتضغط على عينيها  بألم كببر، جاهدت كثيرًا لتنجح في النهاية وهي تخاطبهم بابتسامة بعد ان اخذت وضعية النوم:- تعاليا بجانبي هيّا.

توجهها اليها ليعانقاها بحب كبير لتتمسك بهم بضعف واحتياج وهي تدعو الله بأن يخلصها من هذا الوضع الذي هي به عاجلًا غير آجلًا.

                 ««:::::::::::::-::::::::::::»»

نظرت رلين الى المكان ويبدو انها اشتاقت اليه ليبتسم اليها ديفيد بحب كبير، بادلته الابتسامة لتتقدم للأمام وهي تتعلق بذراعه لتجد أمبر يجلس ويحاوط كتفي آليس، رفعت حاجبها باستنكار كبير لتتوجه نحوهم بتعجب وشك

رفع أمبر عينيه اليها عندما شعر بوقوف احدهم ليبتسم اليها بهدوء، ثم خاطبها وهو يضع كأسه:- واخيرًا جئتِ، يا فتاة لقد اوشكتُ على الانجاب وانا لا اراكِ هنا.

جلست بجانب آليس التي ابتعدت عنه بتوتر لتسألهم بشك:- ماذا يوجد بينكم؟.

اجابها أمبر بلا مبالاة:- مجرد صداقة ليس اكثر ماذا سيكون.

نظرت اليه آليس بحزن حاولت اخفاءه لكنه لم يخفى على ديفيد البتة والذي جلس امامها بجانب رلين لتومئ بهدوء:- هذا جيد، اخبرني أمبر متى سنقوم بها.

تجرع ما في الكأس كاملًا دفعةً واحدة ثم اجابها:- اختاري اليوم الذي ترينه مناسًبا.

نظرت اليه بتفكير وهي تمسك كأسًا بين يدها:- ربما يوم زفاف ستيف وإلينا ...

عقد ديفيد بين حاجبيه ليسألها بتعجب:- ماذا تخططون من خلفي.

لم تشأ رلين ان يعرف بالخطة لتطوع آليس وتسردها عليه وكأنها تروي قصة نجاح، نظر اليهم بصدمةٍ ليخاطبهم معارضًا:- ما الذي تقولونه انتم لن اسمح بذلك.

اجابه أمبر بتعجب:- لماذا! لا تقل لي انكَ تحبها.

اجابه بضيق كبير:- ما الذي تقوله أمبر، ثم انه لو انك تحبها حقًا لما فكرت في هذه الخطة الدُنيوية الرخيصة.

ثم وجه انظاره يخاطب رلين بتوبيخ:- وانتِ رلين أليست هذه اختك ألستما توأم واحد، حقًا انتِ غريبة بتفكيركِ صدقاني لن اسمح لكما بتدميرها، صحيح انني اشعر بالضيق منها لكن من اجلكِ رلين فالدين حرية كل شخص وانا لا الومها لأنها احبت شخص اخر أمبر، ولو انني اعلم عقلك هذا وما تفكر به لما صادقتكَ من البداية.

اعتدل في جلسته لينظر اليها بعتاب ولوم:- دعيني اعيدكِ للمنزل رلين وفكري في الامر مرةً اخرى فهذه اختكِ واكتمال قلبك.

              ««:::::::::::::-::::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)Where stories live. Discover now