الفصل الثاني

6.8K 220 4
                                    

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه

فإن واقع الحياة أقوى من أي خطة يضعها عقل

لا تخف أبدًا أن ترفع صوتك من أجل الصدق والحقيقة

ومن أجل التعاطف ضد الظلم والكذب والطمع

ولو فعل كل الناس ذلك.. سيتغير العالم

"ويليام فوكنر"

انتهى الاحتفال وبعد أن أوصلها نادر إلى بيتها، قام بالتحرك لتوصيل منار إلى المنزل.

وفي الطريق كانت قلقة فالتفت لها قائلًا بتعجب من تعابير وجهها المتوترة:

- "مالك قلقانة كدا ليه؟"

تنهدت بقلق تستدير بنصف جسدها له توضح سبب قلقها، تهز رأسه بيأس:

- "قلقانة على هدير يا نادر، هي مش عارفة بتوقع نفسها مع مين!"

يعلم خطورة ما تفعله، لكنها عنيدة، مهما استمعت الى أحد تنفذ ما برأسها ما دامت مقتنعة به.

ابتسم يطمئنها بنظراته، يهز رأسه برتابة وهدوء:

- "هدير مش بتعمل أي خطوة غير لما تكون درساها كويس.. وبعدين إحنا جنبها، اهدي!"

أغمضت عيناها بقوة تتنفس بعمق تبث الاطمئنان لداخلها ثم نظرت له بتوتر:

- "أيوه يا نادر بس المرة دي غير.. المرة دي خبطت في أخطر واحد، عارف يعني إيه مازن عز الدين السيوفي؟!"

أومئ برأسه ناظرًا للطريق أمامه يقبض بشدة على عجلة القيادة:

- "ربنا يستر"

**********

هي ليست شهرزاد الخائفة

ولا بثينة العاشقة

ولا ليلى الهادئة

ليست طفلة أبصرت للتو

ولا مراهقة تحاول إثبات نفسها

بداخلها روح مختلفة

وقلبها لا يشبه أيَ قلب

لم تعتد الركوع لأحد

ولم تعتد العدول في قراراتها!

ما إن دلفت وأغلقت الباب خلفها حتى انتفضت على صراخ والدها الغاضب:

- "هديــر حصليني على المكتب"

ربتت سهام على كتفه مهدئة إياه حتى لا يسوء الوضع بينه وبين ابنتهما:

- "اهدى بس يا سالم، بالراحة الموضوع مش مستاهل العصبية"

تعجبت لصراخه.. لا تعلم ما حدث آثار غضبه بهذا الشكل؟

الحب سبق صحفي للكاتبه هدير مجديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن