الفصل الثامن عشر

4.9K 167 1
                                    

الانكسار حزن كلهيب الشمس

تجيبه العيون بنثر مائها تطفئ لهيب الذكريات

لسانه الدموع

حديثه الصمت

ونظره يجوب السماء .

كالحب تعجز الحروف عن وصفه

كالعين الجارية التي بعدما أخضرّ محيطها نضبت

قابعة بين يده لا يفصلها عما يريد فعله بها سوى رحمة الله بإرسال تميمة إنقاذ لها، صرخت بكل ما يعتمر قلبها من رعب وقلق علّ صوتها يصل لهؤلاء الحراس الموكلين لحمايتها لكن لا رد!!

قبضتها تدفع كتفيه عنها، رأسها يتحرك في كل الاتجاهات بعيدًا عن مرمى شفتيه، دموعها ترسم أنهارًا على وجنتيها المحتقنة بالدماء، بين كل نفس والآخر شهقة تخرج من طيات جوفها المحترق تفتح بها مسار الهواء للتنفس حتى لا تختنق.

يراقبها بتشفي وجمود، دفعها وتحركها لم يؤثرا به بل ظل مثبتًا إياها ملتصقًا بها، منتشيًا بما يراه من ضعف ورعب أثاره بداخلها، يشبع عينيه وروحه من تفتت قوتها التي كانت تثير غيظه وحنقه بها.

ضحك بجنون ممسكًا برسغيها خلف ظهرها يسيطر على حركتها بين يديه، يقترب بأنفه من وجنتها حتى اختلطت أنفاسهما مما أثار رغبة التقيؤ بداخلها، يهمس أمام شفتيها بتشفي:

- "كمان.. اصرخي كمان وبأعلى صوت عندك، محدش هيجي لك، محدش هينقذك مني"

لم تستمع له، لم تسمع أي كلمة مما قالها بل ظلت شفتيها تتحرك باسم مازن حتى لو لم يخرج صوتها.

صدح هاتفها الملقى بجانب قدمها باسمه، فنظر لها بابتسامة قبل أن يعيد النظر إليها:

- "شكله سمعك وأنتِ بتنادي عليه، خلينا نطمنه"

أحاط خصرها بذراعه وانحنى يرفع الهاتف يدقق في اسمه وصورته التي تضعها، قَبَل المكالمة وفتح مكبر الصوت ليصلهما صوته

- " هدير ...!!"

لم يصله أي إجابة، لم تستطع أن تخرج صوتها، حاولت ولم تفلح..

وصلها صوته باسمها مرة أخرى ليجيبه كريم هذه المرة:

- "بصراحة هدير مش هتقدر ترد عليك ولا على أي حد، بس أنا حبيت أطمنك"

صدمة حلّت على رأس مازن عندما تعرف على صوته!

كان في اجتماع خاص برفقة مالك العمار للاتفاق عما تبقى بالعقود الخاصة بشركته، لكنه شعر أنه بحاجة إلى سماع صوتها، يريد الاطمئنان عليها، يشعر بحاجتها له فاستأذن قليلاً ليتصل بها منتظرًا صوتها الذي يصله ككل مرة، لكن كريم هو من أجاب؟

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now