الفصل التاسع عشر

6.5K 177 5
                                    

ما زالت الجراح في قلبي تنزف

حتى كادت تتعفن من كثرة الدماء!

جراح أبكتني حتى جفّت دمعاتي

فأطفأت رغبتي في كل شيء .

مرت بضعة أيام على الحادثة التي تعرضت لها، لم تخرج من غرفته بل لم يسمح لها بالخروج من الأساس خوفًا عليها حتى تتعافى جسديًا على الأقل .

هيأ لها الجو المناسب كي تتحسن، ساير رغبتها في كل شيء تريده حتى في عدم رغبتها بالطعام إلى أن تخبره بنفسها أنها جائعة وهو عالم في قرارة نفسه أنها تأكل فقط حتى لا يجبرها .

جالسة تضم جسدها بذراعيها ترتدي كنزة زرقاء خفيفة بأكمام طويلة ورقبة عالية حتى تخفي كدماتهما، على الرغم من قربهم من الشفاء لكن مازال أثرهم موجود يذكرها بما مرت به، ترفع خصلاتها كذيل حصان للأعلى يهبط حتى وصل لمنتصف ظهرها، تنهدت بعمق تمسد ذراعيها تغمض عينيها مستقبلة النسمة الربيعية التي لفحت وجهها كقبلة حنونة طبعتها الرياح على وجنتها لتواسيها .

أغمضت تريد الانفراد بتلك اللحظة ولا يوجد معها أحد، مكان هادئ.. نسمات الربيع ترافقها.. لا ضغوط، لا أشخاص، لا عمل، لا شيء على الإطلاق.. لكن كيف السبيل؟!

مرت عدة دقائق عليها مغمضة العين حتى انتفضت على يد وضعت فوق كتفها فشهقت قافزة من موضعها تضع يدها على قلبها من الذعر، تنظر لذلك الشخص فكان مازن الذي اضطرب لذعرها واقترب يكور وجهها بين كفيه ممسدًا على وجنتيها باطمئنان

- " متخافيش ده أنا!"

رويدًا رويدًا لاحظ عودة الدماء إلى وجهها من جديد، والهدوء ينتشر على ملامحها الرقيقة فابتسم وعاد خطوة للخلف يعطيها مساحتها تستعيد اتزانها بالكامل

- " مزهقتيش من جو الأوضة الممل ده؟"

التردد تسلل إلى نظراتها، يدها بدأت تفركها أمامها فأكمل بأسلوب مرح يمد يده إلى كفها يحتضنه ويحيط كتفيها بالذراع الآخر

- " تعالي ننزل، نادر تحت وحابب يطمن عليكِ وكمان نفضي الأوضة للشغالين ينظفوها ويجددوا هواها"

سارت معه بتيه ولم تتحدث بشيء، فكان هذا بمحل إنجاز كبير له أنها لم ترفض كالأيام السابقة، كانت ترفض بشدة الخروج، التحدث مع أحد ومقابلة من يريد الاطمئنان عليها سوى منار .

هبطا للأسفل حيث نادر و أسماء في انتظارهما بغرفة المعيشة والذي نهض مجرد أن رآها فاقترب منها مبتسمًا

- " الحمد لله على السلامة يا دودو، طمنيني عليكِ"

وقبل أن يصل إليها عادت خطوة للخلف منكمشة في أحضان مازن، تلتصق بظهرها على صدره محاوِلة رسم ابتسامة صغيرة على ثغرها وخرج صوتها متردد

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now