الفصل الثاني والعشرون

4.2K 155 3
                                    

معشوقتي..

هي الورد التي ترطبه قطرات الندى

قمرٌ يتهادى في ليالي الصيف فيضيء المدى

هي الأحلام الطفولية وهدية الأرض من رب السماء

معشوقتي لها سحر يسلب القلوب.

بخطوات حسيسة، وأنفاس مكتومة لا تُصدر أي صوت اقترب من الورشة الزجاجية القابعة خلف القصر ملك لها وحدها، لا أحد يدلف إلى هنا دون أذنها.

بالنسبة لها كالعيادة النفسية، ولوحاتها هن طبيبها الوحيد.

سأل والدتها عنها فأخبرته أنها هنا، دلف بخفة وأغلق الباب ببطء حتى لا تنتبه، حال بنظراته فوجدها جالسة أمام لوحة ترتدي فستان باللون الأصفر ذا حمالتين عريضتين، خصلاتها تهبط على ظهرها بسلاسة، تهتز بحركات راقصة على أنغام سماعات الأذن التي تضعها.

استند بظهره بجانب الباب، مكتفًا يده أمام صدره يتأملها..

كزهرة عباد الشمس الشامخة التي تجذب الأنظار بلونها المشرق!!

بل هي كالشمس تجلس كالملكة وتتوجه نحوها زهور العباد والأنظار كلها!!

ابتسم بعشق واقترب منها حتى وقف خلفها منحنيًا قليلًا بجانب وجهها، يرفع أنامله يجذب السماعات من أذنها طابعًا قبلة فوق وجنتها الوردية فكانت كملمس بتلات الورد فوقها، أغمضت لها عينها بابتسامة عاشقة واحتقن الدم أسفل شفتيه بخجل ليهمس متعجبًا:

"متخضتيش!!"

هزت رأسها بنفي ومالت للأمام تلون سماء رسمتها باللون الأزرق وقالت:

"شكلك نسيت إن الورشة كلها إزاز ومرايات، من أول ما دخلت وأنا لمحت طيفك بس محبتش أحبط محاولاتك لمفاجأتي"

قهقه بمرح وهو يقف بجانبها ثم أحاط خصرها يحملها ثم جلس مكانها وأجلسها على قدميه، فتطلعت إليه بصدمة قبل أن تضحك هاتفة بدلال محبب:

"كده مش هعرف أكمل الرسمة يا رامز"

لامس أرنبة أنفها بأنفه فهزت رأسها برعشة سارت في جسدها ضاحكة وقال:

"عادي كمليها وأنتِ كده، متحلميش إني هسيبك من بين إيديا"

همس بجملته الأخيرة وكأنه يقطع الوعد لها بأنها ستكون ملكه للأبد، لن يتخلى عنها ولن يتركها طوال العمر.. فابتسمت له بحب واستندت بجبهتها على خاصته هامسة:

"مش عاوزاك تسيبني"

يحبها جدًا، ويرفض من نار حبها أن يستقيل!

دار بنظره في المكان فلاحظ لوحة في زاوية بعيدة بالورشة يخفيها قماش أبيض جذبت انتباهه بقوة فطالع أسماء بتساؤل عنها، ابتسمت ونهضت تجذب ذراعه وتوجهت نحوها.

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now