الفصل السادس عشر

5.2K 161 5
                                    

لا تحبني لأنني مرحة أو لأنني رائعة

أو لأن أفكاري تعجبك وذوقي بالثياب يجذبك!

أو لأن ملامحي جميلة وشخصيتي عميقة

حبّني بالسوء الذي أكرهه وعيوبي التي أخفيها عن الجميع

أريدك أن تشعرني بالراحة بمجرد وجودك

أشعر بالأمان بالنظر في عينيك

أن تحب خوفي الذي لا يطيقه أحد

ومزاجيتي التي ترعب الجميع .

مرت الأيام تباعًا وقد شفيت جراح مازن كاملةً وسط اهتمام من والدته وهدير التي بالرغم من كل ما حدث آثرته على نفسها وانتصر قلبها على غضبها فشاركته أيام مرضه حتى أصبحت صحته على ما يرام.

استغل هذه الأيام في محو أي أثر للغضب أو الثورة التي كانت تعبث بداخلها نحوه!

فُكت جبيرته، وشُفي جرح رأسه، ونزع رباط كتفه إلا من ضمادة بسيطة ملتفة حول الباقي من جرحه حتى يكتمل شفاؤه .

وفي أحد الأيام..

كانت هدير في مكتبها تتابع مقالها الجديد التي ترتب له ومنتظرة النسخة المطبوعة من العدد الأول لمقالها الذي كتبته عن فساد العقارات .

- "هديــــر"

هتف بها محمد الذي دخل فجأة بدون طرق باب، أو جذب انتباهها، جعلها تغص في قهوتها فسعلت بشدة حتى احتقن وجهها فأصبح كالبندورة.

طالعته بنظرات مشتعلة تكاد تفتك به، واضعة قبضتها على فمها تحاول الحد من السعال، وما يزيد سخطها النظرة البلهاء التي يطالعها بها ممسكًا بكوب ماء يناوله لها .

شربت نصفه وألقت البقية في وجهه بغيظ هاتفة:

- "قولت لك للمرة اللي مش فاكرة الكام متدخلش عليا داخلة البوليس دي يا محمد.. هتموتني وربنا في مرة منهم"

- "العاشرة"

قالها بهدوء فطالعته بتعجب متساءل فاستطرد قائلًا ببلاهة:

- "دي المرة العاشرة اللي تقولي لي فيها كده"

طالعته بصمت مبهم، تضيق عينيها مثبتة نظراته عليه، ثم تنفست بعمق ومدت ذراعيها نحو الباب مشيرة له بسبابتها قائلة بهدوء مميت:

- "اطلع برا يا محمد، ويستحسن مش عاوزة أشوفك طول اليوم"

دلفت منار في تلك اللحظة فرأت هيئتهما هذه، استحالت نظراتها بينهما فزفرت بيأس فقد علمت أن محمد فعل إحدى أفعاله التي تثير الغيظ، وضعت الأوراق على مكتبها وارتمت على كرسيها:

- "خير يا محمد عملت لها إيه تاني؟"

نظر لها بصمت ثم رفع كتفيه بلامبالاة رافعًا كفه الممسك بالجريدة يناولها لهدير:

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن