الفصل الثاني والعشرين

153 4 313
                                    

بقايا أمرأة:

وقفت تحدق في الطريق   
وخلف عينيها جراح اليأس   
تعصف بالبريق..   
وعبيرها يتوسد النسمات   
محمولا كأشلاء الغريق   
والشمس تترك للضياع ثيابها   
ويغوص منها السحر في بحر سحيق   
وعلى جدائل شعرها   
جلس العذاب وراح في نوم عميق   
ماتت على فمها ابتسامة عاشق   
فغدت بقايا من رحيق   
****************

يجلس امجد على كرسيهُ المريح وهو يطالع غروب الشمس من نافذة المكتب. كان يطالع كل ما حوله بعمق شديد وتركيز تام. حتى انه لم يسمع طرقات الباب المتتالية أو دخول احدهم مكتبه وهو يناديه قائلاً:

- وصلت هذه الرسالة لك يا سيدي.
-اتركها على المكتب، يمكنك الأنصراف.

خرج الرجل مسرعاً من غرفة المكتب فهي كانت مظلمة وكئيبة الى حدٍ ما. كل من يدخلها يشعر انه ينسحب قليلاً الى جانت الظلام. كان يجب ان يرى الناس الفرحة والسرور على ملامح وجهه، لكن كل ما يرونهُ هو الّصمت، قلة الحيلة، البرود، والحزن.
كيف لا يبدو حزيناً وهو يتلقى عشرات الرسائل من الفتاة التي أسرت قلبهُ منذ اول نظرةً ولا يمكنهُ حتى مواساتها. كل رسالة منها تبدو كطعنة الى قلبه الجريح.
ليتها تعلم ما به. ولما لم يخترها هي!
يتسأل أحياناً هل يا ترى سيشعر بالندم لو رأى ان ريما تزوجت من شخص أخر؟ كونت لنفسها حياة مع شخص أخر؟ أنجبت طفلاً من شخص أخر؟
مجرد التكفير يقتله يؤلم قلبه وجوارحه.
امتدت يدهُ ببطء والتقط الرسالة قربها من انفهُ وأشتمها بعمق.
أصدر زفيراً بعد مدة كانت تبدو كأنه يطلق الحسرة على حاله.
قام بفتح الرسالة ويداه ترتجف وهو لا يعلم السبب. قلبه ينبض بسرعة وقدماه ترتجف هذه المرة اكثر من كل مره يمسك فيها رسالة ريما.
رباه ما هذا الشعور؟
اخرج الورقة من الظرف وأخذ يقرأ كلماتها بسرعة شديدة، وعندما انتهى لاحظ الدموع التي أطلقت سراحها مقلتيه. كان يبكي بحسرة ويزأر بغضب. غضب من نفسه، من والده، من خطيبته، ومن والدته. وبحركة سريعة قام بتحطيم كل ما يعلو سطح مكتبه. صرخ حتى لم يعد يستطيع ان يصدر صوتاً. عيناه تجدح ناراً، كان يبدو كالأسد الجريح في تلك اللحظات.
عاد الى مكانه بخطوات سريعة وأخذ الرسالة بين يديه اخذ يشتمها مجدداً وتارة يقبلها بكل حسرة ، بكل حزن، بكل حب.

- آه يا اللهي لماذا ؟ أيعقل أن تفعل ريما هذا؟ أيعقل أن تترك ريما محبوبها هكذا؟
ليتها صبرت ولو قليلاً، ليتها حضرت يوم زفافي لكنت تركت العروس ووالدي وكل شئ خلفي وركضت نحوها.ليت الزمن يعود بي ولو قليلاً لكي استعيد ريمتي.
لكي أستمع الى صوتها الحزين، لكي أرى ابتسامتها البريئة، لكي أرى جدائلها الشقراء مرة أخرى.
آه يا جميلتي كسرتي قلبي بفعلتك هذه، زواجك من شخص أخر لكان أرحم من فقدانك من هذه الدنيا بأكملها.

لا معنى لهذه الدنيا بعدك يا روحي، ولا مذاق لها دون رؤية وجهك المشرق. تباً لزمانٍ لم يجمعنا سوياً.

فتح أمجد أحدى الأدراج التي في مكتبه وهو يرى الموت أمام عينه في تلك اللحظات. رأى أنكسار ريما وألمها، سمع كلمات عتبها، سمع أسمهُ من بين شفتيها في لحظتها الأخيرة، سمع صمتها بعد كل ذلك أيضاً.
أخذ المسدس بين يديه وأخذ يطالعه بشرود . يريد أن يعتاد على برودته. ثم أغمض عيناه وجلس على كريسهُ مرةً أخرى وأخذ يطالع السماء من نافذته ووجه المسدس على منتصف جبهته.
ثم أطلق تلك الرصاصة الوحيدة في ذلك السلاح البارد.
لم يكتب رسالة الى اي أحد كما فعلت ريما، فقط لأنه ليس لديه شخصٌ يحبه في هذهِ الدنيا غيرها. لذا قرر الذهاب اليها.
أن لم يجتمعوا في هذه الدنيا الكئيبة. سيجمعهم الموت حتماً.

تمت بحمد الله
خطت ملك كلمات النهاية لقصتها الحزينة وهي ترى الدمع يسقط من عيناها. اللهي ارزقني النهاية السعيدة يارب.
حتماً لا اريد نهاية تعيسة مثل هذه لقصتي مع علي.

*********************************

السلام عليكم أحبائي،
هذا البارت زيادة بس لذالك قصير شوي.
أتمنى يعجبكم، أحب اسمع ارائكم أن كانت أيجايبة أو سلبية.
دمتم سالمين.

كوثر الأسدي

ضياع العشقDove le storie prendono vita. Scoprilo ora