الفصل الثاني

339 34 7
                                    

في أحلامي فقط
أجدكَ ملاذاً لي
في أحلامي فقط
الجئ أليك لكي احتمي من وحوش الحياة
في أحلامي فقط
اشعر بأنك أماني في وحدتي
في أحلامي فقط
انام بين احضان ذكراك
******************

قرأتُ ذات يوم رواية تقول :
" بعضٌ من الحرمان ...كثيرٌ من الحزن... بعض الفراق ... وكثيراً جداً من البكاء... قليل من لحظات السعادة.... وكثير جداً جداً جداً من الألم ... انها الوصفة السحرية لأي قصة حب مستحيلة ... لأي قصة عشق خيالية تدور أحداثها فقط في قلوب العشاق والمحبين" لا اذكر أسم الكتاب حالياً ولكن اذكر جيداً هذه المقولة لأنني ذرفت دموع الشوق على خطوطها حتى لطخت دموعي السوداء الورقة بأكملها.
لم اعرف يومها لما بكيت. يمكن أني كنت ابكي دموع التعب أو دموع مكبوتة لوقت ما كان هيناً ليضيق صدري ويخرج اهاتهُ يومها.
كان كل ذلك يدور في عقلي وأنا ارقد على سرير المشفى بلا حراك. وفي اظلم الأركان في عقلي داهمتني ذكرى قديمة جداً. كنتُ حينها ابلغ السابعة عشر من عمري.
راحت مخيلتي ألى ذلك اليوم وكأنهُ البارحة :
كنتُ جالسة بالقرب من النافذة في غرفتي استمعُ ألي كلمات الفيديو الذي اشاهده بهدوء تام علني افهم شيئاً يساعدني على درس اليوم التالي. وفجأة سمعتُ صوت والدي مرحباً بأتصال أتاه بصوتٍ عالي تقريباً.
اقتربتُ من باب غرفتي لأن فضولي زاد عن حده. وقربتُ أذني من الباب لكي اسمع ما يقوله ابي .
- وعليكم السلام، كيف حالك يا بني علي
- ادامك الله عزيزي، هل كل شئ على ما يرام.
همهم والدها بعض الكلمات بصوت منخفض بعد ذلك. ثم فجأة سمعت صوته يأتي وكأنهُ يملؤهُ الحماس والفرحة.
- حسناً بني تعرف ان القرار لا يعود لي فقط فعلي ان أسأل ملك أولاً.

زادت حيرة ملك حينها وتسألت عما يريد والدها رأيها.
وبعد عدة ثواني استمعت ملك ألى خطوات والدها المقتربة من باب الغرفة، فأبتعدت مسرعة وألقت بنفسها على سريرها.
وحينها دق والدها باب حجرتها ونده بصوته الرجولي الخشن:
- ملك يا أبنتي علي يريد الحديث معك قليلاً .
- ادخل أبي
دلف توفيق ألى داخل الغرفة وفور رؤيته حال غرفتها ابتسم وقال
- ملك متى سترحمين حالك وعيناك التي بدت تذبل من شدة التركيز انظري حولكِ إلى هذه الغرفة.
- شكراً لأهتمامك ابي ولكن انتْ تعرف جيداً ان سبب قدومنا هنا هو فقط لكي أحضى على مستقبل يرضيك ويرضي الجميع.
ابتسم والدها بحنو وناولها الهاتف قبل ان يردف لعلي قائلاً عشر دقائق لا أكثر يا أبن أدهم.
سمعت ملك قهقهة علي تخترق اذنيها لتتخبط خفقات قلبها وتشعر وكأن فراشات الدنيا كلها تحيا بداخلها الأن.
أخذت أناملها الناعمة الهاتف من يد والدها وبعدها خرج توفيق وأوصد الباب خلفه.

لم تعرف ملك ما ستقوله بعد فصمتت لمدة ثواني قصيرة شعر بها علي وكأنها سنين .
- كيف حالكِ ملاكي
- الحمد لله يا علي ، وأنت
- بخير ما دمتي كذلك
- خير يا علي هل حدث شئ مهم
- كل الخير ان شاء الله. كنت أود سؤالك سؤال مهم جداً
- اسأل فلقد ارعبتني
- لا تخافي عزيزتي ، ولكن أنا فقط متوتر من ردة فعلك
تنهد علي وهو يشعر بالتوتر يحاوطه من كل جانب
- ملك أنا اريدُ أن أتقدم أليكي على سنة الله ورسوله.
ولا تقلقي سألتُ والديكِ وهما مسرورين بحق
وما بقى إلا أنتي فما قولك.

ضياع العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن