الفصل التاسع عشر

Comenzar desde el principio
                                    

- " الحمد لله يا نادر أنت عامل إيه؟"

عقد حاجبيه وتغضن جبينه بتعجب من حركتها كأنها خائفة منه!!

منذ متى تشعر بهذا القلق البادي على وجهها نحوه؟!

هاجس بداخله يخبره أن الموضوع أكبر مما أخبره به مازن هذا اليوم!!

توترها.. خوفها.. قلقها.. انكماشها بتلك الطريقة كأنها تحتمي به يقلقه عليها أكثر من ذي قبل!!

تلاقت أنظاره بأنظار مازن الذي أومأ له أن يتفهم ما تفعله ويتعامل كأن شيء لم يحدث فلا يظهر أي دهشة.

ابتسم لها ورفع حاجبه ينظر بمكر

- " الحمد لله قررتِ تحني علينا وتخرجي تشوفينا.. نقيم الأعراس والاحتفالات بقى"

انحنى نحوها يغمز لها هامسًا

- " أبوس دماغك ترجعي عشان منار مستغلة عدم وجودك ومستقوية عليا المفترية"

ابتسمت له برقة على ذكر علاقته بصديقتها التي لم تتركها طوال الأيام الماضية إلا على ميعاد النوم، تملأ وقتها بالأحاديث في أي شيء، تكسر صمتها بمواقفها مع نادر وأنها بالفعل تستغل عدم وجودها في أخذ حقها منه لأنها دائمًا تقف في صفه.

قادها مازن للداخل وجلست بجانب أسماء التي استقبلتها بسعادة تفتح لها ذراعيها تحتضنها

- " أخيرًا لقد هرمنا لهذه اللحظة"

جلس نادر بالكرسي المجاور لها وكاد مازن أن يتجه إلى كرسي آخر لكنها تمسكت بكفه بقوة تنظر له بلهفة كأنه سيختفي، تبتلع ريقها بصعوبة هامسة

- " رايح فين؟"

ربت على ظاهر كفها بحنان وأشار لكرسي آخر

- " هقعد هناك مش رايح في حتة"

رمشت عدة مرات والتفتت يمينًا ويسارًا ثم أخلت له مكان بجانبها على الأريكة وانزاحت بجانب أسماء أكثر مشيرة لجانبها

- " تعالى أقعد هنا"

تبادلت أسماء النظرات مع نادر الذي كان يتابع ردود فعلها بصمت وغموض، يستند بمرفقه على يد الكرسي يحك ذقنه بأنامله.. كاد مازن أن يجلس لكن صدح هاتفه معلنًا اتصال من رامز فاستأذن ليجيب فخرج من الغرفة تشيحه بنظراتها إلى أن انتشلها من شرودها صوت نادر

- " هدير.. أنا عارف إن الفترة اللي فاتت كانت صعبة، بس هدير اللي أعرفها واللي ربيتها مفيش حاجة تقدر تكسرها، لكن اللي قدامي واحدة ضعيفة أي نفخة هوا توقعها.. فيه إيه؟

أنتِ عمرك ما كنتِ كده؟"

لاحظ اضطراب جلستها، تفرك كفيها بتوتر، تشتت نظراتها في الأرجاء دون النظر إليه كأنها تهرب من نظراته، تعلم أن شخصيته الصارمة ما تتمكن منه في هذه اللحظة..

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديDonde viven las historias. Descúbrelo ahora