الفصل العاشر

87 17 3
                                    

" أحياناً نظن بأن الحياة ستظل دوماً هادئة دون عواقب، رغم أن الكون ليس كذلك ... فالبحار رغم صفائها لها أمواج تقتلع كل ما حولها ... والسماء رغم جمالها يأتي الرعد ليجعلها كالصاعقة وأيضاً الجبال رغم سكونها تتهاوى قممها أحياناً"

- سهام صادق
*****************************

قريبٌ أنت إلى أبعد مدى ....
بعيدٌ أنت إلى أقرب حد .....

خطت ملك تلك الكلمات من صنع الكاتبة أثير عبد الله النشمي على كتابها وهي تفكر لنفسها
أتراها تكتبني، تكتب حالي وما عانيتهُ مع علي.
وحتى في أسماء الروايات للكاتبة تشعر ملك بأن هناكَ شئ ما لها فيه.
مثل الكتاب " أحببتك أكثر من ما ينبغي وأحببتني أقل مما أستحق"
هو الكتاب الذي يوصف مشاعرها وأحاسيسها. راحت تسرح بذكرياتها إلى الماضي:

- يا علي أنا عايزة أروح المكتبة!
- ماشي هبقى أخدك أنتي وحنين بعدين!
عندك كتاب معين عايزاه؟
- أيوة نزل الكتاب الي كان نفسي فيه!
- أسمه أيه؟
- كانت لك
- وبعد؟ هو دا الوحيد ولا في غيره؟
- لا! أحببتكَ أكثر مما ينبغي وأحببتني أقل مما أستحق! هذا هو الكتاب الثاني الذي أريده.
- أنتي حقاً رومانسية ميؤوس منها!
- هذه الكتب توصف حياتي. لذا لا تسخر
- حقاً ما هي القصة عن هذا الكتاب ؟ ما كان أسمه ،ها، كانت لك!

-رحلتي مع "رواية كانت لك"..

هي روايتي الأولى وعمري الحبري الأول،هي جنوني وبعثرتي، هي ضوضائي الورقية، هي منطقي ولا منطقي..
أأقول ابنتي؟ كيف لا تكون ابنتي وقد كتبتها في تسعة أشهر؟ العمر التكويني الأول للأجنة..
بدأتها مشردة، أمسكت قلما ومفكرة، ورحت أسرد ما أعرف وما لا أعرف..
كتبت باسمها، رنا.. البطلة الأولى في مفكرتي.. رمستها بكل حروفي.. رحت أنقاد وأقود.. أحايل ..أهاود..
إلى أن تبعثر بين سطوري أيمن.. البطل الأول.. العاشق الأول، ذلك المخلوق الثلجي..
فوجدتني أضيع بينهما.. وأكتب كعاشقة.. وأكتب لعاشقة وعاشق.. وعاشقين.. وأشاهد من بعيد، وأضيع بين البين.
أحيانا كنت أكتب حد الضحك،وحد البكاء..وحد الحب. غجرية أمسكت قلما..وكتبت في الحب رواية بدأتها ليلا ذات آذار.. وأنهيتها "شتاءا" كانون الثاني..

أستغرب علي من كلامها هي تصف الرواية وكأنها حفظت ملخصها

- هل قمتي بحفظ ملخص الرواية؟

توردت وجنتيها وهي تقول
- ربما
- بالطبع حفظتي ملخصها
- وأن كان هل يمكننا الذهاب الأن؟
- هيا

عند وصولهم الى المكتبة كانت ملك أول من نزلت السيارة وراحت تتجول بين رفوف الكتب وتشتم رائحة الكلمات لو كان بأمكانها لحفرت الكلمات في عقلها وقلبها. لتخمد القليل من عطشها للحروف العاشقة.
أمتدت يدها لتلقط الكتاب الذي تريده ولكن سبقتها يدي علي وهو يأخذه قبل أن تمتد أناملها له.
فأستدارت نحوه وعلى ملامحها أبتسامة عابثة.
حول علي أنظاره لها وهو مستغرب من أبتسامتها تلك

ضياع العشقजहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें