الفصل الثامن والتاسع والعشرون

3.5K 144 0
                                    

الحب ليس كلمات تؤخذ من الأغاني

ليس حجارة لبناء قصر من الأوهام

بل هو قلب مملوء بالخوف عليك، يمنحك الابتسامة عندما تصفعك قساوة الدنيا

نظرة تسكنك في جنة الخيال

فلو كان الحب كلمات لجُفت الأوراق وانتهت الأقلام ولم تصل حتى نصفه

فهل يكفي منح الروح للتعبير عنه!!

فهو ماء الحياة والحبيب روح من نار

فما أجمل الكون عندما تعشق النار الماء!!

كان الجميع على قدم وساق للانتهاء من التعديلات لمباشرة الحفل.

الطاولات الزجاجية مزينة بأشرطة من الياسمين والأنوار الهادئة يزين منتصفها قطعة من الكريستال

مكان العرائس مزين بالزهور البيضاء والأغصان الخضراء يواجهه ممر طويل يصل حتى الباب الكبير للقاعة محاوط بالبالونات الملونة الجميلة.

فاليوم حفل زفاف اثنان من أكبر رجال الأعمال

رامز منتصر على أسماء السيوفي

ونادر التهامي على منار حسين.

وهنا في أحد الأجنحة كان الشباب مجتمعين يدور بينهم نقاش أبعد ما يكون عن مقاييس الأدب في ليلة كهذه!!

الضحكات تتعالى والهمزات الجانبية على العريسين تتكاثر حتى همس رامز الواقف أمام المرآة بجانب نادر يعقد أزرار قميصه:

- "أنا واخد بالي أن الحفلة واخدة مجراها جامد"

نظر نادر لانعكاس الشباب من المرآة يبتسم بجانب شفتيه مكملًا حديثه وهو يعدل من هندامه:

"ولسه يا حبيبي دول ما صدقوا"-

اقترب محمد صديق نادر في الجريدة يناوله رابطة عنقه السوداء يكسر حدتها خطوط فضية مائلة يغمز بتلاعب هاتفًا بنبرة خبيثة:

- "إن حضر الشباب حضر الشيطان وهرب الأدب من الشباك يا حبايبي خصوصًا في ليلة مباركة زي دي"

ابتسم نادر بشر يجذب منه الرابطة ثم أخذ رقبته على غفلة تحت ذراعيه يضغط عليه بقوة وصراخ المسكين يتداخل مع ضحكاتهم.

صدح صوت أشرف صديقهم ومحامي الشركة لدى مازن بسؤاله:

- "بس إزاي خليتوا مازن يوافق تعملوا الفرح سوا؟"

نظر نادر مازن المبتسم له وقد تذكر ما حدث في تلك الليلة كان يحيط زوجته بذراعيه يسطح كفيه على بطنها يهمس لها بين الفينة والأخرى بكلمات ترسم الابتسامة على وجهها.

حال بنظره إلى الجانب الآخر فوجد رامز ممسكًا بكفي أسماء ينغمسان في حديث هامس لا يسمعه سواهما ويبدو أنه يأخذ مجرى الغزل من احمرار وجنتيها.

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now