خاتمه

5K 116 17
                                    

استيقظت من نومها بعد افتقادها للشعور بالدفء لتجد مكانه بالفراش فارغاً فقد غادر أثناء نومها ولا تعلم إلى أين فمازال الوقت مبكراً ولما لم يوقظها كعادته لتعد له الحمام والافطار وتساعده فى إختيار ملابسه وتودعه كما تفعل يومياً فأمسكت بهاتفها تحادثه لتجد هاتفه المحمول خارج نطاق التغطيه لتشعر بالقلق يزداد بداخلها فشيئاً ما يخبرها أن هناك أمر يحدث ويخبئه عنها فهى تلاحظ تغيره منذ عدة أيام ومكالماته التى ينهيها ما أن يراها قادمه نحوه ، استعاذت بالله لعل نفسها تهدأ وحاولت التخلص من مخاوفها ، توجهت للاستحمام ومن ثم وقفت للصلاه والدعاء لله  ونزلت بعدها لتهتم بأمور القصر كالعاده ومراعاة أولادها الأشقياء الأربعة أو كما يطلق عليهم حبيبها عصابتى الصغيره ، أبنائها الذين يحملون قوة والدهم وعناد والدتهم ، نعمة الله التى عوضهم بها عن كل ما مروا به فى حياتهم ، تتذكر كيف أنهارت الحياه مجدداً عندما قتلت جنا على يد زوجها بعد أن قام بسرقتها وقد لام طارق نفسه كثيراً لأنه أبتعد عنها وقد كانت بجانبه كالعاده تسانده وتهون عليه ما يشعر به ولم يعيده للحياه مجدداً سوى خبر حملها الجديد الذى جعله يفيق من أحزانه وهمومه ويصب اهتمامه التام على صغاره وزوجته التى يزداد عشقاً لها كلما قضيا المزيد من الوقت سوياً ، تتذكر فرحته لحظة حمله لتؤامهم الثانى ، انتبهت من ذكرياتها على صوت الأشقياء الأربعة ينطلقون وراء بعضهم البعض ليحتضنوها جميعاً بسعاده وحب فصغارها العنيدين لا يعشقون فى الحياه سواها هى وطارق فبكل العالم هما الشخصان الوحيدان اللذان يستطيعان إيقاف العصابه الصغيره عن أفعالهم التى تثير جنون الجميع بلا توقف ،  فالتوأم الأول فهد وليث يبلغان من العمر خمسة عشر عاماً الآن ويمارسان عدة ألعاب رياضيه دفاعيه كما إنهما قد حازا عدة بطولات فى الرمايه ، أما التوأم الثانى أسد ورعد فهما بطلا العالم فى الكونغ فو والكيك بوكسينج كما أنهما يسيران على خطى إخوانهم فى الرمايه ويتعلمان عدة لغات واربعتهم من المتفوقين علمياً
دينا ضاحكه : بالراحه يا عصابه أنا مش قادره .
فهد ممازحاً : الجميل كان سرحان ومش واخد باله مننا ، يا ترى فى أيه ؟
دينا باسمه : كنت سرحانه فى عصابتى الصغيره .
ليث ضاحكاً : إحنا هيتقبض علينا بسببك أنتى وبابا بموضوع العصابه ده .
رعد يقفز مرحاً : وندخل السجن وتبقى مغامره .
أسد يضرب جبهته بيده : ده مش توأمى يا جماعه .
ليضحك الجميع ويتمازحون فيما بينهم بينما تقف هى باسمه وفرحه بأولادها وسندها بالحياه ، تذكرت غيابه الغير مفهوم فاتصلت به مره أخرى ولكن هاتفه مازال مغلقاً ففكرت بالاتصال بمازن أو فارس للسؤال عنه وهى متردده فلأول مره منذ زواجهما لا تعلم أين هو وبالفعل أتصلت بكلاً منهما لتتلقى رد واحد أنهما لم يرياه هذا اليوم فلديه إجتماع بالخارج وقد يطول الأمر ولكنه سيتصل بها ما أن ينهى اجتماعه ، كان من المعتاد إغلاقه لهاتفه إذا كان يحضر إجتماعاً هاماً ولكنها لم تعتاد ألا يحادثها قبل دخوله أى إجتماع خاصة إذا كان سيغلق هاتفه لفتره طويله وقد حاولت أن تطمئن نفسها وتجد له المبررات ، وشغلت نفسها بطلبات أولادها وتحضير الغداء وحان وقت الغداء وهو لم يتصل بعد ومازال هاتفه مغلق وقد جلست لتناول الطعام بصحبة أولادهم حتى لا يلاحظوا قلقها وبعدها صحبتهم للنادى لمواعيد تمارينهم المعتاده وكل ما يدور بعقلها أين هو ؟ ولما هذا الاختفاء ؟ ولكن تأكيد مازن وفارس لها إنه باجتماع هو فقط ما يطمئنها حقاً ، ستثور بوجهه وتخاصمه وستمتنع عن الحديث معه أيضاً ولكن لتراه وتطمئن عليه أولاً ثم تغضب منه ، ومرت الساعات وعادت بصحبة الأولاد للقصر وقلقها يتزايد حينث وجدت كل الأنوار مطفأة فتعجبت لذلك ولكن طمأنها وجود الحرس حولها فى كل مكان وما أن دخلت حتى فوجئت بمن يجذبها ويحتضنها خافت قليلاً ولكنها اطمائنت ما أن عرفت إنه هو تعرف رائحته جيداً وانفاسه واضيئت الأنوار لتجد الجميع مجتمعين والفرحه تعلو وجوه الجميع وهم يهنئونها بذكرى زواجهم ، ابتسمت وأدركت سر اختفائه طوال اليوم وقد ظنت أنه ربما نسى ذكرى زواجهم ولم تشأ أن تعاتبه وكانت تخطط لاحتفال صغير بينهما عند عودته من العمل ولكن غضبها من اختفائه وقلقها عليه انسوها الأمر ، قبل وجنتيها وهو يتمنى أن تظل دائماً بين أحضانه وبقلبه
دينا بعتاب : قلقتنى عليك طول اليوم .
طارق باسماً : سامحينى يا عمرى بس لو شفتك كنت هضعف واعترف باللى بعمله .
دينا بابتسامه : ربنا يخليك ليا يا قلبى .
طارق بغموض : يلا نصف ساعه وهنتحرك .
دينا بتساؤل : هنتحرك على فين ؟
طارق بمشاكسه : مفاجأة يا عمرى واوعى تفكرى أنى هعترف أنتى عارفانى .
دينا بتذمر : يووه بقى يا طارق أنت عارف إنى مش بحب المفاجأت .
طارق ضاحكاً : عارف يا مجنونتى ، بس برضه مش هقولك وانتى عارفه .
ابتسمت له بحب وعشق يزدادا كلما مرت سنوات العمر وهما سوياً لا ترى من الدنيا سواه ولم يمر سوى قليلاً حتى وجدته يختطفها ويتحرك بعد أن ودعا كل الحاضرين وأبنائهم لتجد نفسها بطائرته الخاصه دون أن تعلم إلى أين يتجه بها ولكنها لم تهتم سوى بأنه أمام عينيها وقد اطمئنت عليه وما لبث الإرهاق أن تغلب عليها لتنام فوق كتفه دون أن تدرك وما أن وصلا لوجتهم حتى آخذ يقبل وجهها وشفتيها وهو يهمس باسمها لتفيق وتدرك إنها بين أحضانه على فراش بغرفة نوم غريبه ولكنها تذكرتها وصعقت حقاً للمفاجأه لقد عاد بها إلى الجزيرة التى قضيا بها أسعد أوقات حياتهم بعد تخلصهم بشكل كامل وكلى من لعنة أيمن وسميه وصافى ونجاتها من الموت وعودة أخواته إليه ، ابتسمت وهى تحتضنه بقوه
طارق مبتسماً لها : عرفتى إحنا فين ؟
دينا فرحه : فى جزيرة فريدى وروبيرتو ، صح ؟
طارق ضاحكاً : لسه فاكره المكان ده ؟
دينا بحب : فاكره كل لحظه فيه .
طارق بابتسامة خبيثه : طيب فاكره إحنا عملنا إيه هنا أول ما وصلنا ؟
دينا بخجل : طارق ..
طارق بحب : لسه مجنونتى بتتكسف منى .
ولم يمهلها لتجيب بل أسرع يلتهم شفتيها بعشق تام وقد أشتاق لها كعادته طوال السنوات السابقه وأبحر بها لعالمه الخاص ليذيقها الحب والعشق على طريقته التى تعشقها وتهيم بها وهو يهمس لها بحبه وعشقه الأبدى الذى لا ينتهى مهما مرت السنوات .

حبك طوق نجاتيWhere stories live. Discover now