الفصل الرابع والعشرون

4.2K 85 2
                                    

فريدى معترضاً على كلامها : لا شكر بين أفراد العائلة الواحدة يا صغيرتي .
دينا باسمه : أشكر الله أنه قد عوضنى بكم فريدى ليكون لأبنائى جد رائع مثلك وجدة جميله مثل بيلا .
سيينا باندفاع : لا تقلقى عزيزتى سيمنحك الله طفلاً آخر عوض ما فقدته وستكتمل سعادتك .
لتصدم دينا مما سمعت ويصمت الجميع بتوتر وطارق ينظر لحبيبته التى أحس بارتعاش يدها بين يديه
دينا بتخوف : طفل آخر ؟ ماذا تعنى سيينا ؟
سيينا بتوتر : اااا... لا شئ ... أعتذر ...
دينا وقد ازداد يقينها : هل كنت أحمل طفل ؟
صمت حل على الجميع ولا أحد يعلم بماذا سيرد علي تلك المسكينة التى مازالت تتلقى الصدمات
دينا ببكاء : طارق أرجوك قولى الحقيقة .
طارق وهو يحتضنها : دى إرادة ربنا يا دينا ، قولى الحمد لله يا حبيبتي .
دينا ببكاء : انا لله و انا اليه راجعون ، اللهم اجرنى خير في مصيبتى .
واشتد احتضانها لطارق ، بينما يبكى الجميع حالها ولا يقدرون على شئ سوى مواساتها
سيينا باكيه : أعتذر دينا ، لم أقصد أن أفعل ذلك .
دينا ببكاء : لا بأس سيينا انتى لم تكونى السبب لقد أراد الله أن يسترد هديته لنا .
خرج الجميع ليتركوا لها المجال لتبكى بين أحضان  حبيبها على ابنهم الذى فقدوه نتيجة الغدر
طارق مهدئاً : أهدى يا حبيبتي انتى لسه تعبانه .
دينا ببكاء : ابننا ذنبه إيه يا طارق ؟
طارق مواسياً : دى إرادة ربنا يا دينا أنه يفدى حياتى وحياتك بيه ، لسه ربنا مش رايد أنه يكون لينا أولاد دلوقتي يا حبيبتي .
دينا باكيه : يارب راضيه بقضائك ، يارب عوض علينا.
أخذ طارق يهمس بأذنها بآيات من القرآن لتهدأ بين أحضانه وتستسلم للنوم فوضعها على الفراش وخرج ليجد الجميع مازال منتظراً بالخارج
سيينا بتوتر شديد : أعتذر بشده طارق ، أقسم أننى لم أنتبه لما قلت إلا بعد فوات الأوان .
طارق بهدوء : لا بأس سيينا ، كانت ستعلم آجلاً أم عاجلاً ، وأظن أن الآن أفضل من أى وقت لاحق .
روبيرتو بتساؤل : هل هى بخير ؟
طارق موضحاً : لقد نامت الآن بعد أن بكت لبعض الوقت .
مازن بتساؤل : هل نبدأ البحث عن طبيب نفسي لمساعدتها ؟
طارق بتفكير : لا أعتقد إنها ستحتاجه ، دينا علاجها فى البعد عن كل هذا والصلاة وقرآة القرآن وستتقبل الأمر بأذن الله .
فارس مشككاً : هل تعتقد أن الأمر سيكون سهلاً عليها ؟
روبيرتو مؤكداً : دينا شخصية قوية للغاية ، قد يكون الأمر صعباً عليها ولكنها ستتخطاه خاصة مع دعمك لها ومساندة الجميع لكما لتخطى هذه المحنه .
بيلا مؤكده : بالتأكيد سنكون جميعاً بجوارها لندعمها.
فريدى موضحاً ومؤكداً : ستحتاج للصبر عليها كثيراً طارق ، سيكون تقبلها للأمر مؤلماً لها .
طارق بتوتر : أخاف أن تلومنى على فقدان الطفل .
جنا بحده : هل جننت ؟ ما ذنبك أنت فهى من ألقت بنفسها لتنقذك ، هذا بسبب حبها لك .
حلا بتأكيد : لم أرى إمرأة تحب رجلاً كما تحبك دينا.
فارس بمزاح : يا الله ألم ترى كيف أوشكت أن تلتهم صافي حيه وهى تدعوك للسهر معها ؟
مازن مشجعاً : لا تفكر هكذا يا صديقى فأنت تعلم كم تحبك .
بيلا مؤكده : عزيزى لو خيرت دينا بينك وبين الدنيا كلها ستضحى بكل شئ من أجلك ، أنت فقط حبيبها وكل حياتها ، لا تخف واحتضن ألمها ومعا ستعوضان الأمر .
طارق بأمل : أتمني فقط أن تتخطي الأمر ، لا يهمني شيء سوى سعادتها ولا أرغب سوى بوجودها معي .
فارس مقترحاً : لما لا تصطحبها لأى مكان للتغيير .
نهي موافقه : أعتقد أن كلاكما بحاجه للابتعاد وتغيير الجو .
طارق مفكراً : أفكر في السفر لمكان هادئ كهاواى أو جزر المالديف .
روبيرتو معترضاً : يا رجل كيف ذلك ، أنسيت أنها لا تحب البحر وتخاف منه ؟
طارق بغيظ : لا تذكرني بهذا .
روبيرتو ضاحكاً : يا الهى ، امازلت تغار ؟
طارق بعصبيه: وسأظل أغار حتى آخر عمرى .
بيلا وقد ورد بعقلها فكره : أعتقد أنك تحتاج لمكان به بحر لتستغل خوفها من البحر وتقترب منها .
طارق بتساؤل : ماذا تعني ؟
بيلا بخبث : سأخبرك عزيزي .
بعد إستعادة دينا وعيها وتلقيها صدمة فقدان الجنين الذى لم تعرف بوجوده استيقظت لتتخذ من أحضان طارق ملجأ لها تشفى جراحها وجراحه وتحدثه بكل ما يخطر علي بالها وتسأله عن حياته وعن طفولته وذكرياته عن والدته وأبيه وما لبثت أن تسألت عن ما حدث مع مثلث الشر
دينا بهمس : طارق .
طارق : ممممم .
دينا بتساؤل : هو أنت عملت إيه مع سميه وأيمن وصافي ؟
طارق مسيطراً على غضبه : متشغليش بالك بيهم .
دينا تعرف تهربه منها : بطل تهرب منى ، من فضلك قولي حصل إيه ؟
طارق بتنهيده : لسه مفيش جديد ، بصفى حسابى معاهم واحده واحده .
دينا بقلق : أنت لسه مبلغتش البوليس ؟
طارق ببرود شديد : الحكايه مش محتاجه بوليس ، أنا هخلص الموضوع .
دينا بحده : إيه اللى أنت بتقوله ده ؟ هتبقى قاتل بسببهم ولا إيه ؟
طارق وقد أبتعد عنها : دينا ، من فضلك بلاش أنك تتدخلي فى الموضوع ده .
دينا غاضبه : لا هتدخل  وهتسمع كلامى يا طارق ، من بكره تبلغ عنهم وتسلم الأوراق والتسجيلات اللى معاك للشرطه وتسيبهم يتحاسبوا بالقانون .
ليثور عليها : أى قانون ده اللى بتتكلمى عنه ، انتى متعرفيش حاجه ....
دينا مقاطعه : لا عارفه كل حاجه ، طنط ليلي حكت لى كل حاجه ، ومازن قاللى اللى عملتوه فيهم ومش موافقه على تصرفاتك ومصره على رأيى ، لازم تسلم كل حاجه للشرطة .
طارق بحده : انتى بتقولي كده علشان ده محصلش معاكى ولا مع أهلك .
دينا بصدمه : أنت شايف كده ؟
طارق : ........
دينا بهدوء : تمام ، من فضلك أخرج بره عايزه أنام .
طارق بحده : انتى بتطردينى علشان دول ؟
دينا بغضب : لا بطردك علشان أنا مش حاسه بيك ، أخرج لو سمحت ومش عايزه أشوفك تاني .
خرج طارق من الغرفة فى قمة غضبه واستيائه مما حدث ، يلوم نفسه علي ما قاله لها ويلومها على ما قالته له ويكاد يجن لأبتعادها عنه بهذه الطريقة ، ليمسك بهاتفه ويحادث فارس
طارق بغضب : أنت فين ؟
فارس مستغرباً : في البيت يا ابنى ، فى حاجه ؟
طارق بعصبيه : عايزك تروح تجيب جنا علشان تيجى تبات مع دينا النهارده .
فارس بقلق : هو أنت تعبان ولا إيه ؟
طارق غاضباً : لا تعبان ولا نيله .
فارس متعجباً : أمال هتسيب دينا لوحدها ازاى ؟
طارق بحده : خلص يا فارس ، هتروح تجيبها ولا اكلم مازن ؟
فارس بغيظ : مازن مين يا ابنى أنت اللى يجيب خطيبتى ، أنا هروح اجيبها ومسافة السكه وأكون عندك .
أغلق هاتفه وجلس أمام الغرفة ينتظرهم وهو يزداد جنونه وغضبه ولا يدري هل هو المخطئ أم إنها لم تقدر حالته وما مر به وكيف تغضب عليه بهذا الشكل وتطرده وتبعده عنها بهذه الصورة ومر الوقت ليجد جنا تتجه نحوه مسرعه يعلو وجهها القلق والتوتر
جنا بتوتر : فى أيه يا أبيه طمنى ، أنت بخير ؟
طارق بهدوء : أيوه بخير متقلقيش .
جنا بتعجب : أمال ازاى عايز تسيب دينا وتروح ؟
طارق بغضب : الهانم مش عايزانى .
جنا بعدم استيعاب : هانم مين اللى مش عايزاك .
فارس متعجباً : أنت بتقول إيه بس يا نسر ؟ أهدأ كده وفهمنا إيه اللى حصل ؟ انتوا اتخانقتوا ؟
جلس طارق ليزفر بقوة وأخذ يقص عليهم كل ما دار بينه وبينها من نقاش وكيف أنتهي الأمر ، لينظر كلاً منهما للآخر ويتحدث فارس
فارس بهدوء : أنت غلطان يا صاحبى .
طارق بحده : أنا غلطان ، ليه بقى ان شاء الله علشان مش عايز اسيب حق امى واخواتى .
فارس بهدوء : لا طبعاً ، غلطان علشان مش مقدر إنها بتقول كده من خوفها وقلقها عليك ، وغلطان لما قلت لها إنها مش حاسه بيك لأنهم أهلك مش أهلها ...
جنا مقاطعه : حتى لو قال الكلام ده برضه مكانش المفروض تطرده ولازم تقدر اللى هو فيه .
فارس بغضب : انتى متعرفيش دينا استحملت من اخوكى إيه ؟ وهو عارف إنها اكتر واحده فى الدنيا بتحس بيه وبوجعه من غير حتى ما يتكلم .
طارق بعصبيه : معرفش أنا قلت كده ازاى . بس فعلاً مقدرتش أمسك نفسى واعصابي فلتت غصب عني .
جنا بحده : أنت معملتش غلطه كبيره علشان خاطر كل ده .
فارس وهو ينظر لها غاضباً : معلش يا صاحبي أنا هرجع أختك البيت وهكلم نهي تيجى تبات مع دينا لأن واضح أنه كالعاده مينفعش نعتمد على جنا هانم .
جنا بحده : يا سلام كل ده علشان خاطرها .
فارس بحده : لا علشان انتى كعادتك دايماً بتهاجمي وخلاص ، أحب افكرك إنك سيبتى البلد وهربتى لمجرد أن مكانش عاجبك حماية طارق ليكى ، لكن دينا شافت من طارق كتير أوى وفضلت جنبه ويوم ما بعدت كان علشان تحميه .
جنا غاضبه : ياه أنت شايفني وحشه أوى كده .
فارس ببرود : لا أنا شايفك انانيه أوى كده .
طارق بغضب : خلاص مش وقت خناقك أنت وهى ، اتفضلى روحي وأنا هتصرف .
جنا بغضب : أعمل اللى انت عايزه .
وانصرفت غاضبه ليلحق بها فارس وهو مغتاظ من طريقتها وصغر عقلها ، ليتأفف طارق وهو يفكر بكلام صديقه وتصرفات أخته ويتخذ قراره فيعود للداخل إلى غرفة حبيبته الغاضبه ، وما أن دخل حتي رأى دموعها تغطى وجنتيها فأسرع إليها ليمسح دموعها ويقبل جبهتها فأدارت له ظهرها ليتنهد بقوة ويرقد بجوارها ويحتضنها من الخلف وهو يربت على رأسها
طارق بهمس : أنا آسف حقك عليا .
دينا : .........
طارق : سامحيني مقدرتش أمسك نفسى واتعصبت وزعلتك كالعادة ، بس غصب عني .
دينا : ............
طارق بهمس : ارجوكي يا دينا بلاش عياط ، دموعك بتقتلنى .
دينا : ..........
أدرك أن محبوبته قد قررت أن تعاقبه بصمتها
طارق برجاء : ارجوكي بلاش سكوتك بيعذبنى اكتر من الكلام ، اتعصبي عليا وزعقى واعملى اللى انتى عايزاه بس بلاش عقاب الصمت ده .
لتلتزم بالصمت التام والذى أستمر لعدة أيام تاليه فقد زارها العديد من الأصدقاء والتزمت بالصمت التام فى حضوره كما تجنبت تماماً النظر إليه إلا نادراً مما زاد من جنونه وغضبه وقد حاول الجميع التوسط بينهم ولكنها رفضت الحديث عن الأمر ورغم استفزاز جنا المستمر لها بالكلام ولكنها لم تهتم بها وامتنعت أيضاً عن الحديث معها أو الإهتمام بما تفعله أو تقوله فقد أدركت إنها فتاة غير عاقله أو مسؤوله عن أى من تصرفاتها ، حتي جاء مازن إليها واخبرها أن طارق قد قام بتسليم سميه وأيمن وصافي للشرطة كما سلمهم كل المستندات والتسجيلات التى تثبت تورطهم بكل الجرائم فشعرت بالسعادة لإبتعاد حبيبها عن طريق الانتقام ودعت الله أن يهديه إلى طريقه ويحفظه ويبعد عنه شر من حوله .
مرت عدة أيام أخرى أمتنع خلالها طارق عن الحضور للمستشفي لرؤيتها فظنت أنه قد أستمع لكلمات أخته جنا وأنه قد أبتعد عنها فملأ قلبها الحزن وطلبت من بيلا أن تساعدها لتغادر المستشفى وتعود للمنزل وقد إتخذت قرارها بالسفر والإبتعاد للأبد فقد اطمئنت الآن عليه وهو من أختار البعد وفوجئت به يدخل من باب غرفة المستشفى بعد أن كانت قد انتهت من ارتداء ملابسها وإعدادها لحقيبتها بانتظار مجئ بيلا ليفاجأ هو الآخر بها تغادر دون علمه ...
طارق بتوتر : انتى رايحه فين ؟
دينا بنظرة عتاب : خارجه على البيت .
طارق بحذر من نظرتها : محدش بلغني أنك خارجه النهارده علشان اجى اخدك .
دينا بوجع : مفيش داعى تتعب نفسك ، بيلا موجوده وجايه تاخدنى .
طارق بقلق متزايد : بيلا !!!
دينا بهدوء : أيوه هخرج لعندها لحد ما أسافر .
طارق بغضب : تسافرى فين ؟
دينا بعصبيه : مش مهم متشغلش بالك بيا .
طارق بحده : انتى بتقولى إيه ؟
دينا غاضبه : بقولك متضيعش وقتك واتفضل أرجع مكان ما كنت ومتقلقش أنا بعرف أتصرف لوحدي .
أدرك الآن سر غضبها ولعن نفسه وغبائه فقد انشغل عنها بالعمل المتراكم ولم يفسر لها فظنت أنه أبتعد عنها ، يا له من غبي
طارق بهدوء : طيب يلا نروح البيت وبعدين نبقي نتكلم براحتنا .
دينا بعصبيه : قلت لك متشغلش بالك بيا ، اتفضل روح أنت وأنا مش محتاجه مساعده .
أدرك إنها لن تستمع إلى تفسيره لها فهي الآن غاضبه للغايه منه فتحرك إليها ليحملها بين يديه ، فوجئت به وحاولت أن تجبره على إنزالها ولكنه أبى وتمسك بها وعينيه لا تفارق عينيها
طارق محذراً : متحاوليش .
ثم انطلق بها نزولاً إلى مكان وقوف سيارته وقد تبعتهم إحدى الممرضات تحمل حقيبة الملابس وسط نظرات الإعجاب من البعض والحسد والغيرة من البعض الآخر ووضعها بالسيارة ليقودها وقد تمسكت بصمتها طول الطريق وما أن وصل إلى القصر حتى أسرع ليحملها بين يديه من جديد ويصعد بها إلى جناحهم دون أن يتوقف للرد على أى شخص أو يفسر لهم ما يحدث وما أن وصل إلى جناحهم حتى أنزلها بالفراش ثم أتجه للباب لإغلاقه بالمفتاح وعاد إليها ليجدها قد نهضت مغادره الفراش وهى غاضبه وقبل أن تثور بوجهه كعادتها أسرع يحتضنها ليبثها حبه واشواقه وغرامه ويلتهم شفتيها بشغف وبلا توقف حتى أدرك ضرباتها على صدره طلباً للهواء فترك شفتيها وأسند جبهته على جبهتها ليهمس بحبه لها ويعود ليقبل شفتيها من جديد وينتقل إلى رقبتها وهو يجردها بسرعه من ملابسها ويتجرد هو الآخر من ملابسه ليسحبها معه إلى بحور عشقه وغرامه لها ويبتعد بها عن كل شئ ويعوض حرمانه منها طيلة أسابيع وما أن وصلا إلى شاطئ غرامهم فاحتضنها وهو يقبل وجنتيها وشفتيها
طارق : كنتي وحشانى أوى أوى يا مجنونتى .
دينا بدموع : أنت بعدت عنى وأنا افتكرتك ....
طارق مقاطعاً : مش بقولك مجنونه ، تفتكرى أنا أقدر أبعد عنك ؟
دينا بدموع : أنت قدرت .
طارق وهو يقبل عينيها : سامحيني الدنيا كانت زى الزفت فى الشغل وكان لازم أعمل كل حاجه بايدى وخصوصاً علشان أقدر أخد اجازة .
دينا بتساؤل : اجازة ؟
طارق مبتسماً : هقولك يا ستي أصل أنا ناوى اخطف حبيبتي المجنونه و نهرب بعيد لوحدنا .
دينا باسمه : هنروح فين ؟
طارق بحنان : لا دى مفاجأة مش هقولك عليها .
دينا بغضب : يوووه بقي مش بحب المفاجأت على فكره بقى .
طارق ضاحكاً : لا متقلقيش أنا متأكد إنك هتحبى مفاجأتي ، وبعدين انتى أصلاً لسه هتتعاقبى .
دينا بأستغراب : هتعاقب على إيه ؟
طارق بجدية : على أنك فكرتي تبعدى عنى تاني وتسافرى وتسيبيني .
دينا بتوتر : أنت اللى بعدت عني وأنا فكرتك مش عايز تبقي معايا .
طارق : ودى كمان هتتعاقبي عليها ، انتى ازاى ممكن تفتكرى أنى اقدر أعيش من غيرك ، يا دينا أنا اتعلمت أسامح علشان خاطرك ، أنا مش بحبك أنا بتنفسك .
ابتسمت له دينا بسعاده ليعود ويجذبها إليه من جديد ليعاقبها بطريقته الخاصة ...
كانت تجلس بالطائرة إلى جواره مغمضة العينين فقد رفض تماماً أخبارها بوجهتهم ، وعادت بذاكرتها للأيام السابقة لقد كان الجميع بجوارها يشجعونها يمنحونها الحب بلا مقابل ، تذكرت نظرات حبيبها ولمسات حبه والقبلات التى كان يختطفها كلما استطاع وتذكرت كذلك جنونه الذى طال كل طبيب أقترب من غرفتها وإصراره علي أن تتابعها طبيبة بعد اضطرار طبيبها المسن للسفر لمؤتمر بالخارج كما تتذكر ثورتها عليه عندما وجدت الطبيبة الشابه تبتسم له وهى تغازله بعينيها وابتسامته المشاكسه لها فرحاً بغيرتها عليه ليعلو وجهها الابتسامه ويراها
طارق بهمس : وحشتيني .
دينا باسمه : وأنت كمان يا حبيبي وحشتنى ، مش هتقولى رايحين فين ؟
طارق مبتسماً : اصبرى شويه وبلاش الفضول ده .
دينا بتذمر : بقى كده ، اوك خلاص بطل كلام شويه وسيبنى أنام .
واغمضت عينيها من جديد لتزداد ابتسامته ويحمد الله الذى أعاد إليه حبيبته وحفظها من الموت وها هى قد عادت لتشاكسه من جديد ، ويتذكر كيف عالجت جراحه وتغلبت علي شيطانه وانقذته من الوقوع ضحية للغضب والانتقام ويقسم بينه وبين نفسه أن يعوضها عن كل شئ ويملأ حياتها بالحب والحنان والعطف ويحتويها دائماً وألا يسمح بتكرار ابتعادهم عن بعضهم البعض مهما حدث ..

هل انتهى الصراع أخيرا وحل موسم الحب ؟

هل تستحق جنا حب فارس لها ؟

هل يكون هناك ما يعكر صفو الحياة بين النسر ومجنونته الثائرة ؟

هل تستمر علاقة جنا وفارس ؟

حبك طوق نجاتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن