الفصل الحادي والعشرون

ابدأ من البداية
                                    

وفي النهاية ارتدته بدون الروب وارتدت إسدالها فوقه، وقفت خلفه ليبدأ الصلاة بخشوع ذهلها، وما أن انتهى حتى أخبرها أنه سيخرج قليلًا ويتركها حتى تأخذ حريتها لبعض الوقت وتتأهب وأخذ ثيابه معه.

دلف إلى جناح واسع مكون من عدة أرائك واسعة تحيط محيط الجناح باللون الأبيض، يقابلها شرفة واسعة تطل على الحديقة وحمام السباحة .

نزع سترته وقذفها على الأريكة، فك رابطة عنقه وتركها تتهدل على كتفيه وفتح أول أزرار قميصه يكشف عن جذعه الذي يرتفع وينخفض برتابة.

صب لنفسه كأس من الماء المثلج يشربه وأخرج سيجاره من علبته الذهبية ثم وقف أمام الشرفة يتأمل الليل وهدوءه لكن ثوران مشاعره يطغي على هذا الهدوء، دخان زفيره يكون سحابة أعلى رأسه والماء البارد يهبط كلمسات طفيفة على قلبه.

يبتسم أنها أخيرًا أصبحت ملكه، له، لا يحق لأحد الآن أخذها من بين أحضانه.

برود تحول لنيران عشق!!

رفض وكره تحول لثقة وأمان!!

حياة خاوية ملأتها هي فقط ولا يريد غيرها!!

قذف سيجارته بعد أن أنهاها، نزع قميصه وبنطاله وارتدى ثيابه المكونة من بنطال بيتي أسود وكنزة زيتية بأكمام قصيرة وانطلق نحو جناحهما.

القمر زينة السماء، وفي الليل يزدان بأشكاله المختلفة، يعكس ضوء الشمس بخجل واضح، ويتلاشى تدريجيًا تاركًا للنجوم مكانه، لكنها طغت على جمالهن بوقوفها هكذا، ثوب نوم أبيض يصل لمنتصف فخذيها، فوقه روب قصير يصل إلى ركبتيها بالكاد يظهر ساقيها البيضاء البراقة وقدميها الصغيرتين بأظافر مطلية باللون الأحمر، توليه ظهره فهبط شعرها بتموج على ظهرها تضم ذراعيها إليها وتنظر للسماء.

اقترب ببطء حتى وقف خلفها، وحال نظره بينها وبين القمر كأنه يعقد مقارنته العويصة، فهبط بأنفه يستنشق عبق الياسمين المختلط بالعنبر الذي يشع منها يملأ رئتيه به، أغلقت عينيها برعشة سارت بعمودها الفقري كالكهرباء فعادت بظهرها تستند على صدره فأحاط خصرها بذراعيه هامسًا بوله

- "لو قولت إنك زي القمر هبقى ببخس حقك، أنتِ أجمل منه والمفروض ينكسف منك"

مسح بيده على ذراعها يديرها ببطء فوجدها مغمضة العين، رفع رأسها بهدوء ففتحت مقلتيها تنظر له بعشق قرأه بوضوح واستندت بكفيها على صدره تحركهما كمن تمسد عليه هامسة بابتسامة من ثغرها الوردي

- "أنا لو أجمل فعشان أنت اللي مجملني يا مازن"

عصفت زرقاوتيه وتحولت للأسود لأول مرة تراها بهذا الشكل فانبهرت من هوج مشاعره، يجول بنظره على ملامحها الرقيقة وبحركة سريعة قام بجذبها أكثر لصدره يداعب بها وجنتها، واقترب فلم يفصلهما إلا بضعة إنشات ليتحدث بهمس

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن