الفصل الثامن والتاسع والعشرون

Start from the beginning
                                    

لتصيبه الحسرة عندما نظر لجانبه الفارغ ومنار التي أخذها الحديث مع والدته ووالدة هدير، فليس لديه الحق في احتضانها مثلما يفعل أصدقائه.

فهتف يجيب أشرف على سؤاله يضع الرابطة حول عنقه:

- "يا عم الواحد بين مازن ورامز وكل واحد واخد مراته في حضنه عامل زي - أنا عاطف معاكم في القاعدة- فقولت أنا إيه جابرني على كده أنا اتجوز أنا كمان"

دارت رؤوس الكل له عندما استدار لهم يرفع كميّ قميصه إلى منتصف ساعديه ثم وضع كفيه في جيبيّ بنطاله يشد جسده لأعلى يمثل لهم هيئته في إعلان قراره مصرحًا بنبرة لا تحمل مجالًا للنقاش:

- "قمت قايل ليهم طيب بما إن كل واحد فيكم واخد مراته ومتقوقع على نفسه فأنا قررت إن يوم الخميس الجاي فرحي على منار، وده قرار لا يحمل المناقشة"

نظرات الجميع له يملأها البلاهة والغباء لما تفوه به، أعينهم جاحظة وأفواههم فاغرة يحاولون استيعاب قراره!

كان مازن أول من قطع الصمت بضحكاته الرجولية القوية هاتفًا بوقاحة:

- "عيني عليك يا نادر جبت أخرك يا حبيبي!!"

ابتسم له بسماجة يهز رأسه مشيرًا إليه:

- "البركة فيكِ يا عم الرومانسي"

رفع حاجبه بتهديد يهم بالنهوض إليه:

"طب تعالى خد شوية بركة في الليلة دي"-

ليقاطعه صوت رامز الجالس خلفه على الأريكة يرتدي حذائه الأسود اللامع يرمق مازن من أسفل أهدابه:

- "إيه ده حوت رومانسي!

أنا أول مرة أشوف حوت رومانسي!"

لكمة أسفل فكه ليست بالقوة كانت جزاءه من مازن الهاتف:

- "أخليك تحضر فرحك بعاهة!"

نظر له بشذر وغيظ ولم يتحدث سوى أنه لن قذفه بالوسادة خلفه.

حثّ أشرف نادر على تكملة حديثه، فتذكر انتفاضة منار في جلستها ترفع أعينها بذهول وحاجبين معقودين بغرابة هاتفة:

- "فرح إيه اللي الخميس الجاي يا نادر؟

حتى لو موافقة هنلحق نجهز كل حاجة إزاي؟"

جلس القرفصاء أمامها فجأة فعادت جسدها للخلف جاحظة العينين، يمسك كفيها بقوة قائلًا من بين أسنانه:

- "لا ما أنا مش هأجل تاني أكتر من كده، ولو على اللي لسه مش جاهز ملكيش علاقة بيه أنا كفيل بيه لكن تأجيل يوم زيادة لا"

ارتفع صدرها بأنفاسها العالية لا تستطيع الرد عليه فاقترب من وجهها واستحالت نظراته إلى الحب هامسًا بصوت بث الارتعاش في جسدها:

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now