# الحلقة السادسة والعشرون

Start from the beginning
                                    

_ ذهبت إلي المرحاض ووضعت حقيبتها ع طاولة الحوض الرخامية وقامت بوضع القليل من مساحيق التجميل لاسيما قلم الحمره الذي أعطي لشفاها شكل مثير وجذاب .. ووضعت عطرها المفضل وبعد أن أنتهت ألقت نظرة أخيرة ع هيئتها بإبتسامة وأطلقت صفيرا ثم قالت :
عسل يا جوجو من يومك ... اممممواه
_ وأمام المشفي بالخارج يستند ع سيارته وينظر إلي ساعة هاتفه قائلا إلي حاله :
أومال لو مش قايلها واحده بالدقيقة ألاقيكي أدام المستشفي   
كاد يجري إتصالا بها ليستوقفه ذاك المشهد ... تخرج من البوابة وتقف ع الرصيف منتظرة أن الشارع يخلو من السيارات المنطلقة ليتثني لها عبور الطريق .. شهقت عندما مرت سيارة فجاءة أمامها وأخرج شاب رأسه لها من النافذة قائلا بصوت جهوري :
يخربيت حلاوتك يا أبيض يا أبو شفايف حمرة أنت ياجميل
وأنطلقت السيارة ليحتفظ آسر بأرقام اللوحة المعدنية في ذاكرته وقام بتسجيلها علي هاتفه 
كانت متسمرة في مكانها بصدمة ولم تنتبه إلي الذي يسرع بخطواته نحوها وهو ف قمة غضبه ...أمسك بيدها وسحبها معه وقبل أن يدخلها سيارته توقفت وقالت :
مش هركب غير لما أفهم ليه شدتني بالغباء ده؟
أقترب منها ونظراته جعلتها ع وشك البكاء من الخوف .. أقسمت بداخلها أنها لم تخافه لهذا الحد سوي تلك المرة
قال بنبرة مخيفة لم تعهدها من قبل :
أخرسي مش عايز أسمع صوتك
صاحت بحنق :
وأنا مالي روح حاسبهم هما ... اه فهمت طبعا هاتجيب اللوم عليا كأني قولتلهم عاكسوني
ضرب قبضته بجوارها ع السيارة ... أنتفضت بخوف وقالت بصوت متحشرج :
خلاص يا آسر بقي كفاية ...أنا هارجع المستشفي ومش هاخرج 
قالتها وهمت بالذهاب أمسك رسغها وحدق ف عينيها بغضب :
أنا سمحتلك تمشي؟؟
أجابت بتردد وخوف :
أأ أنا  ...
أبتلعت ريقها وأجهشت بالبكاء مما جعلته يلوم ذاته فجذبها بين زراعيه ودفن وجهها ف صدره .. ربت ع ظهرها بحنان :
خلاص بقي كفايه عياط
هدأت قليلا ورفعت وجهها إليه لتنظر له بعينيها الباكيتين :
أنت الي خلتني أعيط عشان خوفتني منك
أطلق زفرة وقال :
ما أنتي الي عملتي ف نفسك كده
هاجر :
يعني أنا الي قولتلهم يعاكسوني !
آسر :
أنا مش أصدي خالص ع كده أصلا الكلاب الي أتجرءو يبصولك ويعاكسو دول حسابهم بعدين ... الي ضايقني ونرفزني منك الروج الي حضرتك حطاه ف شفايفك وأنا نبهتك يا هاجر بلاش ميك أب أنا بحبك بطبيعتك وفوق ده كله مغرقه نفسك بيرفيوم ريحته وصلتلي وأنتي الناحية التانية .. ده ينفع ؟؟
شعرت بالخجل فأومأت بالنفي وقالت :
أنا قولت أول مرة نخرج مع بعض وكده وحطيت كل ده عشانك
أخيرا تبدلت ملامحه من الغضب إلي إبتسامه .. أمسكها من طرف ذقنها مبتسما لها ويده الأخري يلامس وجنتها بأطراف أنامله  :
عارف ياروحي بس الكلام ده لما نكون ف بيتنا مقفول علينا بابنا محدش يشوفك غيري ... إتفقنا ؟
أجابت عليه بصوت خافت :
إتفقنا
آسر :
يلا قبل ما نمشي عايز أشوف ضحكتك
هاجر:
مبعرفش أضحك وأنا زعلانه
ضيق عينيه بنظرة ماكرة قائلا :
ماشي .. حاطلي روج أحمر وبيرفيوم فيكتوريا سيكريت أحنا كده مش رايحين نتفسح
إقترب من وجنتها مما سرت قشعريرة بداخلها مردفا :
إحنا كده هنطلع ع هضبة المقطم أو ورا مصنع الكراسي
تحولت وجنتيها من شدة الخجل إلي حمراء اللون وإبتسمت عنوة عنها ثم تصنعت الغضب ف نبرة صوتها :
بس عيب
آسر :
أيوه كده ع فكرة بهزر معاكي أنا حبيت أشوف إبتسامتك عشان ميهونش عليا أشوفك زعلانه
إبتسمت وقالت :
خلاص مش زعلانه
أخرج لها من جيبه منشفه ورقيه وقال :
خدي إمسحي
هاجر:
خلاص مسحت دموعي
رفع إحدي حاجبيه وقال بأمر :
إمسحي الروج بدل ما أمسحهولك أنا بس مش بالمنديل
أدركت مايقصده فأختطفت منه المنشفه وأخذت تمسح شفتيها حتي أزالت الحمرة تماما
هاجر :
مسحتو أهو خلاص..  إرتحت ؟
إتسعت إبتسامته حتي ظهرت أسنانه ناصعة البياض وقال بسخريه مازحا :
صنف مبيجيش غير بالشفايف الحمرة
قالها ودخل إلي سيارته وإلتفت هي  للجهة الأخري وجلست بجواره وقالت :
إسمها بالعين الحمرة
آسر :
أنا عندي قالبه ع شفايف حمرة زي دي وأشار خلفها ... وكادت تلتفت وراءها فاجئها بإختطاف قبلة وأنطلق بالسيارة... شهقت بذعر واضعة يديها علي شفتيها وقالت بصوت مكتوم :
يا قليل الأدب
أوقف السيارة وألتفت إليها قائلا :
جوجو حبيبتي أنا جوزك والله كاتبين كتابنا وعاملين إشهار وكلها شهر ع فرحنا وهتبقي مراتي قولا وفعلا
صاحت بخجل وهي تنظر للأمام :
بس بقي خلاص عارفه ...وياريت متكررش الي عملته ده تاني
ضحك وقال :
حاضر خليني سامع الكلام وصابر لحد مايجي يوم الفرح ووقتها لو قولتيلي أنت قليل الأدب عارفة أنا هاعمل أي ؟
إبتسم بجانب فمه وكاد يكمل كلماته فأسرعت بوضع كفها ع فمه :
خلااااااص مش عايزه أعرف ..  ويلا بقي عشان بابا قايلي أخركو المغرب وترجعي ولو أتأخرت مفيش خروج تاني
آسر :
ماتخافيش مش هنتأخر ولما ها وصلك هاطلع معاكي أسلم ع طنط وعمو سعيد بالمرة
هاجر :
يلا أنطلق
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
_ تركض في صحراء قاحلة وأشعة الشمس في أوهج حرارتها المحرقة ... تتنفس بصعوبة بالغة وقطرات العرق تتناثر ع جبهتها ... تبحث من حولها عن مأوي تحتمي بداخله ... لتجد علي مرمي البصر بيت كبير مهجور يبدو من مظهره الخاوي وأبوابه ونوافذه المتهالكه لايمكث فيه سوي الأشباح والجان ... أخذت تسير إليه فلديها يهون الخوف عن تلك الشمس الحارقه ... وصلت أمام هذا المنزل لتظهر أمامها قطه تتبدل ألوانها كل برهة من الأبيض إلي الرمادي ثم إلي الأسود .. حدقت بها القطة وكأنها تعرفها ... حركت ذيلها يمينا ويسارا حتي أشارت به إلي الداخل ... فما عليها سوي تتبعها وتذهب خلفها ... وجدت نفسها في وسط مكان شاسع يغلب عليه الظلام وبصيص نور ع بعد أمتار ... جاهدت إحساسها بالتعب والدوار حتي وصلت إلي مصدر النور ... صعقت وشهقت بصرخه دوي صداها في المكان حيث وقعت عينيها عليه وهو مكبل بسلاسل من حديد .. عاري الصدر ..دماءه تنزف من جروح عديدة ف أنحاء متفرقة ع زراعيه وكتفيه وصدره وبطنه ...
قال لها بصوت واهن :
أقتليني أرجوكي مش قادر أستحمل .. المسدس ف جيبك ... ريحيني بدل العذاب الي أنا فيه ده
وضعت يدها ع جيب معطفها لتجد بالفعل سلاح ناري ... أمسكت به وهي تبكي بغزارة لتصوبه نحوه وأطلقت صرخة عاليه
_ ااااااااااااااااااااااااه ... صرخة أطلقتها صبا وهي تستيقظ فجاءه من غفوتها
توقف بالسيارة بعد أن فزع من صرختها
_ مالك ف أي ؟؟... قالها قصي وهو يتفحص ملامحها الخائفة والمذعورة وتتساقط من عينيها عبرات .. رمقته وهي تلامس كل إنش ف وجهه وصدره ... أندفعت نحوه لمعانقته بقوة وأجهشت بالبكاء
شعر بالخوف والقلق عليها :
حبيبتي بتعيطي ليه ؟
أبتعدت قليلا لتنظر له بتوسل وقالت :
عشان خاطري بلاش تسافر أنا خايفة عليك
وضع كفيه ع وجنتيها ويمسح عبراتها المنسدله بإبهاميه قائلا :
ممكن تهدي وكفاية دموع عشان خاطري أنا
هدأت شهقاتها قليلا وتوقفت عن البكاء وقالت :
قصي أنا مش هقدر أستحمل أي حاجه تحصلك أنا لسه كنت بحلم حلم وحش مش هحكيه بس معناه إنك ممكن بعد الشر يعني يجرالك حاجه
إبتسم وضمها إلي صدره قائلا :
حبيبتي ده عشان أنتي الي حاطه ف دماغك كده ولو مشينا ورا الأحلام كنا زمانا قاعدين ف بيوتنا .. وعايزك تطمني قلبك وقوليلو ده كلها يوم وراجعله
_ زفرت بسأم حيث أستنتجت مهما حاولت إقناعه عن العزوف من ذلك السفر فلا تجدي نفعا .
_ وصل أخيرا إلي القصر ... فتحت البوابة ليدخل بسيارته إلي أن توقف ... نزل من السيارة ويلتف ليفتح لها الباب الآخر وفتح الباب الخلفي ليحمل صغيره ويقبله ع وجنته ويعانقه بحنان :
خد بالك من ماما لحد ما أجيلكو ماشي ياصاحبي ؟
أطلق الصغير ضحكة طفولية رنانه و يمسك بذقن والده
_ حمدالله ع السلامه يابيه  ... قالتها زينات التي جاءت تو
قصي:
الله يسلمك يا داده ... خدي بالك منهم عقبال لما أرجعلهم بكرة
زينات :
إن شاء الله ترجع بالسلامه ..  من غير ماتوصيني صبا بنتي ومالك ف مقام حفيدي
قصي :
تسلمي ياداده
تقف صبا بدون أن تتفوه بحرف لكن صبرها قد نفذ وقالت :
معلش يا داده ممكن تاخدي مالك وتطلعيه فوق
أخذت زينات الصغير من والده وذهبت ف صمت
أقترب منها وقال :
مش بدل ما أنتي متنرفزة كده تسلمي عليا قبل ما أمشي ؟
نظرت له بغضب وقالت :
عشان مبتسمعش غير كلام دماغك بس وبتعمل الي ف راسك والي حوليك يولعو بجاز مش مهم دمهم يتحرق
قصي :
ياااه تعرفي إن أنا ف قمة سعادتي دلوقت وأنا شايف نظرة خوفك عليا
زفرت بحنق وصاحت :
وياريتك تقدر وتسمع الكلام
ضحك وقال :
خلاص بقي مش عايز أمشي وأسيب روحي زعلانه مني .. ينفع كده ؟
أجابت بغضب طفولي :
بلا روحك بلا بتاع واضح جدا إنك خايف ع زعلي
قال بمزاح :
أنا بقي الي همشي وزعلان منك ومش هاكل ولا اشرب وخليني  لو موت ذنبي ف رقبتك
رمقته بنظرة غاضبه ومبتسمه ف آن واحد قائله :
بعد الشر عليك
قصي:
طيب صالحيني بقي
أمسكت يده وسارت بخطي سريعه إلي الداخل حتي توقف كليهما ف رواق لايوجد به أحد ... دفعته إلي الحائط وحدقت به بنظرة ماكرة تجز بأسنانها ع شفتها السفلي بدلال ... كاد يتحدث فقاطعته بالإنقضاض عليه بقبلة قوية عاتية ممسكه بيديه مثبته إياهما جانبه .. هيهات لتجد جسدها يلتف بسرعة خارقة لتصبح هي المثبته ع الحائط ويحاصرها بجسده ممسكا بيديها بقبضة واحده ووضعهما فوقها لينهال بنهم من عسل شفتيها ولم يبتعد عنها سوي أنقطع التنفس لديهما ... ظل كليهما يلتقط أنفاسه ... ألصق جبهته بخاصتها فهمست له :
بحبك يا My King
أجاب عليها بهمس بأنفاسه التي أحرقت بشرتها:
وأنا بعشقك يا روح الكينج
_ باشا ال... قالها كنان وتوقف ونظر لأسفل بإحراج وقال :
آسف يا باشا أنا جيت أقولك إن كل شئ تمام والمفروض نمشي دلوقت
رمقه قصي بحنق وقال :
طيب روح أنت وأنا جاي دلوقت
ذهب كنان فقال الآخر :
معلش يا حبي أديكي سمعتي ... خدي بالك من نفسك ومن مالك وأنا هابقي أطمن عليكو كل شويه
صبا :
حاضر وأنت كمان خد بالك من نفسك
قام بتقبيلها مرة أخري وقال :
سلام يا روحي
وذهب إلي الساحة أمام القصر حيث تصطف خمسة سيارات ذات دفع رباعي سوداء والعديد من رجاله ف إنتظاره ... تقدم نحو سيارته ... فتح كنان له الباب الخلفي ... هم بالصعود وهو يفتح زر سترته ... أوقفته صبا قائله :
قصي
إستدار إليها فأردفت :
لا إله إلا الله
إبتسم وقال :
محمد رسول الله
أشار لها بالعودة إلي الداخل ثم صعد إلي داخل السيارة ... وبدأت جميع السيارات بالإنطلاق خلف بعضهم البعض .
""""^^^^^^^^^^^^^^^"""""""""""^^^^^^^^^^^^^^""""'"""
_ بداخل مدينة الملاهي الشهيرة ....
_ تمسك سلاحا تصوبه نحو هدف متحرك وهي تردد :
هقتلك هقتلك هقتلك
وقف آسر خلفها وقال :
بطريقتك دي مش هاتعرفي تصطادي دبانه ...
قالها وألتصق بها ممسكا معها البندقية قائلا:
لازم تحددي منطقة الهدف وتركزي ع نقطة معينه وتاخدي نفس
كانت ف حالة لايرثي لها ...دقات قلبها تتسارع فهي الآن بين يديه يحتويها بجسده ... تشعر بحرارة أنفاسه بالرغم إنها مرتديه حجابها ... لمسات يديه المسيطرة ع يديها جعلتها ترتجف ولم تنتبه لما تفعله فأستدارت بزواية بدون إراده لتجد أنفاسها تقابل أنفاسه .. ضغطت بالخطأ وهي تبتعد عنه كمن لسعها عقرب
صرخ آسر :
حااااسبي
فالذخيرة البلاستيكية أصابت شاب ذو جسد ضخم من لاعبي كمال الأجسام ...
شهقت بخوف :
يالهوي روحنا ف داهيه
ألتفت إليهما ويحدق بهما بنظرات من الجحيم
همس آسر وهو يمسك بيدها :
هاجر حبيبتي كان نفسي نتجوز ونخلف ونعيش ف تبات ونبات
هاجر :
أثبت كده ومش تبينلو إنك خايف منه
آسر :
سلامة نظرك يا حبيبتي أنتي مش شايفاه عامل إزاي ده ممكن ياكلنا ف بوء واحد
هاجر :
إلحق ده جاي علينا
آسر بصوت جهوري:
إجريييييييييييي
ركض كليهما حتي أختفيا عن أعين هذا الضخم
توقف كلا من آسر وهاجر ليلتقطو أنفاسهم
_ قلبي هيوقف مش قادرة ربنا يهده قطع نفسنا من الجري
قالتها هاجر وهي تضع يدها ع صدرها حتي تهدأ أنفاسها
آسر :
ما أنتي الي كنتي هتودينا ف داهيه مش عارفة تنشني ع الدبدوب تروحي تنشني ع قفا الراجل ربنا يستر ومنقابلهوش هينفخنا
ضحكت وقالت بنبرة ماكره :
وعضلاتك راحت فين يا حبيبي أو مشرطك حبيبك الي كنت بتهددني بيه؟
أجاب بإستنكار :
نعم ياختي !! ده مش عايز مشرط ده عايز منشار كهربا الي بنقطع بيه العضم ده و عضلاتي دي ممكن يسلك بيها سنانه.. رحم الله إمرئ عرف قدر نفسه
هاجر:
أنت مصيبة يا آسورتي
آسر :
ده أنا غلبان والله يا جوجو
رمقته بدهشه وقالت بإستنكار :
مين غلبان؟؟؟ الله يرحم المقالب الي كنت بتعملها فيا
ضحك وقال :
ميبقاش قلبك أسود
أجابت عليه :
أنا بفكرك بس
مد يده إليها وقال :
طيب تعالي ندخل بيت الرعب
إتسعت عينيها وقالت بحسم :
لاااء ... يعني لسه كنت بلومك ع المقالب تقولي بيت الرعب ؟
أخذ يضحك حتي توقف عن الضحك ثم قال :
لاء ده مش زي الي كنا بندخله زمان ... الي هانروح دلوقت فكرته مختلفة ... تعالي ندخل وأنتي هاتعرفي
ضيقت عينيها وأمسكته من تلابيب سترته وقالت :
آسر .. عارف لو طلعت بتعمل فيا مقلب هعمل فيك أي
وضع يديه ع خصرها وجذبها إلي صدره ويحدق ف عينيها بنظرة جعلتها هائمة ف بحر عينيه قال:
أي يا روح آسر وقلبه وعقله ناوية تعملي فيا أي أكتر من الي بتعمليه فيا
عادت إلي خجلها وتوترها قالت :
أأ أنا؟؟ ... أنا عملت فيك أي ؟
أجاب عليها بنبرة تنضح بالحب والعشق :
سرقتيني
أتسعت حدقتيها بمفاجاءه قائلة :
سرقتك !!
أخذ يخطو للأمام وهي تتراجع إلي الخلف وهو يقول :
سرقتي قلبي من أول يوم جيتي فيه المستشفي وسرقتي عقلي الي مبطلش تفكير فيكي من وقتها وسرقتي روحي لما أغمي عليكي خوفت أوي ساعتها شيلتك وخدتك ف حضني
قالها وقام بمعانقتها ... دفعته ف صدره وصاحت ف وجهه :
قولتلك بطل الحركات دي أحسنلك
وكادت تلتفت لتبتعد من أمامه لكن وجدت إنها بداخل مكان مظلم ودخان يتسلل من فتحات بالأرض .. ألتفت مرة أخري :
آس.... لم تكمل حينما لم تجده ... قد أختفي
أردفت منادية بخوف :
آسر ... أنت فين ... والله لو طلع مقلب هخاصمك ومش هكلمك تاني
بدأ المكان يضيئ باللون الأحمر ليعطيه رهبة وخوف و صوت ضحكات مرعبة وصرخة أطلقها تمثال متحرك لسيدة ترتدي مثل ساحرة شمطاء.. القبعة المخروطية وخصلاتها الفضية مشعثة من أسفلها  السوداء والمعطف الأسود
ركضت هاجر وهي تصرخ وتنظر خلفها حتي أصتدمت بجسد متصلب تغمض عينيها وتدعو أن لايكون ما تظنه من ملمسه .. فتحت عينيها لتري هيكل عظمي يضيئ باللون الأزرق والأحمر ويطلق ضحكة مرعبه!
إستدارت لتركض حتي أصتدمت مرة أخري بجسد بشري ...رفعت عينيها لتري من هذا وجدت شخص يرتدي قناع بشع مخيف .. لم تتحمل رعبا أكثر من ذلك .. فسقطت مغشي عليها ... أمسكها قبل أن تقع وصاح :
هاجر .. فوءي أنا آسر
خلع القناع وحملها وغادر منزل الرعب هذا بل ومدينة الملاهي فإنه يعلم ما ستفعله عندما تستيقظ .
وبداخل سيارته يربت ع وجنتها لتستيقظ ونثر القليل من العطر ع يده ووضعه لدي أنفها
بدأت تستيقظ :
اممم .. آسر أنت فين .. آسر
فتحت عينيها لتجده أمامها لتجهش بالبكاء ..
آسر :
جوجو حبيبتي متخافيش أنا جمبك أهو
هدأت من نوبة البكاء هذه وحدقت إليه بنظرة نارية وقالت بصياح :
أنت الي كنت لابس الماسك بتاع العفريت صح ؟ وكمان ضحكت عليا ودخلتني بيت الرعب عشان تعمل فيا مقلب صح ؟؟
جز ع شفته بتوتر ورمقها بنظرة بريئة مصتنعه وقال :
أنا كنت بهز....
لم يكمل جملته حيث تلقي لكمة قوية منها ونزلت من السيارة
نزل خلفها واضعا يده لدي فكه :
اااااه يا مجنونه بتمد إيدك عليا
صاحت بغضب :
وهفتحلك دماغك كمان لو مبطلتش تعمل فيا مقالبك السخيفه ... حرام عليك أنا قلبي كان هيقف
أقترب منها وكاد يمسك يدها :
بعد الشر عليكي يا روحي
دفعت يده وقالت :
أوعي إبعد عني أنا مش هروح معاك
رفع إحدي حاجبيه قائلا :
يعني أي ؟
أجابت بتحدي وإصرار:
يعني أتفضل أمشي من هنا وأنا هاطلب أوبر وملكش دعوة بيا
جز ع أسنانه بحنق :
بصي حواليكي كويس المنطقة المقطوعة دي ..  وأي مليش دعوه بيكي دي ! أنتي نسيتي أن أنا جوزك يا دكتورة
أجابت بنبرة إستفزازية
لتثير غضبه .. هكذا تظن :
اه نسيت وأنسي أن مراتك ولما أروح هقول لبابا أنا مش عيزاك وروح دور ع واحده قلبها حديد تستحمل الي بتعملو فيا ده
_ أنا لسه عملت حاجه ...
قالها بنبرة ماكرة
صرخت ف وجهه :
آسر .. أنا مش بهزر
صاح بنفس علو صوتها :
وأنا بهزر
وأنفجر من الضحك ع وجهها المحتقن بالدماء من الغضب
عقدت ساعديها أمام صدرها :
وربنا أنت بارد
وضع يديه ع كتفيها ليجعلها تقترب منه :
ماتيجي تديني حضن وأنا هابقي ساخن مش بارد
زفرت بنفاذ صبر وسارت بخطي سريعة ... ذهب خلفها:
تعالي هنا رايحه فين
صاحت وهي تشير إليه بالإبتعاد :
أبعد عني يا آسر عشان أنا علي أخري منك
آسر :
خلاص حقك عليا مش هرخم عليكي تاني ولا هاعمل مقالب آخر مرة خلاص خلاص
_ ولو عملتها تاني ؟؟
آسر :
أبقي أعملي فيا الي أنتي عيزاه
هاجر :
ماشي لما نشوف ويلا عشان تروحني قبل ما المغرب يأذن
آسر :
لسه فاضل ساعه
هاجر:
أنا بقولك عايزة أمشي
زفر بتأفف وذهب إلي السيارة وفتح الباب وأشار إليها :
أتفضلي
****************************************
_ سارت نحوه ودخلت إلي السيارة وجلست بدون أن تنظر إليه .. دفع الباب خلفها وألتف إلي الجهة الأخري وجلس بمقعد القيادة وأنطلق بدون أن يتحدثا طوال الطريق حتي توقف أمام متجر شهير لبيع الحلويات الغربية وجميع أنواع الشيكولاتة .... وقبل أن ينزل من السيارة قال :
أستني هنا دقيقتين وراجعلك
لم  تجيب عليه ولم تنتبه إلي أين سيذهب ...
بينما علي بعد أمتار تقترب سيارة بها مجموعة من الشباب فقال إحدهم :
ألحق ياض منك ليه ده فيه عربية ركنة ع جمب وغالبا جواها مزة
أجاب عليه صاحبه بنبرة ثملة أثر المخدر الذي أستنشقه توا :
طيب ماتيجو ناخدها معانا ونروح بيها ع فيلا الواد عمرو أبوه وأمه مسافرين ومفيش حد غيره
قال ثالثهم وهو ينفث دخان سيجارته :
ياريت تطلع زي الحته الجامده الي شوفناها واقفه أدام المستشفي
أجاب عليه الرابع :
طيب يلا نلحق الحته الي ف العربية قبل ما تطير مننا
توقفت سيارتهم بمحازاة سيارة آسر ... كانت تتصفح الهاتف ولفت أنتبهها وميض ضوء يشتعل وينطفأ ... نظرت من النافذة لتلتقي عينيها بأعين أحدهم قائلا :
ألحق يالا أنت وهو دي طلعت المزه أياها
قال الأخر:
الله ع الحظ الجامد ده ... يلا أنزل هاتها
تنظر لهم بخوف ولم يصل لأذنيها حديثهم جيدا ... أبتعدت عن النافذة وهي ترتجف من الخوف وهي تقول :
هار أسود دول شكلهم جايين عليا
فتحت الباب باب مقعد القيادة وخرجت من السيارة وهي تصيح بخوف :
آسر ... يا آسر
بينما الآخر كان بالداخل والأبواب الزجاجية عازلة للصوت
_ أوقفها إحدهم ممسكا بساعدها ويشهر أمام وجهها سلاحا أبيض (مطواه ) وقال بتهديد :
تعالي معانا ف هدوء أحسنلك بدل ما أرسملك خريطة ع وشك الحلو الجميل ده
قالت بتوجس وجسدها يرتجف رعبا :
أنا هديك كل الي معايا بس ممكن تسيبني
ضحك بسخريه ليقول الأخر الذي أمسك بزراعها الآخر :
لاء يا حلوة إحنا عايزينك أنتي ويلا إسمعي الكلام عشان مهما حاولتي هناخدك كده كده
_ خرج أخيرا ويحمل ع يده علبة شيكولاته فاخرة ... لتقع عينيه بصدمة ع ذلك المشهد .. وقبل أن يفعل شئ ما أجري إتصالا سريعا
_ إبعد عني يا حيوان أنت وهو ... يا آسر .. آآآآآسر  .. صاحت بها هاجر
فقال المختطف :
وكمان أسمه آسر ده شكله عيل توتو من بتوع بابي ومامي ... تعالي معانا وأحنا هنوريكي إحنا رجالة أوي
_ أصدك كنتو رجاله ... قالها آسر وضرب رأس الشاب بقالب طوب كان مغروز حول شجرة
صاح الشاب بألم :
آآآآآآه وربنا لوريك ياض يا بن ال......
سبقه آسر باللكمة قوية ليأتي شاب آخر يحاول إمساكه وركله لكنه تفادها
إستغلت هاجر مايحدث فقامت بركل الذي يمسك بها بقوة ف ساقه ليبتعد متأوها ... وف غضون ثوان لاحظت وجود غصن شجرة غليظ ألتقطته مسرعه ونزلت بكل قوتها ع  رأس وظهر الشاب الذي يهجم ع آسر باللكمات :
حااااسب يا آسر
أصيب الشاب ليفقد توازنه ووقع من ألم الضربة وهناك آخر يحاول أن يمسكها فأنزلت الغصن ع رأسه ليسقط مغشي عليه
نجح إحدهم بالإمساك بآسر ووجه إليه ضربة بالسكين لتخدش زراعه
صرخت هاجر بذعر وخوف :
آآآآسر
_ نزل سلاحك أنت وهو وأثبت مكانك ... صاح بها الضابط سيف صديق آسر منذ الدراسة .. وصل للتو وبرفقته مجموعة من العساكر أمسك كلا منهم شابا
تقدم الضابط نحو آسر :
أنت كويس يا آسر ؟؟
أومأ له بإمتعاض :
الحمدلله جرح بسيط
الضابط :
أنا مش عارف أشكرك إزاي العيال دي سرقو العربية الي معاهم دي من الصبح وصاحبها راجل مهم ف البرلمان قالب الدنيا عندنا ف القسم
آسر :

أي ده أصدك إنهم نفس العيال الي بلغت عنهم الضهر ؟؟
أجاب الضابط :
اه هما والمشكله إنهم ولاد ناس مش عارف ليه بيعملو كده وأتقدم فيهم بلاغات تحرش وسرقة أكتر من مرة وكل مانقبض عليهم يطلعو بكفاله لكن المرة دي لبساهم رسمي قضية تحرش ومحاولة إختطاف ده أنا وربنا لأسهر الليلة دي عليهم تلطيش
آسر ويمسك بيد هاجر ويجز ع أسنانه بألم :
ربنا يعينك يا سيف
سيف :
ألف سلامة عليك وع المدام ... وبالمناسبة يا دكتورة أنا سيف الشناوي ظابط مباحث وأبقي صاحب آسر من أيام الإبتدائي والزمن بقي فرقنا من بعد ثانوية عامة هو دخل طب وأنا دخلت كلية الشرطة

أومأت له هاجر :
أهلا وسهلا ... طيب بما إنكو طلعتو أصحاب قبل مانروح معاك ع القسم عشان المحضر لازم نعدي ع أقرب مستشفي عشان جرحه الي عمال ينزف
سيف :
طبعا لازم نعدي ع المستشفي ونطمن عليه
آسر :
روح أنت ياسيف وأنا هاجي وراك بعربيتي
سيف :
طيب بس متتأخرش
ذهب سيف ...  فأنحني آسر جانبا ليمسك بعلبة شيكولاتة وأعطاها إليها قائلا :
أنا آسف حقك عليا يا روح قلبي إرتسمت إبتسامة غامرة ع ثغرها وقالت :
وأنا كمان آسفه ع أي حاجه عملتها النهارده وضايقتك
أمسك يدها وقام بتقبيلها وهمس بنبرة عاشقه :
بحبك أوي
إرتمت ع صدره محاوطه جزعه بزراعيها وقالت :
وأنا بعشقك أوي .
♥يتبع♥

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» Where stories live. Discover now