الاخيرررر

23.5K 487 120
                                    

الخاتمة


.
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا

==============
*بعد ثمانية أشهر من الأحداث السابقة*
=================

_حمداً لله على سلامتك يا "زوزو"!!!
هتف بها معتصم بترحاب حقيقي وهو يضم والدته لصدره في المطار...
فابتسمت المرأة وهي تحتضنه بدورها قبل أن تلتفت لدعاء لتهتف بنبرتها الطيبة:
_اتركني يا "ولد" ...أريد أن أضم ابنتي!
ضحكت دعاء بمرح وهي تستسلم لأحضان المرأة الطيبة للحظات...
قبل أن تقول بصدق:
_افتقدناكِ يا أمي!
ربتت المرأة على ظهرها بحنان قبل أن تمضي في طريقها معهما نحو سيارة معتصم بالخارج...
لتقول بسعادة مشوبة بحنانها:
_بارك الله لك ياابني...السيارة جميلة جداً.
فابتسم معتصم وهو يفتح لها الباب المجاور للسائق ليقول بمرح:
_وددت لو تكوني أول من يركبها يا زوزو...لكن لا بأس...ملحوقة!
ضحكت المرأة ببشاشة وقد انطلق لسانها بالدعاء له...
فيما تأملتهما دعاء من مقعدها الخلفي وهي تشعر بالفرحة المنغمسة بالأمان...
لقد بدأت ظروف معتصم تتحسن تدريجياً...
اشترى هذه السيارة بالتقسيط ولم يكد يدخر مبلغاً مناسباً حتى أرسل في طلب أمه لزيارته هنا أولاً قبل أن يصطحبها لآداء فريضة الحج...
يومها أخبر دعاء أنه كان نذراً عليه وجب قضاؤه...
وها هو ذا يوفيه!!
ابتسمت بحنان وهي تراقب مشاكسته الودود لوالدته طوال الطريق...
قبل أن تفتح حقيبتها لتنظر بداخلها لتلك "القابعة" في حافظتها الجلدية...
أجل...نظارتها السوداء!!!
ورغم أنها لم تعد ترتديها منذ طلب منها معتصم هذا لكنها تحتاج لنظرة إليها من آنٍ لآخر...
كي تذكّر نفسها بعهدها الجديد...
وحسن ظنها في موعود السماء للصابرين!!!
وكم تحتاج لهذا الآن بالذات...
انقطعت أفكارها عندما وصلت بهم السيارة لبيتهم البسيط...
ليصعدوا جميعاً لشقتهم الصغيرة تحيطهم دعوات الأم ومباركاتها التي انتهت بقولها:
_وليد يبلغك السلام...كان يتمنى لو يجئ معي لكن ظروف دراسته لم تسمح.
فضحك معتصم ليقول بحنان:
_الزيارة القادمة ستكون له...دعيه فقط يركز في مذاكرته!
عادت المرأة تدعو لهما معها بالخير والبركة...
فدفعها برفق للغرفة الوحيدة في الشقة ليردف :
_بدلي ملابسك حتى نعد الطعام.
ثم غمزها بمكر قائلاً:
_دعاء أعدت لك "ملوخية " ب"الأنارب"!
ضحكت والدته ضحكة عالية قبل أن توكزه في كتفه لتهتف :
_اشتقت مشاكستك يا "ولد" ...هل تعلم إني لم أطبخها منذ سافرت أنت...قلبي لم يطاوعني!
فاحتضنها بقوة ثم قبل رأسها ليقول بحنان:
_أعلم يا "ست الكل"...أعلم!
وبعد الغداء الذي كان عامراً بمشاعر الود بين ثلاثتهم استأذنتهما والدته للنوم في غرفتها...
فيما تمدد هو جوار دعاء على الأريكة الجانبية في الصالة الصغيرة ليقول بصوتٍ غلبه إرهاقه:

ماسة وشيطان   Where stories live. Discover now