الفصل السابع(دموع من القلب)

20.8K 859 6
                                    

ما أصعب البكاء بلا دموع...وما أصعب الآلام دون صرخات تنفس عنها!..وألاصعب قلب ينزف من لاشيء

يستيقظ يوسف من نومه ليتحدث إلى إسلام ويخبره عما حدث...انفعل إسلام بشده من حديث يوسف وقال:
-إنت مش وعدتني ووعد نفسك إنك هتبعد عن الطريق ده...سيبت هايدي وشوفت بنت تانيه
ظل إسلام يعنف في صديقه لخوفه عليه إن يتمادى في عصيانه لله ودائماً يذكره بأنه لايجوز أن يصاحب الفتيات....ولكن يوسف لايعرف كيف يرد عليه فكتفى قائلاً:
-يعني أنا جاي أقولك ساعدني تعمل معايا كدا؟
-ماهو عشان أنابحبك بعمل معاك كدا..يوسف
أنا لو مش بحبك كنت وافقتك على
اللي إنت بتعمله.

ثم أخذ إسلام يحث يوسف على العفة وفضل من يتحلى بها ويعف قلبه لله،ثم ذكره له قصة صديقه محمد الذي عف قلبه ونفسه فأكرمه الله بمن تقر عينه....أخذ يوسف يفكر بكلام صديقه واقتنع به ثم قطع شروده صوت إسلام قائلاً:
-إيه يابني؟روحت فين؟
-ها....لامفيش حاجة....أنا متشكر ليك أوي يا إسلام.
-يابني مافيش بين الإخوات شكر....واعمل حسابك فرح أختي الاسبوع الجاي أنا بعرف بس إنت مش محتاج عزومه أصلاً.
-ألف مبرك يا أسلام وعقبالك يا حبي أما افرح بيك.

تلتقي مريم بإيمان معلمتها هي وسديم في حفظ القرآن.
-السلام عليكم روحمة الله وبركاته إيمي وحشاني.
- وعليكم السلام ورحمتة الله وبركاته وإنتي أكثر يا مريومه....أمال فين سديم.
-مالك يامريم؟حاسه فيكي حاجة.

تحاول مريم أن تتوارى خلف ابتسامتها التي رسمتها على وجهها لتقول:
-مافيش حاجه ياحبيبتي،حاجه كدا

لحظات قليلة ولم تتمكن مريم من كتمان مابداخلها لتسقط دمعاتها رغماً عنها ثم تخبر إيمان عما بداخلها وأن قلبها دق لشخص مثل يوسف لتبوح لها والدمعات تنهمر من عينيها.
-معرفش يا إيمان ليه هو..هو أصلاً مافيهوش أي مواصفات من اللي بحلم بيها وديه كانت أول مرة أشوفه،دايماً أخته بتشتكي منه... معرفش معرفش.
ثم ترتمي بين أحضان إيمان وتنهمر  بالبكاء... تمسح إيمان بيدها على رأس مريم وتقول:
-إن القلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء ،متعرفيش يا حبيبتي،لعل الله يهديه ويجعله من الصالحين.
نظرات اليها مريم وقالت:
-آمين يارب.

هدآت مريم قليلاً  ثم قالت لها إيمان:
-هو إحنا هنتهرب من تسميع الورد ولا إيه؟
-لا مش هنهرب ولا حاجه هسمع حاضر.

وبعد أن انتهت من تسميع وردها:
-صح يا مريم فرحي يا حبيبتي الاسبوع الجاي كلكم معزومين وماما هتتصل بمامتك تأكد عليها معندكيش حجه....وسديم أكيد معاكي.
غمرت السعادة مريم  لسماع ذلك الخبر الذي أدخل السرور على قلبها.
وأثناء عوده مريم إلى بيتها شاردة الفكر تفكر بقلبها الذي خانها ويقطع شرودها رنين هاتفها.
-السلام عليكم...أخبارك يا مريومتي؟
-وعليكم السلام..الحمدلله يا سديم طمنيني عنك  يا حبيبتي مشوفتك النهاردة.
-معلش يامريم تعبت الصبح ومقدرتش انزل.
-ألف سلامه عليكي ياحبيبتي طمنيني عنك طيب.
-الحمدلله يا بطتي بقيت أحسن...عملتي إيه مع إيمي؟
-الحمدلله سألت عليكي قلتلها عندها ظروف معلش.
-طيب كويي...لإني مش بحبها تزعل مني.
-صح فرحها الأسبوع الجاي وعزماكي.... عاوزين نخليها أحلى عروسه....هي تعباته معانا في الحفظ جه وقت رد الجميل.
-إيه؟ده بجد؟...عقبالك يا قمرايه أما افرح بيكي..لا متخافيش هنرد الجميل أوي
-ربنا يباركلي فيكي... إنتي الأول ياسديم يارب.

تنتهي المكالمة بينهما لتصل مريم إلى منزلها وتجد والدتها تتحدث إلى الهاتف وتقول:
-ربنا يتمم بخير يارب...حاضر ياحبيبتي هنيجي إن شاء الله.
تدخل مريم إلى غرفتها بعد يوم طويل وشاق أنهك جسدها الضعيف ثم تسمع صوت والدتها تقول:
-يالا يا بنتي،الغدا جاهز
وعلى مائده الطعام تخبر والده مريم جوزها بزفاف إيمان زواج صديقة ابتها وانهم مدعوون لذلك الزفاف وأفق الأب على ذهابهم واعتذر لهم على عدم مقدرته على الحضور لظروف عمله.
-بابا أنا مش بحب أفراح الناس الملتزمة.
قالها صهيب وهو ينظر إلى والده ويبدي رفضه على عدم الذهاب ليقاطعه والده ويقول:
-إنت الراجل معاهم يا أستاذ ولازم تروح معاهم.
أذعن صهيب إلى أمر والده رغماً عنه.

ولنا في الحلال لقاء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن