الفصل (39)

403 29 215
                                    

***____****____***

إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلًا، وعن التعرض لسواك بالمسألة عادلًا، وليس من جميل امتنانك رد سائل ملهوف، ومضطر لانتظار خيرك المألوف.

ف اللهم خاطرًا طيبًا و نَفسًا هنّية، و صدرًا راضيًا مرضيًا وقلبًا شاكرًا لا يغيب عنه ذكرك، اللهم أمين.

***____****____***

استيقظت خديجة من نومها وعلى محياها ابتسامة واسعة، فتحت عينيها تريد ان تراه لتجد الفراغ يقابلها، اعتدلت بسرعة كبيرة مما تسبب لها ببعض الألم في معدتها جراء حركتها المفاجئة تلك،
جابت الغرفة تبحث عنه بعيون مترقرقة لتنفجر بعدها بالبكاء نعم لقد تيقنت انه حلم وليس حقيقة لكنها ما زالت تشتم رائحة عطرة فرائحته تدغدغ انفها بقوة وانتشارها في الغرفة دلالة على وجوده، حاولت التوقف عن البكاء مواسية نفسها وهي تأخذ نفسا عميقًا متحدثة بغصة آلمتها:- لعله ابتلاء من الله ليرى ما في قلبي من صبر فإذا رضيت رضا عني وقد رضيت يا الله.

مسحت دموعها بقوة متوقفة عن البكاء لتخفض بصرها نحو معدتها مربتة عليها بخفة وابتسامةٍ تكاد ان ترى تواسي نفسها:- لا تحزنا يا صغيرتي سوف يخرج أباكم من المكان القابع به قبل ولادتكما لذلك لا تبكيا اتفقنا.

اغمضت عينيها وقد بدأت تتخيل ان تلد وتكبر طفلتيها وما زال سليم خلف القضبان، إلى هنا وقد عاودت البكاء اقوى من ذي قبل ليتها لم تستيقظ من ذلك الحلم الجميل كانت اشبه بمن ذبل بعد تفتح، اعتدلت تبحث عنه مرة اخرى ثم جثت على ركبتيها تجهش بالبكاء بصوت مرتفع وكأنها فقدت اعز ما تملك، طرقت ابتهال باب الغرفة ثم دلفت بسرعة جاثية جانبها وقد اخذتها في احضانها تمسد على شعرها الذي طال ووصل للأسفل ظهرها بحنان كبير :- ما بكِ حبيبتي لمَ البكاء لهذه الدرجة ما الذي حصل؟؟!.

تشبثت بها بقوة كبيرة دافنة رأسها في ثناياها لتتحدث من بين شهقاتها الكبيرة بغصة وألم:- لقد كان حلم أمي ولم يخرج من السجن لكن اقسم انني شعرت به وكأنه حقيقي.

ربتت ابتهال على ظهرها بهدوء وحنان:- اشرحي لي بهدوء، من الذي كان بالحلم وكفي عن البكاء ألم تقل لكِ الطبيبة بألا ترهقي نفسكِ فهذا ليس جيد بالنسبة لكِ ومن المحتمل ان تلدي في شهرك هذا.

اغمضت عينيها مانعة نفسها من البكاء لعدد لا تعرفه مما جعل ابتهال تبعدها عنها هي تمسح دموعها بأناملها:- لقد كان سليم بجانبي امي وعندما استيقظت لم اجده وهذا يعنني انني كنت احلم وأنه لم يخرج ولن يرى طفلتيه

عاودت البكاء كالأطفال ثم توقفت عن البكاء فجأة ملتفته خلفها بسرعة كمن اصابته لدغة عندما اشتمت عطره والتي زكمت انفها بقوة، حاولت الاعتدال لكن لم تسعفها قدميها فقد خاناتها تابعته بأنظارها المتفحصة والتي تنهشه تريد ان تتأكد من حقيقته وهو يقترب منها لتخاطب ابتهال بعدم تصديق بعدما جلس بجانبها واضعا الحقائب البلاستيكية ارضًا:- هل ترينه مثلما اراه أمي.

صراعٌ ولكن ( مكتملة)Where stories live. Discover now