الفصل الثامن عشر

Start from the beginning
                                    

ناقوس خطر دق في قلبه قبل رأسه، وعشرات السيناريوهات تُصنع في عقله عما جمعهم مجددًا؟

همس بأعين محتدة، نظرات ثاقبة، وقلب تتسارع نبضاته بجنون قلقاً وشراسة:

- "هدير فين يا كريم؟"

- "بين إيدي.. في حضني.. نفسي على رقبتها، شفايفي على شعرها ومفيش أي حد معانا"

همس بفحيح ومع كل كلمة يقربها منه أكثر، وبين كل كلمة والأخرى يحرك رأسه معها، يستنشق عنقها، يتلمس خصلاتها، قبضته تشتد على خصرها فتأن بألم وضعف، أنين وصل كالسهم المارق في قلب المستمع بشراسة له ومع كل كلمة تشتعل نيران قلبه، وجزء من عقله يكاد يفقده عما يفعله بها!

سمع همسها باسمه فصرخ لها ألا تقلق وتظل بكامل وعيها عندما لاحظ الضعف في صوتها، وصله ضحكات كريم الساخرة فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير .

اقتحم مكتبه بعاصفة انتفض لها الجميع بدهشة وتساؤل خاصةً رامز الذي فطن أن كارثة قد حدثت، يأخذ مفاتيح سيارته ويهرول للخارج غير عابئ بنداء رامز من خلفه.

هتف به بوعيد ويده تقبض على هاتفه حتى ابيضت مفاصله والأخرى تضرب أزرار المصعد بقوة:

- "ورحمة أبويا لو لمست شعرة منها هولع فيك حي"

وصلته ضحكاته القوية تلتها صرخة هدير العالية .

صمت لا يعلم ما حدث؟

أنفاسه تعالت، عيناه احتقنت بالدماء، وصوته لا يجده.. فلم ينتظر المصعد وركض نحو الدرج يهبط عشرة طوابق بقفزات وخطوات مهرولة يقسم له بوعيد:

- "أقسم بالله لو حصل لها حاجة موتك على إيدي يا كريم"

جلس كريم القرفصاء يمسك الهاتف بيد يضعه أمام فمه، واليد الأخرى يتسند بها على ركبته ممسكًا بمسدسه الذي ضرب به جانب جبهتها فسقطت صارخة تتلوى من الألم وخط من الدماء يهبط بجانب عينها مرورًا بوجنتها وعنقها!!

يتابع هبوطه يتحرك معه بفوهة مسدسه دون أن يلمسه، وصوته يصل إلى ذا الأنفاس اللاهثة:

- "عندي استعداد آخدها حالًا ومتلمحش الشعرة اللي بتتكلم عليها دي، بس عارف إيه اللي هيحرق قلبك أكتر؟

إني أسيبها ليك بالمنظر ده"

استقام يرمقها تتلوى يمينًا ويسارًا وعيناها غائرة تائهة تحارب حتى تبقى مستيقظة لكن فجوة الظلام تسحبها إليها بقوة، وأنينها يصدح بضعف وألم تضغط بقوة واهية بكفها على الأرض حتى تنهض لكن جسدها يعود للسقوط مرة أخرى!

أكمل حديثه بجمود:

- "رسالة بسيطة ورد صغير على اللي حصل، اعتبرها بداية"

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديWhere stories live. Discover now