البارت التاسع

26.8K 307 11
                                    

*🎻🖤 كــــنــــت لـــك عـــــدو وصـــرتـــي لــي مــــــلاذ 🖤🎻*




~الـبــارت الــتــاســع..~




فتحت عيونهآ بصعوبه,
تحس بألم فضيع بجسمهآ
صداع يحجب عليهآ الرؤيه !
لكن الريحهّ اللي داعبتِ أنفها ,
نستهآ ألمها وصداعهآ وحماهاّ..
حاولتِ تقوم بصعوبه ,
لاحظت أن ملابسهاّ متغيره..
يدها عليهآ مغذي؟ جلستِ باعتدال وطاحت الكمادات اللي على جبينها..
ناظراتِ بالشخص اللي واقف على البلكونه بدون بلوزه..
لابس بنطلون لوحده,
المطر يهطل عليه بقوة..
كان مدخل أيدينه بجيوبه ويناظر بالفراغّ البعيد..
مـجنون !
جالس تحت المطر وبدون شىء يدفيهّ !
الـغبي بيمرض ,
جتِ بتناديه واستوقفهآ صوت براسها ..
وش عليك منه أنتي؟
خليه يمرض ..
أنتي تتمنينّ موته مو مرضه وبس ,
جعـله يموت ,
يذوق العذاب بعينـه
يتنفس النار وياكل حطبهآ
أبتسمتِ بفرح وهي تشوف المطر..
كل شي يولد مع المطر ..
الفرح .. الشفاء .. البهجه و حتى الحياه
لمجرد سماعك لصوت المطر
تشعر بـ أنك افضل من قبل ")
امـي ..
وينك ترا جانا مطر !
هو انا البيعده ولا أنتي؟
مـابيهم ما أبي أحد ابيك أنتي بس..
انتي اللي مادريتي عنيّ ,
أنتـي اللي ماظلمتيني ,
كـذبو عليك صح؟
قالو لك بنتك خاينه ,
باعت شرفها وقتلناها ..
لا يمهّ أنا ما انقتلت !
أنا عـايشه بدون روح ,
ذبحني الشوق يايُمه..
وصرت أنا بعدكِ تلفان !
ذبحني بعدك الظالم؟
نحرّ فينيِ كل أمل مخنوق !
شافتهِ التفت لهآ ..
يناظرهاّ بنظرات غريبه ..
عجزتّ تفهم هو حاقد ولا مرتاح,
منزعج أو متضايق..
عجزتِ تفهم شىء من نظراته لهآ ,
غير التعب اللي باينّ بوجهه ..
تقدم لهآ وقطراتِ المطر تسيل عليه وتغرق ارضية الغرفه ..
شافته يقرب لهآ أكثر وأكثر ..
ارتبكت وتراجعتّ على ورا
صرختِ بجزع لمآ شافتهّ يطيح على الارض ,
نزلتِ دموعها بصدمه وخـوف
وش فيه !
ليـش طاح ..
يمهّ وش فيه لايكون مات ..
وششش فييييييييه !
قامتِ من على السرير وطاحت على الارض بتعبّ ,
شافت حبل المغذي اللي ماسك بذرآعها الصغيرهّ شالته بقوة لدرجة تورم مكان المغذي ..
مشتِ له بخطوات تايههّ ..
جسمه الصلب المعضل ,
طايح على الارضَ وهو ضعيف ..
عيونهّ الحاده الواسعه اللي دايماً تخيفهآ بنظراته ,
ذابلهِ و واضح عليهآ السواد..
شفايفهّ اللي لا جا يهددها يعض عليهآ , تغيير لونهآ للأسود
أرعبهآ منظره ,
قربت منه ونزلت بخفيفّ ,
هزتـه تحاول تصحيه ..
وعيونهآ متوسعهّ من الصدمه ,
همستِ بضعف : قـوم ؟
ما شافتِ أي استجابه ..
حطت يدهآ على جسمه الحار,
حركت يدها لمكان صدرة ونبضاتِ قلبه !
كان قلبه ينبض ببطء شديد وضعف ..
لدرجة ما كانت تحسّ فيهآ ,
شهقت بخوف وحطت يدها على فمها ولمعتّ عيونها بدمعه ..
ملاذ بخوف وصوت يرجف : قـوم لاتمممموت قوممم !!
عزامّ على حاله ..
قربت منه أكثر ودموعها تسبقهآ ,
ملاذ برجفه : الله يخليك لأهلك قـوممم , خواتك مالهم غييييرك قوممم !!
زادت أنهيار لمآ شافتِ لون جسمه يميل للأسود ..
ملاذ بصراخ : لاتتتمممممموت عشان أمممكككك لاتمممموت !!!
خواتككك لاتخليييهم قوممم تكفى انا ذنب برقبببتكك قوممم لاتروح لربيّ وانت ظظالمنننيي قوممم !!
بكتِ بشكل مرعب وهي ترجف وتهزه ..
طاحت عليه وضمته وهي تبكي بكل مافيها من ألم ,
ملاذ بصوت باكي : قـوم عشاني قوم تـ تكفى ..
أستوعبت على حالها وقامت من المكتب والرعب يسيطر على قلبها ,
لا يـاربي ما أبيه يموت ياربيّ مو عشانـي
عشان أمه وخواته ..
ياربيّ لا يمممموت
ركضتِ مع الدرج وهي تصرخ وتناديّ اروى ..
طلعت اروى من غرفتها وهي خايفه ,
اروى برعب : ملاذ وش فييكك !!
ملاذ برجفه وبكاء : طـ طاح مم أدري .. بعدين .. ممممممممات أروى مممماتتت !!
زادتِ نبضات قلبهآ ..
حستِ برجفة تسريّ بين ضلوعهآ
حرارة دموعها اللي نزلتِ بسرعه على خدها ,
وهي تسمع مـلاذ تقول ..
مـات !!
أخوي مآت ..
عزوتي مات ..
ابوي مات ..
كل حيـاتي مات !!
كانت دموعها تنزل وهي تناظر ملاذ بصدمهّ ,
شافت ملاذ تهزها وتصرخ عليها لكن بدون أستجابه ..
ملاذ بصراخ : تعععععالللليييي شششوفييييه !!
دفتهآ اروى وغمضت عيونهآ وحطت يدها على اذنها بقوة ,
اروى بصراخ : مممممابي اشششوفه لاتقوليييين ليي مممات حراممم علييييييك ماليّ غيييره حرام عليييك!!!!
طلعت دلال من غرفتهآ وهي مصدومه بالصراخ ,
ولحقتـها ريم وهي تحاول تستوعب وش صايرّ ..
شافتِهم مصدومين وما منهمّ أمل ..
لازم أتـصل على الاسعاف ..
لازم الحـق عليه ..
مـابقى لي غيرهّ مالي غيرهّ والله مايممموت قبلي ..
اخذت جوال اروى بسرعه واتصلت على الاسعاف ,
ملاذ بخوف : زو زوجـي طاح وما أدري وش فييييه ! طط طـيب دقيقة ,
التفتت لاروى بسرعه : اروى عطططيه وصف البيييت بسرعهّ !!
اخذت اروى الجوال وتكلمتِ بصوت يرجف ..
رمتّ الجوال ورجعت تكورت على نفسهآ وهي تبكي ,
قامت ملاذ وصعدت الدرج بخطوات سريعهّ ..
دخلت الغرفه اللي بالمكتب وشافت عزام على حالته ويمكن زادت سوء بعد ..
ركضتّ له وجلست جنبه ,
رفعت راسه على صدرها وهي تضرب على وجهه بخفيف ..
ملاذ بهمس باكي : قـوم ياعذابي قـوم لاتخليني قوممم !!!!
ضمتهّ بقوة وهي تبكي بخوف ,
مافكـرت ولا طرا ببالهآ لو لحظات هي ليش خافت عليه ,
ليـش ماتبيه يموت ..
ليش نطقت بهالكلمات له ,
ما طرا ببالها اي شىء غير ..
انه يقوم ويرجع لـها ..
جلست ضامته وتبكي على هالحال لين دخلت عليهآ اروى وهي متغطيهّ ,
اروى ببكاء : ملاذ قومي تغطـي وصلو الاسعاف ..
نزلت راسه على الارض بحنيهّ وقامت تغطت بالفراش بسرعه ,
غمضت عيونها بقوة ماتبـي تشوفهم وهم يشيلونهّ ..
كـانت تسمع حوارهم وهيّ تشهق ..
: نبضات قلبه ضعيفه ؟
: جسمه متصلب من البرد !
: الحراره مرتفعه ..
: أختي قد تعرف لسكتهّ قلبيه من قبل ؟
اروى برجفه : قـ قبل خمس سنوآت ..
: أحتمال كبير يتعرض لتصلب بالشرايينّ ,
: جيب النقاله بسسسرعه !
أنـصدمت ..
قد تعرض لسكتهّ !
وش كـان السبب ؟
قبل خمس سنوات ..
معقول له دخل بماضيه وعقدته اللي يحكون عنهآ اهلـه ..
معقول انصـدم وتعقد وتعرض لسكته قلبيه من حدث ..
أحتارت اكثر وأكثر وفـضولها يغلبها لتعرفّ ماضيه ..
شالت الفراش عنهآ لما حستِ فيهم يروحون ..
نزلت بسرعه بتلحق على أروى ..
ملاذ ببكاء : بـروح معآكك استنيي
اروى بعجله : بخلي بدر ولد خالتي يجيكم , انا بـروح معاه بالاسعاف ..
طلعت أروى وخلتِ ملاذ اللي تقطعت بدموعهآ ,
راحت لغرفه دلال وريم وشافتهم يبكون بضعف ..
تقدمت لناحيتهم وجلست على السرير ولمتهمّ على صدرها ..
دلال بصوت باكي : لا يـروح ..
ملاذ بحنيهّ : ماراح يخلينا لاتضعفون ..
أواسي الناس ونسيت نفسي !
كيف أعزينيّ فيك؟
أواسي الناس ونسيت قلبي ,
كيف يشتاق لطعناتكّ ..
__
كان جالس لحتى جآه أتصال من رقم غريب ..
بدر بصوت هادي : الو ..
سمعّ الصوت الانثوي الباكيّ واستغرب ,
بدر برعب : ميين ؟
اروى ببكاء : بدر طلبتك روح لبيتنآ جيب خواتي ومرتِ عزام .. أنـ انا بالمستشفى ,
بدر بصدمه : ايششش !!
اروى : عزام طاح علينا بدر لا تتأخر مالنا غيرك !
سكر الخط وهو يبتسمّ ..
ابركِ , طيحة سلوقي وانا ولد خالتك ..
طول هالسنين وانا ساكت لأهانتك وابغضك ,
طول السنين وأنا كرهي لك بقلبي يزيد..
طول السنين وأنا أتمنى لك الشر , وحقق ربي مناي !
كانتِ واقفة بأسياب المستشفىّ ترجف ..
مجرد فكرة انها ممكن تخسره تهز كيناها ,
تدمـر أحلامها ..
تحطم قلبـها
ما اقدر استحمل بعده هذا أخوي ..
هو قالي انه الباقي لنآ من بعد ابوي
وعدناّ يضل لنا طول العمر لازم يوفيّ..
هذا عزام مايخون الوعد
مسكت جوالها بيدهآ اللي ترجف وأتصلت على الرقم اللي ببالها ..
رد عليهآ بصوته الهادي : الـو
أروى ببكاء : شـ شاهيييين
شاهين فز : اروى ؟ وش فيك تكلمي !
ما كان يسمع غير صوت بكائها وشهقاتها ..
شاهين بصراخ : اررروى وششش صاير تكللممميي !!
اروى بصوت يرجف : عـ عزام طاح علينا و ودينآه المسـتشفى
للحظات حسّ أن موية باردة تنكب عليهآ ,
يسمـع صوت بكاها ..
وتسمع صوت تنفسهّ المضطرب ..
شاهين بتوتر : وش فيه وش صاير عليه كيف ومتى ومين وداه !
أروى ببكاء : مـ مدري صدقني مم دري .. ملاذ جتني تصرخ وقالتـ مات ..
شاهين بضعف : مـاراح يموت ياعمري والله مايخلينا
اروى ببكاء أكثر : شششاهين تععععال ..
خطف أحد الجوال منها بسرعه ,
ألتفت بعصبيه على هذا الشخص وأنصدمت
ضربهآ كف على وجهها بأقوى ماعنده ..
زاد بكائها وهي تحط يدهآ على خدها !
تقدمت لها دلال وضمتهآ على صدرها وهي تهديها ..
شاهين بخوف : اروى حبيبتي هديّ وش صاير اروى ؟
بدر بحقد : وعمى بعيونكك يا شبهّ الرجال خويك طايح بالمستشفى وانت تكلم اخته ياللي ماتستحي !
شاهين بعصبيه : بـدر رجع الجوال لاروى
بدر بصراخ : ولكككك عييين بعددد !!
شاهين بحدهِ : أتوقع مالك دخل اذا اكلم اروى ولا لا , وثانياً مين أنت أساساً عشان تتحكم باروى ؟
بدر بعصبيه : أنا ولد خالتها يافاهم ولا نسيتِ ..
شاهينّ بحده : وانا خطيبهآ وأحق عليها منك ,
بدر بصدمه : تخسـى نزوجك بنتنا !
شاهيين بحقد : من متـى وانت تشرف عائله الفيصل أساساً , رجع الجوال لأروى مابي مشاكل ..
بدر بصراخ : والله لاششرب من دمممك !!
شاهين بسخريه : حبيب أمك اشرب حليب فراوله وتعال كلمني , قال بشرب من دمـك قال
بدر بحقد : والله لاوريك يابن الكلب ياقليل الشرفّ
شاهين بحدهِ : اذا ماتربيت انا اعلمك الاصول بس مو اللحين ياولد الاكابر , رجع الجوال لخطيبتي ..
بدر : هه أحلـم
قفل بدر الخط وضرب جوال اروى بالجدار بقوة ..
بدر بهمسّ : أقسم بالله ماعاد يطب الجوال يدك ياقليلة الحياء
أروى برجفه : هـو خطيبي ..
بدر بحقد : وراسي يشم الهواء ماتجين على ذمـته !
ملاذ بقهر : مـالك دخل دام اخوها عايش ,
بدر بسخريه : هـذا اذا كان عايش اللحين ..
رجفتّ من كلمته وترددت بمسامعها
هـذا ان كان عايش ..
لا ماراح يمممموت ماراح اكون السببِ
أنتي دعيتي عليه يالظالمه ليش دعيتيَ عليه ..
هو مرض بسببك أيـه بسببك
لمتىّ تدورين المصايب بس مرة لاهلك ومرة لولد النـاس
العييييب فيني ماهو فيييهم انا بلوهّ ربي بلاهم فييينييي
بكت وهي تضم أروى بنـدم ,
نـدمت على شىء ماسوتهّ نستِ اهانته وضلمه وضربه
تذكرت بس؟ انه لمها يوم رمـوها اهلها عليه ..
تذكرت خواته اللي مالهم احد غيره ,
وأمـه المسكينه ..
راح اكون السبب اذا فقدو غاليهم
راح اكون السبب ماراح اسسسامح نفسي !!
جلسو ساعتينّ وهم في هم وبكاء ودموع ..
كان بدر يناظر بعيونهآ ومفتون فيها ..
شافت نظراتهِ الوقحه وسحبت الغطا على عيونهآ
وجـع ؟ هذا مافيه ولا ذرة رجوله جالس يناظر فيني من فوق لتحت !
هـذا وانا حرمة ولد خالته أجل كيف بالغريبه ..
طلع عليهم الدكتور !
فزتِ ملاذ بخوف وتوجهت له ,
منعتها يد بدر اللي وقفت لها بالطريق ..
بدر : ما كأن رجال واقف هنا ؟
ملاذ بنرفزه : بتطمن على زوجي مالك دخل وخخخر ! دفت يده وتوجهت للدكتور ,
ملاذ تبلع ريقها : دكـتور طمنني ؟
الدكتور : حرارته مرتفعه جداً بنحطه بالمراقبه , ولكن كان بيتعرض لمشكله أخرى وهي تصلب شرايينّ القلب ,
المريض قد تعرض لسكته قلبيه من قبل ؟
ملاذ برجفه : ايـه
الدكتور : أنتبهو لصحته لاسمح الله ممكن يتعرض لسكته ثانيه ويصير الوضع خطر ..
ملاذ ببكاء : طيب وش راح يصير معاه ؟
الدكتور يتنهد : امره لله , راح نصرف له علاجات لكن لازم يبقى الليله بالمستشفى
سمعت صوت دلال من وراها ..
دلال ببكاء : أمـي ماتدري وش بنسويّ
ملاذ تحط يدها ع كتوف دلال : حبيبتي ارجعي البيت انتي واروى ,
وحـاولو ماتحسسونهآ بأي شىء .. قولو أني وعزام طلعنا نتمشى وبننام بفندق الليله ,
دلال : أخـاف بدر يقولها ؟
ملاذ بعصبيه : لا ماله حق يقول مو خاييف على خالته !
دلال بضعف : طـيب ماراح نقدر نشوفه ؟
ملاذ بحنيهّ : بكره يرجع البيت وتشوفونه اللحين لازم تروحون ,
دلال تضم ملاذ : أنتبهي له تكفين ..
ملاذ بابتسامه : لاتوصين , واللحين روحي وخذي اروى معاك ..
راحت دلال ومعآها أروى وهم منهكات من الصدمه ..
أستأذنت من الممرضات تدخل عند عزام وأرتبكت ..
مـاراح يحس فيك أدخلي الين يقوم وتطلعين ..
بس تطمني عشان خواته وأطـلعي ,
أصلاً مو عشانه عشان اهله .. أي اهله
دخلت عنده وهي توهم نفسهآ باعذار واهيه !
شافتِ الكمادات على جسمه العاري من كل ناحيهّ ,
الأبر بجسمه والغذاياتِ بذراعه ,
عيونـه الواسعه ذابلهّ , حواجبه اللي دايم يعقدهآ لأول مرة تشوفها مرتخيه بضعف ..
قربتِ منه وهي تكتم شهقاتها ..
جلست على السرير بالقرب منهّ ,
ملاذ بهمس باكي : والله أكرهك .. بس خايفه عليك
لاتمـوت وتخليني انا برقبتك خاف الله فيني يا أنسان ..
قوم أضربني عذبني بس لاتضعف
خواتك يحتاجونك لاتولي عليهم احد غيرك ,
أمـك الله يحفظها لاتخليهآ تبكيك
أنـا لاتخليني أنضام من احد غيرك ,
قـوم عشانهم مو عشاني
وهذاني أكذب عليك وقلت عشانهم وهو عشاني ..
قوم تكفى لاتوجع قلبي زيـاده
كانت تتكلم من دون وعي !
كلماتها ماتدري من وين خارجه ..
كانت تخلي لسانها ينطق باللي بقلبها ,
غيـر مدركه للشخص اللي يسمعهآ
قربت منه بعفوية وباست جبينه ودموعها تسيل على وجهه ,
حستِ بجفنه يتحرك وفزت بخوف على ورا ..
استوعبت كلماتها اللي قبل شوي وشهقت
لا يكـون سمعني !
لا ياربي ماقصدت شىء من كـلامي
والله اكرهه ياربي لايكون سمعننيي !!
حست بخجل وفرح وحزن بنفس الوقت
وهي تشوفه يفتح عيونه بتعب ,
ملاذ بدموع : حمدلله على سلامتك ..
توقعت أنه يسألها عن كلامها اللي قبل شوي ..
لكن ردة فعله صدمتهآ ,
رفع يدة بضعف ومدها على جبين ملاذ وغمض عيونه وتنهد ..
كانت عيونهآ متوسعه باستغراب وهي تبكي ..
عزام بصوت مبحوح وهادي : خفتِ حرارتك الحمدللهّ
تجمد كل عرق فيهآ ,
يبـي يقتلني هذا ..
يبي يذبحني حيرة وتفكير ,
يكرهني ويستقرف منـي يبي يحرقني ويمرضني ويغرقني ..
ويطيح ويمرض عشاني وبالاخير .. يخاف علي ,
كانت تناقض تصرفات عزام بداخلها ,
لكن ماكانت ردة فعلها الا الدموعّ
يا جِعْلَه بعمري بكاش ودموعش
وبقعاء تِزِمِّك يالحزن يوم ورَّدت !
جعله فداش اللي يضيّق ضلوعش
خلّي النكد / في ذمتي اني تنكدت !
مد يده لهآ وجرها لحضنه ,
طاحت عليه بضعف وهي تبكـي
ماتبي تقاومه وتتعبه زياده ,
كـافي اللي فيه ما ابي اسبب له جلطه مرتين
ما أبي اكون الذكرى السيئه الثانيه بحياته ..
ما أبي شىء ..
أبي بس يحررني ويعتقني منه ,
غمض عيونـه وهو يحاول يبعد التفكير عن راسه ,
ما أبي افكر بكلامهـا
ما ابي افكر في نفسي
ما ابي افكر بقدرنا
ما ابي افكر بتصرفـاتي
ابي ارتاح.
غمضتِ عيونهآ وهي تسمعّ نبضات قلبه وهي على صدره ,
وغمض عيونة وهو يبتسم على تسارع أنفاسها ..
خـايفه من قربي ,
وأنا مدري بأي حق أبي قربها ..
أنا متـأكد من كامل عقلي أني اكرهها ..
وأخذتهآ لشرطين ..
أستر عليهآ , وتمثل قدام العالم انها زوجتـي ..
وشكل قلبي بنآ له شرط ثالث ,
لا أدري وشنهو قبل لا أعرف حقيقتـها
يله نغمض عيُونا ؟
كذا اريحَ كذا اجمل كذا افضل ~
يله نسكر اذانا ؟
كذا بنعيش كذا بنكبر ~
يله نسكُت كلنا ؟
كذا اهدأ كذا اروع ~
يله نبطل نشكي ؟
كذا ازين كذا اجمل كذا اريَح !
يله نسوُي كل شي خاطرنا فيه ؟
ولا ؟
يله نتكلم بكل شي خاطرنا فيه !
خاطريّ ماتتهم ,
ماتظلم ..
مآتضيمنيّ هذا اللي خاطري فيـه !
بكـذا بكون أرتاح وتحرر عصفورتك !
بكذا بكون مقدرة فـضلك !
بكذا ؟ بتريحني من عذاب الى الان ماتعمقتّ فيه ..
وأنت وش تبي؟
أبي أحرق أبي أغرق وأبي احاسبِ بايعت شرفهآ ,
أبـي اقاوم واكذب برائه كذب عيونهآ ؟
أبـي اعرف معاني كوابيس تراودهآ وأحلام ,
أبي أفهم منهو اللي عشقته وتناديه بالمنآم !
ابي اقتل من نادتِ غيري وهي على ذمتي ..
أبي احطم تفكير براسي يقول هي بريئه ,
وأبي ارتاح من تفكير بقلبي يقول لاتظلمها ..
مغمض عيونه
وهي على نفس الحال ..
يسمعون نبضات بعض ,
ولا يدرون وش داخل قلوب بعض ..
عـلى قربهم ! الى ان تفكير كل واحد بعيد عن الأخر كل البعد ,
صمت أحتل على الوضع قطعهّ كلماتهِ الحاده ..
عزام بهدوء : ابعدي عني خلاص ,
قامتِ وهي تحس بالخجل والأهانه ..
لا ما أهانكّ ولا أهنتي نفسكِ
بس ماحبيتي تعاندينه وهو تعبآن ,
خليـه ياخذ اللي يبغى هالفتره ..
وانا اخذ اللي ابي بعد مايطيب ,
سكتت ونزلت راسها ..
يبي يقولها أرجعي ترا غلطت !
وعقله يقول لاترمي بحضنك نآس رخيصه ..
تنهد ورجع يتهرب من تفكيره بالنومّ ,
نتضايق؟ ننام ..
نتعب؟ ننام ..
نشيل هم بكره؟ ننام ..
وبالاخيرّ نضيع فرص وافعال لازم تسوي مصيرنا ..
___
أم عزام : بنات وش فيكم ؟
اروى ببرود : ولا شىء يمه ..
دلال : سلامتك يالغاليه مابنا شى
أم عزام : مب عاجبني وضعكم !
ريم : بس طفشانات عشان ملاذ ماراح تنام هنا الليله
ام عزام بابتسامهّ : حبيتوها ؟
اروى وهي تكتم عبرتها : كثييير
أم عزام : يشهد الله ان هالاجوديه دخلت قلبي , مير أخاف ان اخوكم مايثمنهآ ..
مـاني مستوعبه للحين انه تزوج من بعد شروق كنت غاسله يدي من الموضوع
اروى تتنهد : مو كنتي بتزوجينه مها ؟
أم عزام : كنت عارفه انه ماراح يرضى , وخالتك مصرهّ علي أزوجهم عشان يرتاحون بس قسمة ونصيب..
ريم مكشره : أحسن تخيلو مهآ تصير مرت أخوي والله لانسدح بنص الرصيف وأندعس ,
ام عزام : وجع ريم وش ذا الحكي تراها بنت خالتك ,
ريم بحلطمه : هذا اللي غاثني ..
دلال بحيره : يمه ماقلتي لي بتسوين حفله لملاذ؟
أم عزام : الا ان شاء الله الاسبوع الجاي وبعرفها على كل العائله ..
اروى : زين وش بتكون ردة فعلهم , متى تزوجو ليش ماعزمتونا على العرس كيف مادرينا ؟
أم عزام : والله ماني مبرره لأحد اللي بيجي حياه والله واللي مب عاجبهّ ..
ريم تكمل : لايناظر ههههههههههههههههههههههههههههههه
دلال بصدمه و وجهه تعبان : مصخنه
ريم : وجع يعني مانضحك لان عزام بالمستشفى ؟
شهقت اروى وحطت ريم يدها على فمها ,
ام عزام بصدمه : وشش تقوليين أنتي وش تخرببطين !!
ريم ترقعهآ : قـصدي بالفندق يمه بالفندق !!
ام عزام تتنفس براحه : قطيعه تتفاول على اخوها وش جاب الفندق للمستشفى ,
اروى تناظر ريم بنظظرات تهديد : ما نامت زين لاتشرهين عليهآ يمهّ
كانت جآلسه تتأمله وهي واثقهّ أنه مو نايم ..
أنفاسه مو منتظمه جالس يمثل علي عشان يتهرب من النقاش ,
فتح عيونه وشهقتِ فجأه ..
عزام بسخريه : يعني مطوله على بال ماتحفظين شكلي ؟
ملاذ بأحراج وهي تنزل عيونها : أنـ انا يعني ..
جلس عزام على السريرّ بهدوء : أخبار أمي والبنات ؟
ملاذ بحنيه : كلـهم محتاجين رجعتك ..
عزام أبتسم : لايكون درت أمي اني بالمستشفى ؟
ملاذ : لا خفت يصير لها شىء و وصيت البنات يقولون أننا طالعين طالعين وبنرجع بكرهّ ,
عزام بتركيز : مين اللي جابك للمستشفى ؟
ملاذ بصوت خافت : بدر ..
عزام بعصبيه : وهههذذذا وش جججاببك معععآه !!
ملاذ بقهر : أروى قالت لي أجي معاه وبعدين ما كنت لحالي دلال معيّ !
عزام بحدهِ : أقسم بالله لولا أننا بمستشفى لأوريك شغل ثاني !
سكتتِ وهي بداخلها حكي ..
تبي ترد عليه بس ماتبي تنرفزه ,
هـو مو بحال أني اناقشه أخاف يصير بقلبه شىء ..
وأكـون السبب بجلطته الثانيه مو وقتك لاتنرفزينه أسكتي !
شافتهِآ تتنهد وتغيرت نظراتها وقامت جلست بكنبه بعيدهّ ,
أنسدح وحط أيدينه تحت راسه وهو معقد حواجبه
ملاذ بربكه : لاتعصب خلاص ..
عزام بحدهِ : مآني معصب
عزام بصوت عالي : قلت لك ماني معصب !
ملاذ : الا معصب شف حواجبك كيف قايله ,
ضحكِ بعفوية عليهآ وبانتِ ملامحة الجميله ,
عزام بضحكه : فردنا الحواجب هاه معصب ؟
ملاذ تبتسم : لا مو معصب
جلسو سآكتين وطغت عليهم نظراتهمّ الغريبه لبعض ..
تكلمت ملاذ وقطعت هذا السكوت ,
ملاذ : جوعان ؟
أسـتغرب من أهتمامهآ ..
هي تكرهني وأنا ماقصرت بسوآيايّ
مهتمه فيـني ليش !
يهتزّ في قلبي حكي !
ويرجف بعقلي كلام ..
يزعجني في بالي عتاب ؟
ويظل السكوتِ أوجع من كل هذا ..
عزام بهدوء : ليش ؟
ملاذ ببرائه : وشو اللي ليش ؟
عزام بنظرات تعب : ليش ساعدتيني لو أني في مكانك وفي شخص معذبني ويهيننيّ كان قتلته بأيديني ..
ملاذ بهدوء : ماقدرتِ اجاوب نفسي على هالسؤال بعد ,
مشكلتنآ مالقينا لنفسنا جواب ؟ تبيني أجاوبك خلنيّ أجاوب نفسي بالاول
احتـارت من نفسهآ أكثر من حيرته عليهآ ..
ليش ساعدته وخفت عليه ؟
يمكـن لأني قلبي حنون ..
ولا عشان فضلهّ علي يوم أكلني وشربني ولبسني ..
ايـه هذا لحاله يعتبر فضل ,
عزام بصوت مبحوح : أتصلي باروى تجيب لي ملابس ابي اطلع من المستشفى ..
ملاذ : لا مافي خروج ألين يسمح لك الدكتور !
عزام : وانتي وش دخلك ؟
حستِ باحراج بنفسـها
صح أنا وش دخلني
بس الغبي بيطيح علينا مرة ثانيه ,
لا والله ما اخليه يعيشنيّ الخوف مرتين ..
ملاذ تتكتف : قلت لك مافيه ,
عزام يرفع حاجب : وانا قلت لك وش دخلك؟
ملاذ تتكتف : والله مب فاضيه لك اشيلك مرتين كأنك تحسب أنك كل ماطحت قمت أشيلك !
عزام : هه والله وجلست تمنن علينا , حتى انا ماني مطلقك تدرين ليش ؟ لاني مب فاضي يرمونك علي مرتين
جرحتهآ كلماته ..
يعني حتى وانت تعبان لازم تخليني أحقد عليك ..
خلني ساكتهّ قلت لك ما ابي اتعبك بكلامي ..
خلني صابره أحتسب أجر كلامك القاسي !
لاتشيلين همه بكره تصيرينّ حره وترتاحين منه ..
بتخلينه عثره في ماضيكِ وماضي أهلك ,
أيـه كلهم ماضي هو بس عثره لقيتهآ بالطريق..
عزام ولاحظ انها بدتِ تلعب باصابعينهآ وتشغل نظراتها بأي شىء..
عرف أنه جرحهآ وأنها جالسه تحاول ماتبكيّ !
سكتت وعاتب نفسه ,
دامني كذا معهآ ماراح أوصل مكان..
لازم أغير تصرفاتي معهآ !
لازم اتقرب لها يمكنّ تفتح قلبها لي؟
واتطمن واعرف ماضيها..
عشان أشيل شكوك طهارتهآ التافهه من راسي
عشان أتأكد وانا وأحساسي مانخيب..
عشان لاجت تدافع عن نفسهآ؟ يكون ماضيهآ شاهد على كذبهآ ,
عزام : قومي أتصلي باروى ,
ملاذ بضيقه : يا ابن ادم لاتتعبني معك !
عزام : جعلني اموت مالك دخل فيني طحت ولا ماطحت !
ملاذ من بين سنونهآ : جعلك تموت أمين ماتفرق معي بالعكس برتاح منكك بس عشآن امك ياعديم الاحساس !
أنا لو أمي عندي والله ما أخليـها تشيل همي ولو دقايق ,
عزام بنظرات حاده : وعلى اساس هي مو شايله هم بنتهآ الخاينه المقتوله اللحين؟ اقول بلا كثرة حكي وأتصلي على اروى ..
ملاذ بحلطمه وهي تدور جواله : انا وش اللي مخليني أشغل نفسي فيك ان شاء الله بجهنم طيح أمرض موت بالطقاق اللي يطقك ويطق أهلكك واللي جابوكم..
عزام بحده : هيييه اشوف طلع لك لسسان !!
ملاذ بعصبيه : قومم اضربي قومم بعد قطو أبو سبع اروآح قبل شوي بين الحياة والموت واللحين يصصارخ عليّ !!
عزام بصدمه : يابنت اللذييين من جالسسه تكلمممين !!!
ملاذ بصراخ : أكلم الجدار مين اكلم قوم أضربننيي يالله اشوف يدك توصل ل ويين !!
منصدم منهآ
وهي منقهره منه ..
لاول مرة تبين له عوابتهآ وعصبيتهآ ,
قطـوه مثل ماقال , لاهجمت , هجمت عليه بقوة !
قام عزام وهو ناوي عليهآ شر ..
صرخت ملاذ بصوتّ خلاه ينصدم زياده ..
ملاذ : وققف خلاصص أضربي بعديين أنت اللحين تعبببان يامجننون !!
جلس يضحك بقوة وهو مخبي وجهه ..
ناظرت فيه بصدمه : مجنـون وقسم بالله مب صاحي
عزام وهو يقاوم ضحكته : والله اللي مب صاحي قبل شوي يدعي علي بالموت واللحين خايف علي !
ملاذ ببرائه : مين خايف عليك ؟ أساساً مين انت عشان أخاف عليك؟ شايله هم امك المسكينه بس..
عزام بنص عين : أقنعتيني خايفه على ام زوجك هاه
ملاذ بقهر : وتخسى تجي مقام زوجي
عزام بعصبيه : ترا عطيتك وجه يالرخيصه !
ملاذ بهدوء : بعيون غيرك غاليه ..
عزام بحدهِ : عيون مين العيال اللي كنتي تطلعين معهم؟
كآن في نفسهآ تقوم تضـربه وتطلع كل حرتهآ اللي مكوبته جواتها ..
رجعت لخوفهآ من كلماته ,
أخـاف منك وأنت زوجي !
وتقولي اللحين تطلعين مع عيال حرام..
بتظل كذا ظالم وبيظل ذنبي برقبتكِ ,
وبظل أصبر؟ لين يفرجها رب العباد..
أجرح عادي وزيد على الجرح جرحينّ ,
سبني عادي ترا تعودتعلى طعناتكِ ,
حست بتبلد يصيبهآ من كثر مايطعن بشرفهآ ,
لـيش أهتم؟
مو ربي عارف أني بريئه؟
مو أنـا واثقة بنفسي؟
أجل ليش أهتم؟
شعورٌ مريح حين تتفكر و تتذكر أن الله
يسمعك و يعلم خفايا قلبك ، كلماتك
التي لم تقولها لِأحد حُزنك الذي لم تُظهِره
و أنه بِرحمته تعالى يُخفف عنك حتى
قبل أن تطلب
ملاذ ببرود : وين جوالك..
عزام بجمود: شوفيه بالدرج ,
فتحت الدرج واتصلت باروى ..
سمعهآ وهي تطمنهم عليهّ
كان يفكر فيهآ ويتأمل ملامحها..
والله حرام عليك تخدعيني ببرائتك ,
والله حرام عليـك تسوين الذنب وتتبرين منه ,
والله حرام عليـك تعلقيني بين فكرتين؟ أني ظلمتك ! وأنك كذبتي ..
ﻻ وسطية عندي ولا اعتدال فيك
إما أن أجري مجرى الدم داخل وأعاقبك على كذبك وخيآنتك
التي توصلني في النهاية إلى قلبك
أو لننسى أننا التقينا يوماً !*

:-نــهــايــهہ الـبــارت:-

كنت لك عدوآ وصرتي لي ملاذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن