الفصل الثلاثون والأخير

7.6K 230 78
                                    

لا تمنح قلبك لمن لا يُقدر قربك

لا تتعجب إذا بحثت عن قلبك ولم تجده

وبحثت عن مشاعرك وأحلامك فلم تجدهما

ثم اكتشفت أن السارق هو من أصبح أقرب الناس إليك.

سارق قدمت له الفرصة على طبق من ذهب واستغلها بأروع الطرق، وعندما التفت وجدته يعصر قلبك بقبضتيه يرسم ابتسامة ساخرة كمن يتشفى بك

ثواني مرت عليهما كالدهر!

لم تتخيل أن يوم اعترافه بحبه لها ودق قلبها دفوف السعادة متقبلًا هذا العشق يكون كل هذا كذب!

كل هذا فقط استغلال لها في طريق انتقامه من مازن!

شعرت أنها كمن كانت تطير في سماء السعادة منذ لحظات ولكن هناك يد امتدت وأسقطتها لسابع أرض!

كانت آتية تعطيه كنزته بعدما استفاقت من ثورة مشاعرها التي أججها باعترافه وقبلته، فصدمها حديثه مع مازن وسقطت كلمته بأنها زوجته على رأسها كالمطرقة!

زوجته؟

كيف حدث؟

كيف تزوجته ومتى؟

أهكذا استطاع إخراجها من البلاد بسهولة؟

تساؤلات واستفسارات حلقت كالطير فوق رأسها وظهرت جليًا في نظراتها المتسمرة عليه تترجى إجابة واضحة.

لم تهرب، لم تختفِ من أمامه بل اقتربت بتأني تنحني قليلًا في سيرها تضع الكنزة فوق الفراش ولم تقطع التواصل البصري معه حتى وقفت أمامه تحيل عينها بين عينيه الثابتة، الغامضة، التي لم تفلح يومًا في قرائتها وتفسيرها تهمس بصوت ظهر ثابتًا لكن يخفي تذبذبًا وتوترًا كبيرين:

- "أنت كنت واخدني وسيلة عشان تأذي مازن؟

خطفتني وجبتني هنا بس عشان تحرق قلبه؟

وكمان تكذب عليه وتقوله إني مراتك!

أنت إزاي كده؟"

- "مكذبتش عليه في حاجة"

جملة ثابتة، واثقة قطعت الشك باليقين عندها، فرمقته بحاجبين معقودين بدهشة وجبين متغضن بتساؤل حذر ترجمه صوتها المهزوز الخافت:

- "مكذبتش في إيه بالضبط؟"

اقترب خطوة واحدة كانت كفيلة لالتصاقه بها، انحنى برأسه حتى لامست جبهته خاصتها فلفحت أنفاسه الحاملة لتوتره من ردة فعلها وجراء الحقائق التي أصبح متيقن أنه حان وقت كشفها:

- "مكذبتش في إنك مراتي"

رفرفت بأهدابها عدة مرات تحاول استيعاب ما نطق به للتو لكنها لم تفلح، ابتعدت خطوة للخلف تهز رأسها بنفي تحك جبهتها بتوتر تدور حول نفسها متخصرة تهزي بكلمات غير مرتبة تعارض ما نطق به يتخلل صوتها ضحكات مهتزّة:

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now