الفصل الحادي والعشرون

3.9K 140 1
                                    

حبيبتي البراءة في روعتها

الجمال في سحره

سمو الحب بعطره الشدي

طاغية الجمال أنتِ سيدتي

وسهمًا من سهام إبليس اللعين

فتنة تمشي على قدمين

وخطر محدق بالرجال أيان سرتي

يسارًا أو يمين

****

انتهى الحفل بعد مدة طويلة، وودعا الجميع قبل أن يصعدا إلى غرفتهما في الطابق الثالث من قصره والذي خصصه بالكامل له ولزوجته كما طلبت في السابق وكما كان يخطط هو.

الهدوء كسى المكان ولا يُسمع إلا تسارع دقات قلبيهما كأنهن في مارثون تريد كل منهن إثبات قوتها وسرعتها.. توتر وقلق طبيعيان انتابا هدير، نعم هذه ليست المرة التي يغلق عليهما باب واحد بمفردهما لقد مكثت أيامًا لا تستطيع النوم إلا بأحضانه.

لكن هذه المرة مختلفة.. هي زوجته واليوم زفافهما.

أما عنه لا يستطيع وصف شعوره.. كالرحّال وسط بحر الصحراء وفجأة وجد واحة خضراء يتوسطها بحيرة عذبة فهرول إليها ليجدها هي ملكة الواحة التي روت ظمأه.

دقاته تتسارع من فرط أشواقه..

سابقًا وعلى الرغم أنها كانت بقربه لا يستطيع تعدي الحدود والإقبال على فعل شيء، لكن الآن من حقه فعل أيًا ما يريده.

شعر بتوترها فتقدم منها يضغط بلطف على كتفيها بحنان من الخلف يقبل رأسها، فشعر برعشة جسدها أسفل كفيه فابتسم بحب وطلب منها أن تبدل ملابسها كي يبدآ معًا حياتهما بركعتين.

كمن صدقت قوله وأمسكت ذيل فستانها تهرول نحو المرحاض تغلق الباب خلفها.

استندت على الباب أنفاسها ترتفع بعنفوان بحر هائج ترتفع أمواجه بسبب زلزال نبضاتها، تنظر للحمام الواسع من حولها بحجم غرفة كاملة كبيرة للغاية، يغلب عليه اللونين الأبيض والذهبي ومرايا تحيط بأغلب الأماكن وكل شيء له مكانه المخصص، حاجياتها الخاصة، فرشاة أسنانها، مستحضرات شعرها في مكان خاص، وكذلك هو في مكان متخصص.

تقدمت نحو المرآة تنظر لوجهها الذي احتقن بدماء التوتر تحاول بث طمأنة نفسها

- "مفيش حاجة تقلق يا هدير، ده مازن فـ ليه التوتر ده اهدي"

نظرت خلفها لمكان تعليق الثياب على الحائط، وجدت رداء نوم باللون الأبيض قصير للغاية جهزته لها والدتها فوقه روب شفاف يزين أطرافه فرو أبيض، تدعو لوالدتها بالخير من بين أسنانها على اختياراتها وظلت وقت طويل تقنع نفسها أن ترتديه لكن خجلها تمكن منها.

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now