الفصل الخامس عشر

6.2K 183 7
                                    


الغضب جنون قصير

ساعته ليس لها عقارب

فأولئك الذين في ثورة غضبهم لا يحملون سلطانًا على أنفسهم ولا ردود أفعالهم.

لكن في قانون الحب غالبًا ما ينتج عن الغيرة

فهما متلازمان لا مجال للهدوء والسلام بينهما

يقال "اتقِ شر الحليم إذا غضب"

لكن هنا يقال "اتقِ شر الحبيب إذا غار"

****

صمت مطبق في غرفته بعد أن أغلق هاتفه مع حارسه.. ملامح جامدة، نظرة سوداء غامضة لا تنم عما يدور في عقله، ينظر في نقطة ما في الفراغ ولم يصدر منه أي رد فعل.

اللون الأبيض المحيط بحدقتيه الزرقاء استحال للأحمر حتى برزت شعيراتها الدموية، يضغط على عضلة فكه بقوة حتى كادت أسنانه أن تتكسر، وقبضته تشتد على هاتفه .

ماذا يفعل بها؟!

ماذا يفعل حتى يكبح جماح ثورتها وعنادها الذي سيؤدي بها إلى طريق الهلاك؟!

هل تستغل حادثته لتتصرف كما تشاء؟

حسنًا سيضع حد لهذا الرأس الحجري، وليرى ما الذي ستؤول إليه الأمور!

أمامه صديقه يخلل أنامله بخصلاته بتوتر، يعلم أن خلف هذا الصمت ثورة كبيرة ستنفجر بمجرد رؤيتها.. حاول فتح حديث معه لكن كل ما قابله السكون والبرود الذي لا يتجزأ من شخصيته.

غيظ اجتاحه منها ومن تصرفاتها التي تزيد الأمور بينها وبين صديقه سوءً بعد أن بدأ الهدوء يتسلل بينهما وبراعم الحب تنمو.

حاول فتح الحديث معه مرة أخرى لكن دق الباب أعاقه عما ينوي، زفر بيأس ونهض يفتح فطالعه وجه هدير برفقة والدتها ووالدها .

- "جالك الموت يا تارك الصلاة"

همس بها في قرارة نفسه وعلم أن تلك الزيارة لن تمر مرور الكرام إلا وساء الحال بينهما أكثر .

أراد جعلها تذهب من هنا هذه الساعة لكن وجود أسرتها معها هو ما منعه؟

أشهر كفه لسالم يبادر بالسلام بابتسامة رسمية:

- "أهلًا وسهلًا يا سالم بيه"

ثم نظر لزوجته يوجه لها التحية:

- "أخبار حضرتك يا هانم؟"

أومأت له سهام بابتسامة حنونة مربتة على كتفه، في حين بادله سالم التحية بود:

- "أهلًا بيك يا أستاذ رامز، يا ترى مازن صاحي ولا لسه نايم؟"

- "لا طبعًا صاحي.. اتفضلوا"

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin