الفصل الرابع عشر

72 10 1
                                    

همس الحب سيدتي يا ملاكي الطاهر
يا وعداً أضحى حقيقة في الظاهر
يا معزوفة أتغنى بها ليلاً ونهار
مشاغبة أنتي بين أحظاني
همساتكِ تقشعر لها أوصالي
كم أهواكِ ذوبان السكر في فنجاني
أنا دونكِ لستُ بأنسان
******************************

صوت الأسعاف يقترب من باب بيتي أكثر فأكثر إلى أن سمعت طرقات الباب تطرق الباب بعنف. تحركت من مكاني مهرولة نحو الباب وعندما فتحتهُ دلف الى الداخل رجال الأسعاف مع عدتهم ودلف خلفهم مازن الذي كان بائن على ملامحه القلق. فهرعت نهى نحوه لكي تسألهُ أن كان يعلم ما يحدث أو سيحدث ولكنهُ أستوقفها رافعاً يده يخرس كلماتها .
- خليهم يشوفوا شغلهم وبعدين هيحكولك كل حاجة، دلوقتي أنا رايح أساعدهم وأشوف أقدر أعمل أية.

وقفت نهى مكانها تستمع أليهم يصرخون لبعضهم بكلمات طبية لم تفهم منها إلا القليل. شاهدتهم يحملون والدها بعد فترة من الزمن ويخرجون به الى سيارة الأسعاف. ولكنها لم تتحرك من مكانها، ثابتة كالشجرة المغروسة في تراب الأرض. لا تسمع ولا ترى ولا تشعر بشئ سوى الخوف، الخوف من أن تسرق الحياة منها أخر شخص في عائلتها. وهي التي تخاف الوحدة
بعد وفاة أمها باتت تخاف كل شئ الحياة الفراق الموت حتى الحب.ولكنعا رغم ذلك وقعت في حب الشخص الخطأ. رجلٌ لم يبالي في كسر قلبها وخذلانها.والأن يقرر الرجل الأهم في حياتها أن يغادر دنياها لكي يسافر بعيداً إلى أرض النعيم. وأخيراً سقطت على الأرض الباردة وضمت رجليها إلى صدرها وأخذت تجهش بالبكاء. دموعها تنزل بحرارة على خديها الباردة كبرودة الموتى. أنفاسها تخرج وكأن روحها تفارق جسدها الضئيل.تسمع صوت خطوات يقترب منها ولكنها لم ترفع رأسها لكي ترى من. شعرت به يجلس مقابلتها ولكنه لم ينبس ببنت شفة.وظل على هذا الحال يستمع الى شهقاتها إلى أن هدأت.

- هل أنتهيتي؟ والأن هل تريدين الذهاب أليه أم تفضلين البقاء والبكاء وحدك؟

- لا أريد.
- ماذا بالضبط ؟
- لا أريد الذهاب!
- لماذا؟
- لا أريد أن أراه يغادر حياتي كما غادر البقية.كان هو سندي وأماني والأن يريد تركي بكل سهولة.
- من هم البقية؟
- أمي وأخي الذي توفى بحادث سير عندما كان في السابعة من عمره، وأبن عمك.

قالت كلمتها الأخيرة بمنتهى السخرية.حيث أنتبه مازن ألى نبرة صوتها وقال:

- هل تلومين علي لما يحدث لكي الأن؟
- بالطبع.
- لماذا؟ فهو لم يكن السبب لمرض أبيكي!
- بلى هو السبب. أتعلم لو لم ينفصل عني علي لكنتُ قد أعتنيت بوالدي وأنتبهتُ الى مرضه. ولكني كنتُ أبكي حالي وأسبح في ضعفي يومياً.

- لا ينفع اللوم بعد الأن! ولا أعتقد أن الضغينة التي تحملينها ضد علي فكرة سليمة.

ضياع العشقWhere stories live. Discover now