الفصل (37)

339 39 304
                                    

***____****____***

اللهم اجعل لي نصيب من كل شيء أحببته، اللهم اصرف عني ما تراه شرا لي واكتب لي الخير أينما كان يا رب عوضني عن كل شيء أحببته وخسرته واكفني كل قهر يؤلمني وكل فكر يقلقني وكل هم يحزنني وجنبني اللهم شر ما يكون قبل أن يكون اللهم يا جبار أجبرني جبرا يتعجب منه أهل السموات والأرض.

***____****____***

تأملته بتفصيلٍ كبير، بدأت بلحيته التي طالت فقد زادته جمالًا رغم هزله البسيط ونقصان وزنه الملحوظ الا انه ما زال يمتلك لياقته المعهودة، نظرت لعينيه اللتان حرمتا منهم شهر ويومين وتسع ساعات يا الهي كم اشتاقت اليهم، اهدابه الطويلة وكأنها سهام تصيب في مقتل، فتنهدت بثقل كبير مخرجة صوتها برعشة:- اريدكَ سليم.

رفع عينيه بسرعة كبيرة غير مصدق ما تفوهت به، تقدمت منه لترفع غطاء وجهها للأعلى وقبل ان تتحدث تقدم منها بسرعة كبيرة ليحتضنها بقوة دافنًا وجهه في تجويف رقبتها، رفعت يدها بسعادة لتبادله عناقه باشتياق واحتياج كبيرين، ثوانٍ وقد شعرت بدموعه تبللها حاولت الابتعاد عنه لكنه كان متشبثٌ بها كطفلٍ صغير وجد والدته لتوه، فخاطبته مازحة من بين دموعها:- سليم ابتعد انكَ تؤلمني.

اجابها بصوتٍ مكتوم:- سأداويكِ فقط اتركيني انعم بأحضانكِ الدافئة، فقلد اشتقتُ اليكِ خديجة قلبي.

ابتسمت بسعادةٍ كبيرة لتشدد من عناقها له بحنان، ابتعد عنها فجأة مخفضًا بصره نحو معدتها مما جعلها تطلق بعض الضحكات لتعبير وجهه، وضع يده على الانتفاخ متحدثًا بابتسامة شقت حلقه:- لقد تحرك اليس كذلك! شعرت به.

وضعت يدها على يده المتواجدة على معدتها لتهمس له بسعادة:- لقد اشتاقوا اليك لا بد انهم اشتاقوا اليكَ سليم.

رمش عدة مرات بأهدابه ليتحدث بغير تصديق:- اثنان؟؟!.

اومأت بتأكيد لتبدأ دموعه بالانسياب فعاود النظر لمعدتها لتسأله بحماس:- ماذا تتوقع جنسهم.

دار بعينها بتفكير ليجيبها بحذر وترقب:- فتاتان؟.

ابتسمت له مومئة برأسها لتدفن وجهها في صدره بغصة:- اشتقتُ اليكَ سليم متى الخلاص من هذا.

اخذ نفسًا عميق قبل ان يجيبها باسمًا يدفنها بداخله اكثر:- عندما يأذن الله خديجة.

ثم سألها كي يغير مجرى الحديث:- اجيبي متى ارتديتِ الخمار ولماذا وكيف خرجتِ من البيت.

اخذت نفسًا عميقًا لتجلس على الكرسي الموجود خلف الطاولة فلقد شعرت بالتعب قليلًا، اجابته بهدوء وهي تبتسم برقة:- قبل اسبوع اتفقنا انا وسارة على ارتداءه وفي اليوم التــ

قاطعها بسعادة كبيرة بعد ان جلس على الكرسي المقابل لها:- هل ارتدت سارة الخمار ايضًا

اومأت بتأكيد لتكمل باسمة ناظرة له:- لقد احضرهم لنا هُمام في اليوم التالي جزاه الله خير الجزاء.

تساءل بتعجب وهو ينظر لعينها الأشبه بكوب قهوة صباحية والتي افتقد النظر اليهم بشدة:- وكيف عرفتي جنس الجنين، هل ذهبت مع هُمام ايضًا.

تحدثت شارحة بهدوء:- لقد كنت عند الطبيبة اليوم سليم انا وامي ابتهال وامي جوليا وايضًا سارة وهمام ومعنا أمل لم اذهب معه بمفردي فقط قام بإيصالنا.

خاطبها ببعض الضيق:- خديجة لم اقصد ما وصل اليكِ، اقصد انني اكدت على همام بألا تخرجي من المنزل فقط هذا كل شيء واعلم ان اختباراتكم بعد اسبوع من الان.

تنهدت بهدوء لتسأله كاتمة غصتها:- ولماذا لا تريدني ان اخرج سليم، حتى لا اذهب لأمبر؟! اقســ

اغمض عينيه بقوة كبيرة لا يريد ان يخرج غضبه كم هي حمقاء كم مرة اخبرها بالا تستحضر اسمه على لسانها، فتحهم وهو يجيبها جازًا على اسنانه بقوة:- خديجة لا تتحدثي اكثر من ذلك كي لا اجعلك تبكين.

تداركت ما اقترفته من خطأ فادح لتتحدث بتردد باسمه كي تغير مجرى الحديث:- لقد استمعت لنبضهم سليم ورأيتهم وهم تتحركان بداخلي.

ابتسم بألم لأنه لم يعش هذه اللحظة ولم يشاركها اياها فأخرجت هاتفها من حقيبتها تعطيه اياه باسمة بترقب بعد ان فتحت شيئًا ما عليه، اخذه منها بهدوء خفي لينظر الى ذلك الفيديو المسجل بحركة الاجنة ثم يليه صوت نبضات قلب ضعيف بعثت القشعريرة بداخله، وضع يده على فمه وقد اغرورقت عينيه من هذه المشاعر التي تجتاحه لأول مرة انها مشاعر لا يستطيع اي شخص وصفها نظر اليها متسائلًا بتعجب:- هل هؤلاء اطفالنا حقًا!.

اومأت له لتقترب منه مازحة وهي تشير لاحداهن:- انظر الى هذه سليم انها تشبهك.

قهقه ضاحكًا لتكمل متنهدة:- لقد اشتقت لرؤيتك ضاحكا سليم، انتَ لا اعلم كيف قضيت هذا الشهر بدونك انت...

قاطعها ضامًا اياها بقوةٍ لتبدأ بالبكاء، ابعدها عنه وهو يمسح دموعها ثم قام بخلع ساعة يده واضعا اياها بين يديها متحدثًا:- احتفظي بها من اجلي خديجة اتفقنا.

اخذت نفسًا عميقًا وهي تمسح دموعها بظهر كفها، فابتعدت عنه بعدما استمعت لصوت طرقات الحارس من الخارج ينبههم بانتهاء الوقت المحدد لهذه الزيارة، اغمضت عينيها كاتمة سيول دموعها المهددة بالانهيار، فابتسم لها وهو يقبل جبينها بحب كبير وقد طالت قبلته مما جعلها تلف يدها حول قده تريد ان تشعر بانه معها، تريد ان تشعر بحنانه وأمانه تريد ان تشعر بحضنه لعله يؤنسها، لو انها تستطيع ان تأخذه معها لفعلت، فتح الحارس الباب لينزل سليم غطاء وجهها للأسفل وقبل ان ترحل خاطبته هامسة بتذكر وقد بلغت الغصة منزلها:- لقد كان صوت رلين بدون تخطيط منها لكن بعد ذلك استخدموه كسلاح ضدك .

ابتسم بثقةٍ ليجيبها بغضب مكتوم:- كنتُ اعلم، ولدي علم ميقن ان ذاك المخنث سوف يلحق بكِ الاذى لذلك طلبت عدم خروجكِ من المنزل،

اكمل بشوق يتخلله غصة:- اوصلي سلامي لأمي وسارة وقبلي وجنتي امل من اجلي.

عبست ملامحها من خلف الخمار ليبتسم بخفةٍ هامسًا:- ثم إنّ ابتسامتكِ خلقت أن تهدي ألوان و تختم الجمال لذلك لا تعبسي وتغاري دعيني اخرج من هنا اولًا اتفقنا، ولولا الحارس لقبلتك.

قهقهت بخفة وهي تهز رأسها بطاعة ليحدجها بنظرةٍ اخرستها ليوجه انظاره نحو الحارس بضيقٍ لتضرب رأسها بتذكر، توجهت نحو الباب بسرعة ثم عادت اليه وهي تحمل حقيبة متوسطة الحجم لتضعها بين يديه متحدثة بهمس بعدما استمعت لصوت تأفف الحارس:-هذه من اجلك، حضراها بنفسي.

اخرج نفسٍا عميقٍا عندما اغلق الحارس الباب خلفها ليستدير كي يخرج من الباب القابع خلفه، فتح الباب ليقابله الحارس الاخر ليسير بجانبه متوجها نحو زنزانته ضاغطًا على الحقيبة التي بين يديه.

««::::::::::::-::::::::::::::»»

جلس ابراهيم بجانب سما بعد ان قاما بتنظيف المنزل سويا، امسك بهاتفه كي يهاتف ريم لتنظر اليه سما ببعض الضيق بعد ان جلست بجانبه، خاطبته بهدوءٍ يغلفه بعض الغضب:- لقد هاتفتها صباحًا ما الداعي لاتصالك بها الان ابراهيم.

نظر اليها ببرود ليجيبها بعد مدة:- لا شأن لكِ سما انني حرٌ في تصرفاتي،

ثم اكمل متنهدًا بعدما رأى العبوس احتل ملامحها:- كنت اريد ان اسألها عن ضارب اليد الخاص بالرياضة لانني لم اجده حبيبتي، لا تعبسي

اجابته ريم بغصة وهي تشدد اغلاق عينيها مانعة نفسها من البكاء فلقد استمعت الى حديثهم، يبدو ان ابراهيم ضغط على زر الاتصال دون انتباه منه:- ستجده في مكتبك داخل الدرج الثالث، كان بإمكانك ترك رسالة لا ان استمع لحديثكم.

ابتسمت ريم بسخرية عندما اغلق الهاتف في وجهها فهذا المعتاد منه، مسحت دمعةً خانتها لتبتسم في وجه عمر الذي كان يناظرها بهدوء ليخاطبها بتساؤل:- هل كان ابراهيم؟!.

اومأت له بتأكيد ليضغط على يده بقوة متحدثًا بابتسامةٍ مصطنعة وهو يرى تلألأ دموعها:- اتصلي بخطيبة اخي كيان واخبريها، اعلم انكِ تُخبرينها بكل شيء.

اعتدل من امامها ليتحدث علي ضاحكا غير مدرك لما يحدث:- اخبري خطيبتي انني اشتقت اليها امي .

ابتسمت ريم رغمًا عنها لترفع انظارها نحو والدتها فطوال الشهر المنصرم وهما على جدال لا تعلم له سببًا ربما لمبالاتها الكبيرة او اهمالها وتركها لحقها او لعدم اخبارها منذ البداية، ولماذا تلومها حقًا الا يكفيها ما تشعر به.

استمعت لصوت اشعار هاتفها لتجدها رسالة من كيان تخبرها انهم ينتظرونها كما اتفقوا، اعتدلت تحت تنهد والدتها لتتوجه نحو غرفتها مغلقة الباب خلفها، جلست على المقعد قبل ان تجيب لتتحدث سنابل بملل:- واخيرا جئتِ يا فتاة كدت ان انام

ابتسمت ريم بخفةٍ وهي تجيبها ناظرة للخزانة امامها:- اعتذر جلالة الملكة سنابل لجعلكِ تنتظرين رعاياكِ.

قاطعتها كيان ضاحكة بقوة:- ملكة من يا فتاة قولي النائمة، سنابل اذهبي لابنتكِ ديالا لأنه من المؤكد انكِ ستتركيننا وتنامين.

ضحكت ريم وهي تجيبها مؤكدة:- هذا صحيح سوف تنام كالمعتاد.

زفرت سنابل بضيق من هذه العادة التي لديها لتزم شفتيها مجيبه اياهم بضيق:- حسنًا سوف اظل مستيقظة ان شاء الله.

ابتسمت كيان بخفة لكنها لم تعلق لأنها تعلم انه من المؤكد نوم سنابل في منتصف المحادثة، فتحدثت ريم وهي تنظر لأظافرها ببرود:- لقد قررت الذهاب لسليم بالغد ما رأيكم.

ضربت كيان جبهتها لتهز رأسها بيأس:- يبدو انكِ تسعين لطلاقكِ دون تخطيط أليس كذلك.

اومأت بتأكيد لتكمل سنابل متدخلة بهدوء:- ليست بهذه الطريقة ريم، عليكِ التمسك بسببٍ قوي ضده وتجعلينه في صالحكِ لا ان يأتي الطلاق من عناد رأسكِ هذا الاشبه بحجر الصوان وتنحرمي من اطفالك.

قلبت ريم عينها للداخل لتبدأ بسرد محادثتها مع ابراهيم قبل قليل مما جعل اثنتاهم تنفجران بها:- ولماذا اجبته بردكِ هذا، هل انتِ حمقاء ريم.

اكملت كيان بغضب اكبر:- ثم تقولين ان سما طيبة وتحبكِ وانها بمرتبة اختكِ!، يا فتاة على من تضحكين وابصم بالعشرة انكِ ما زلت تعتبرينها طيبة وستخرجين لي الف مبرر لحديثها هذا.

تحدثت ريم بهدوء مستفز:- هذا حقها ووقتها كيان لا بد انها تحدثت هكذا لأنها كانت متعبة اي انه سبب لا علاقة لي به.

ضربت كيان كفا بكف لتخاطبها وهي تجز على اسنانها بغضب:- اقسم ريم واقسم وانا لا اقسم الا لو كنت صادقة وجادة، واقسم مرة ثالثة ان سمعتكِ تدافعين عنها مرة اخرى لأنهي صداقتي معكِ، ما هذا الهراء الذي تتحدثين به عن اي سبب يجعلها تظهر على حقيقتها،

كادت ريم ان تقاطعها لتتحدث كيان مواصلة حديثها:- لا تقاطعيني ريم، الانسان يكون طيب ومتساهل ومتسامح ويلتمس ألف عذر لكن ليس بكل شيء انني اسمي هذا غباء

تنهدت بضيق متحدثة:- اعتذر لشتيمتي او انتظري لا اعتذر تستحقينها وبجدارة.

قهقهت ريم بقوة لحديث كيان لتخاطبها بعد ان هدأت:- انتِ اسوء مني كيان قي هذه المواقف، انني اخاف كيان.

عقدت كيان ما بين حاجبيها بتعجب:- تخافين! ممن؟.

اغمضت ريم عينها وهي تشعر بنار بداخلها:- من ابراهيم، صحيح انه لا سوابق لي معه لكن لديه عقل ابليس بنفسه فلا اعلم ما الذي يخططه لي.

تنهدت كيان بهدوء:- لا تخافي ما دمتِ بالطريق الصحيح فالله معكِ.

ابتسمت ريم عندما شعرت بهدوء سابل:-يبدو ان سنابل نامت

ضربت كيان رأسها بيأس:- ما يغيظكِ حقًا انها تترك المحادثة مفتوحة انتظري فلا تضحكي، سوف اخبرك بشيء.

اومأت ريم لتكمل الاخرى:- اتخيل ان هناك احد يكمم فم سنابل ويكبل يديها وينظر لنا بضحكة شريرة والاخرى تصرخ لكنها لا تستطيع فعل شيء.

اكملت ريم كاتمة ضحكتها:- ويأتي آريس وينقذها.

ختمت جملتها لتنفجر ضاحكة ولم تعد تسيطر على ضحكاتها.

خاطبتها كيان بضيق:- اغلقي ريم اغلقي والا خاصمتك.

توقفت ريم عن الضحك لتسألها بجدية:- هل درستي لاختباركِ كيان.

قلبت كيان عينيها للداخل لتجيبها بصوت باكٍ مصطنع:- دعواتكِ ريم فهناك نظرة شريعة بيني وبينه واخاف الا اتقبله وارفضه.

ابتسمت ريم رغما عنها لتخاطبها بمزاج جدي:- اسأل الله ان تنقلب هذه النطرة لحب ثم عشق.

قهقهت كيان بقوة لتجيبها رافعة يديها للأعلى:- اللهم آمين اتمنى ان يستجيب الله لك.

خاطبتها ريم بحنان كبير:- هيا اذهبي لرؤيتكِ الشرعية وادرسي تفاصيله واحفظيها جيدًا اتفقنا كياني، اريدكُ ان تحصلي عليه كاملًا.

ابتسمت كيان مجيبةً اياها بهدوء وحب:- اتفقنا، اهتمي بنفسكِ وبأطفالكِ ووالدتكِ، في أمان الله

جلست ريم على سريرها قبل ان تجيبها باسمة:- في رعاية الرحمن كياني

اغلقت الهاتف واضعة اياه بجانبها لتشرد بفكرها في حياتها ومستقبلها معيدة حساباتها من جديد.

««::::::::::::-::::::::::::::»»

ابتسمت رلين بتوتر وهي تخاطب ديفيد:- اقسم بالرب انني تراجعت ديفيد لماذا لا تصدقني، لقد ذهبت لأمبر واخبرته انني اريد التسجيل الصوتي.

اغمض عينيه بقوة ليجيبها بضيق بعد ان نظر اليها:- ولماذا ذهبتِ اليه منذ البداية رلين لولا والدتكِ لمَ علمت ان المكالمة تلك هي انتِ من الجيد انني لجأت لوالدتكِ يومها ولم اسبب بمشكل لأختكِ مع زوجها ماذا هناك بعد أليس! لقد اصبحت بخير بعد فعلة امبر الكبيرة والتي لا تغتفر.

ضرب الطاولة بقضبة يده بقوة:- اخبريني لماذا ذهبتِ اليه.

تنهدت بغصة لتجيبه ناظرة امامها بشرود:- هل تعلم بألم الروح ديفيد، إنني احترق الف مرةٍ في اليوم لابتعادها عني، اشعر بأن روحي تنسحب يومًا بعد يوم وانا استيقظ  كل يوم ولا أراها بجانبي اغمض عيني مرة اخرى بأملٍ ان اكون في حلم وسأجدها امامي عندما افتحهم مرةً اخرى لكنه يبقى محض سراب

اكملت بغصة وبدأت دموعها بالهطول:- انت لا تعلم كم المعاناة التي اعانيها عندما اذهب للمدرسة واتلقى نظرات السخرية والشفقة من الجميع، لا تعلم كمية الاحباط والالم الذي يغزو قلبي لبعدها عني.

بدأت دموعها تنساب اكثر لتكمل:- كانت في كل صباح تعطيني قبلة عندما استيقظ وقبل ان اخلد للنوم،

نظرت اليه بخنقة:- كانت كالأم بالنسبة الي في اغلب الاوقات ديفيد.

مسحت دموعها التي كانت تنساب على وجنتيها مما جعل ديفيد يتقدم منها ليجعلها بين ذراعيه

انفجرت باكية وهي تتشبث به كالطفل الصغير لقد اصبحت هشة وضعيفة من يراها الان يجزم انه يرى رلين اخرى.

طرقت جوليا الباب لتبتعد رلين عن احضان ديفيد ماسحة دموعها بظهر كفها، ابتسمت جوليا عندما تلاقت عينيها بعيني الاخر لتجلس بجانب رلين،  تنهدت متحدثة بهدوء:- لقد جئت لتوي من عند الطبيبة.

التفتت اليها بفضول لتكمل جوليا باسمة:- انهما فتاتان.

وضعت رلين يديها على فمها بغير تصديق لترمش عدة مرات متحدثة بسعادة لم تنجح في  اخفائها:- اقسمي امي.

ضحكت جوليا بخفة قبل ان تجيبها:- اقسم باليسوع انها تحمل بداخلها طفلتين.

كادت ان تكمل ليتقدم جرير وهو يحمل أليكسندر على كتفيه مخاطبًا اياها بتعجب فرح:- من التي تحمل طفلتين، ألينا!.

هزت جوليا رأسها بنفي مجيبة اياه بحذر:- لا انها ريليان.

توقف بصدمة وكأنه ضرب على رأسه ليخاطبها بتساؤل:-وهل خرج زوجها؟!.

نظرت اليه بسخرية ليغمض عينيه بقوة لم يحسب حساب حفيده القادم  و الاسوء انهم طفلين وليس طفل واحد، انزل أليكسندر ليخاطبها بهدوء:- وكيف حالها.

اجابته زافرة بثقل:- ليست بخير انها تتألم لابتعاد زوجها عنها، لقد ذبلت وردتي.

اكملت متنهدة بغصة:- اخبرتنا الطبيبة ان تبتعد عن اي توتر او قلق لان هذا يؤثر على حياة الاجنة، اروجك جرير اسحب شكواك واجبر امبر بالتراجع من اجل حفيداتك القادمات.

توجه نحو الباب ليجيبها على مضض متنهدًا:- سوف افعل ما بوسعي جوليا، ان الحكومة الكاثوليكية تسعى اليه منذ زمن لكن اعدك ان يخرج منها قبل وضعها لهم.

         ««::::::::::::-::::::::::::::»»   

ضغط همام على جبينه بيده عندما شعر بالدوار يداهمه فحاول اسناد نفسه لكنه فشل بكل جدارة وهو يستمع لصرخة سارة المنصدمة، بدأ الظلام يحيطه وآخر شيء رآه هو وجهها الباكي.

شلت سارة وهي تقف في مكانها بلا حراك تنظر لجسده الممدد ارضًا لتقترب منها ابتهال وقد جاءت مسرعة بسبب صرختها، نظرت لهمام ثم التفتت اليها لتجد امل تتشبث بها تبكي بقوة، صرخت في وجهها كي تنبهها:- سارة احضري زجاجة عطر لزوجك.

وكأنها تخاطب الهواء لتتقدم خديجة بسرعة وبيدها زجاجة عطر وتضع يدها الاخرى على انفها بسبب الرائحة التي تشعرها بالغثيان.

وضعت ابتهال القليل من العطر امام انفه لكنه لم يستيقظ مما جعل الرعب يدب في اوصالها حاولت مرة اخرى وهي تدعو الله بأن يستيقظ، ثوان وقد بدأ يرمش بأهدابه دلالة على استيقاظه، فزفرت ابتهال براحة كبيرة لتتقدم منه سارة جاثية على ركبتيها بجانبه تنظر اليه فتح عينه ليقابل وجهها الباكي ليحاول الاعتدال قليلًا لكن الصداع اللعين داهمه مرة اخرى مما جعل ملامحه تتقلص بألم مرتدا للخلف بجسده، خاطبت سارة والدتها بخوف وقلق كبيرين وهي تضع رأسه على قدميها:- امي اتصلي بالطبيب بسرعة ارجوك.

امسك همام يدها كي يطمئنها ليتحدث بصوت جاهد على اخراجه  مخاطبا ابتهال:- انني بخير امي لا داعي للطبيب.

خاطبته ابتهال بقلق وهي تشاهد ملامحه المتألمة:- انت لست بخير بني انظر لنفسك.

اخذ نفسًا عميقًا وهو مغمض العينين وما زال يشعر بالدوار:- انني بخر صدقيني انه دوار بسيط ليس الا.

نظر نحو أمل التي تحتضن خديجة والاخرى مولية اياه ظهرها ليخاطبها باسما:- انني بخير اميرتي لا تقلقي هيا ابتسمي من اجلي.

حاول الاعتدال ليغمض عينيه بسبب شعوره بالعجز، انه ولاول مرة يكون بهذا الموقف وهذا العجز يشعر انه مقيد بسلاسل او ان اطرافه شلت ولا يستطيع تحريك نفسه، بدأ الصداع يزداد في مداهمته وكأنه وحش يريد الافتاك به والقضاء عليه.

شعر بدموع سارة تنساب على وجهه ليفتح عينيه بضعف باسمًا:- حبيبتي انني بخير لا تقلقي فقط دعيني لبضع دقائق كي ارتاح واستجمع نفسي.

اخذت نفسًا عميقًا كي تهدأ من نفسها في محاولة منها للابتسام، واخيرًا استطاعت اخراج ابتسامة صغيرة في وجهه، بادلها ابتسامتها ثم اغمض عينيه بسلام وكأنه يريد ان يرحل واخر شيء تراه عينيه ابتسامتها الساحرة بعينيها التي يسبح في مجرتيها.

  ««::::::::::::-::::::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)Where stories live. Discover now