أقتباس من الرواية

45 7 8
                                    


* ملاحظة هذهِ الأحداث ستحدث في المستقبل لا حالياً ، هذهِ يعني كتشويق للرواية فقط!
أخبروني رأيكم ؟



دخلت ذلك المنزل بعد شهور من الفراق. شهور مرت وكأنها أعوام على قلبي. شهورٌ أشعلت الشوق والخذلان في داخلي. ولكن من من خذلت؟
سأخبركم ولكن الأن أريد أن أسترجع ذكرياتي القديمة في هذا المنزل. منزلي مع زوجي الذي قتل حبي وعشقي له في أقل من ثانية.
تركني في منتصف الطريق ولكن ليتهُ تركني فقط دون أن يشوه حبي له أو صورتهُ التي رسمت في خيالي.
كان كل شئ بالنسبة لي ولكن في يوم من الأيام تحول من الرجل الذي أعشق إلى وحش يود أن يفتك بنسمة الهواء التي تمر من أمامه! لم أفهم لماذا كل هذا الغضب ولم يرد أن يشاركني مشاكله. تركني في الظلام لمدةٍ طويلة وعندما بدأت أتسأل عن حالتهُ تلك، ثارت ثائرته وددتُ حينها أن أفهم فقط ما الذي يجري لكي أتفادى الخطأ لي المرة القادمة ولكن الكلمة الواحدة مني باتت تشعل فتيلة الغضب عنده! شعرت حينها أن حبنا قُتل على يديه وأنهُ ما عاد يحبني. ضاع عشقي لهُ بعد سنوات من الغرام. بدأت أتمشى بخطواتٍ بطيئة في ذلك البيت وأنا أدعو الله أن يكون في هذهِ الساعة في عمله وليس المنزل.
تأملت زوايا المنزل الكبير وكأنني أراه لأول مرة. مررتُ أناملي على جدرانهُ المتربة وأبتسمت يبدو أنهُ لم يهتم بتنظيف المنزل حتى! ماذا أيضاً غير التنظيف ؟ ماذا عن طعامهُ هل يأكل ؟ هل يهتم بصحته؟ هل هو مريض؟ أتسأل عنه كثيراً ولكن لا يحق لي سؤاله عن حاله فهو محرمٌ عليَّ الأن.
دخلت غرفتنا الصغيرة التي تجمع ذكريات عديدة منها السعيدة ومنها البشعة. مددتُ يدي وألتقطتُ زجاجة عطرهُ المفضل وفتحتها وقربتها من أنفي لكي أشتم رائحتهُ، آهٍ كم أشتقتُ لرائحته! أضطربت أنفاسي وكاد قلبي يخرج من مكانهُ عندما سمعت صوت خطوات تقترب من الغرفة وبعدها فُتح الباب بقوة وسمعت أنفاس لاهثة وسريعة. فأستدرتُ بسرعةٍ هائلة لكي تتصادم عينانا في تلك اللحظة وألمح الشوق والندم في خاصته. لمحت عشقهُ لي لثانية فقط وبعدها رأيت الصدمة على ملامح وجهه الوسيمة.
آه كم أشتقت لملامح وجهه شعرت وكأنني كدت أنساها لو لم أراه! كار يفتح فمه ويغلقهُ من شدة الصدمة. وبعدها نظر إلى يدي تحمل زجاجة العطر الخاص به وهي قريبة من أنفي وأنصدم أكثر. كان يبدو كالأطفال في تلك اللحظة. أغلقت قنينة العطر ووضعتها على الطاولة مرة أخرى. كنتُ أود أن تنتهي هذهِ اللحظة دون أن ينبس بأي حرف ولكن متى حدث شيئ من ما أردت؟
- ماذا تفعلين هنا ؟
- جئتُ لأنني أحتجتُ بعض الأشياء التي تركتها هنا، وبعض الأوراق أيضاً لا أكثر!
- وهل قنينة عطري أحدى الأشياء التي أحتجتها؟
- هلا تركتني وشأني لو سمحت أود أن ألمم بقية أشيائي وأخرج عن طريقك! أنا على عجلٍ من أمري.
- إلى أين ؟
- هل يهمك أن تعلم إلى أين ؟
- تقريباً مجرد فضول عن حالة زوجتي السابقة لا أكثر!
- أمممم دعني أخبرك أذاً أنني سأسافر في غضون ساعتين إلى أوربا ولن أعود إلى مصر بعد الأن فليس هناك ما يبقيني ! هل يرضي فضولك ما أخبرتك أم أنك تريد المزيد؟
- متى أتخذتي هذا القرار ولماذا ومع من ؟
- أتخذتهُ البارحة والسبب أنت ، لأن المكان الذي ستكون فيه سيبقى جحيماً لذكرياتي البشعة معك فقط. ولن أخبرك مع من فقط لأنني أريدك أن تهتم بشؤونك الخاصة لا شؤون زوجتك السابقة.
- أقسم بجلالة ربي لن تخرجي من عتبة هذا البيت أن لم تخبريني مع من ستذهبين!
- ستعلم لاحقاً !
- تباً لكِ لا تدعيني أضربك أخبريني الأن!
- لن تفعلها لست زوجتك .أنا محرمة عليك لا يمكنك لمسي حتى!
- تباً فقط قولي بحق الجحيم.
أنزلت يدها لكي تستقر على بطنها وبدأت تحركها بحنان. تابع يدها بصدمة وعيناه كانت على وشك أن تخرج من مكانها من هول الصدمة. بقيَّ على هذا الحال لمدة دقائق حتى صرخ بها:
- أتودين السفر وأنت تحملين بداخلك طفلاً مني، دون علمي وكأنني ميت!
- وأنت كذلك في نظري!
- هل حقاً كنت ستذهبين دون أخباري عن طفلي الذي ينمو بأحشائك الأن؟
- بلى ، ولكن كنت سأنتظر حتى ينضج قليلاً لكي أخبرهُ عن والده وأي أبٍ يملك.
- فلتذهبي للجحيم !
- سأراك هناك أن شاء الله.
- هل هو صبي ؟
- أجل
- بأي شهرٍ أنتِ الأن؟
- الخامس
- تباً ، تباً، تباً . أنا أب الأن وأنتي كنتِ ستحرميني من ذلك الشعور.
- عقاباً لما فعلتهُ بي، فما أفعلهُ أنا الأن لا يقارن بالجحيم التي عشتها معك.
تحركت بسرعة ولملمت أشياء مختلفة داخل حقيبتها. وبدأت تتحرك بسرعة في أنحاء الغرفة وهي تبكي وتمسح دموعها بطرف كفها. كل هذا وهو يقف عند عتبة الباب يطالع تلك المرأة التي يعشق بصدق ويحب من كل قلب وخسرها بكل غباء وضيعها من بين يديه. تكسر فؤاده وهو يطالعها منكسرة هكذا.

- هل يعلمون أنكِ حامل؟
- بالطبع
- ولم يمنعكِ أحدهم عن السفر؟
- بلى
- ولكن في نهاية المطاف القرار يعود لي وهى يريدون سعادتي فأنا تعبت وفي الأونة الأخيرة بتُ أشعر أنني كالمجنونة.

ضياع العشقWhere stories live. Discover now