الفصل السادس عشر

107 10 16
                                    

سيدتي
هل أخبروكِ قديماً عن العلوم والفيزياء وأن الرصاصه حينما تخرج لايهمها وجه القتيل وان الرصاصه حينما تخرج من فوهة البندقيه لايهمها نوع الفتيل
ان الرصاصه اذا خرجت لاتفرقُ بين البشع والجميل
ان الرصاصه اذا خرجت لايهمها من القاتل والمقتول والقتيل.

*******************************

أستيقظت مي على أصوات والديها يخوضان صراع جديد على أسباب تافهة ككل يوم. قامت بتكاسل وسارت بخطى بطيئة نحو الحمام. وبعدما أنتهت نزلت إلى الأسفل بتململ ولكنها توقفت في المنتصف تستمع إلى كلمات والديها التي يلقيانها لبعضهم في حالة غضب. ولكن كلماتهم هذه المرة كانت عنها.

- إلى متى ستبقى هذه الفتاة  على قلبي؟ لا أستطيع أن أستفيد منها أبداً ! لا من دراستها ولا من جلوسها في هذا البيت. علي أن أزوجها بسرعة وانتِ عليك أن تفهمي أننا بحاجة إلى المال.

- على جثتي ولكن الأن ما زالت روحي تتنفس لا يمكنك التحكم بها أبداً. كيف لك أن تفعل هذا بأبنتك؟ أتريد أن تضيع مستقبلها؟

- تباً لكِ ولمستقبلها! هل تجلب لي دراستها المال؟

وهنا نزلت مي أخر درجات من السلالم  ودخلت غرفة المعيشة بكل هدوء وثقة. وجلست على أقرب أريكة وهي تطالعهم بنظرات تملئها السخرية.

- سكتوا ليه؟ كملوا ما تسكتوش عشاني والنبي! ماهو الكلام لو عليه أنا عايزة أكون حاضرة وسامعة كل حاجة!

- أمشي يا مي من هنا وأدخلني أوضتك.

كان ذلك رد والدتها التي يبدو على وجهها الأرهاق الشديد.

- لا مش رايحة. ويلا سمعوني الي أنتوا كنتوا بتتناقشوا فيه.

- هيجيلك عريس بعد يومين وهتوافقي ورجلك فوق رقبتك.

- مش بمزاجك يا بابا. ما فيش حد هيجبرني على حاجة أنا مش عايزاها. وأنا بجد مليت من العيشة دي. دا أنتة بتيجي على وش الفجر كل يوم وبعدين بتطين عيشتنا بالديون بتاعتك من الزبالة القمار. والعيشة الي أحنا بنعيشها دي كلها بسببك. وممكن أوي أن حضرتك تمشي وتسيبنا أنا هعرف أعيش أزاي من غيرك. ماهو وجودك زي عدموا.

- أخرسي يا بنت الكلب.

وهم يريد صفعها ولكن وقفت أمامها والدتها وهي من تلقت الصفعة.

- قلتلك على جثتي أنك تأذيها يا جابر. ودلوقتي أتفضل أطلع برة.

- أحب أفكرك يا هانم أن البيت دا بأسمي !

ضياع العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن