الفصل الثامن عشر

50 7 4
                                    

لا تَحسَبي أن الكلامَ حبيبتي   
لغةٌ تُدارُ بعالَمِ العُشاقْ   
فالصمتُ مِن لغةِ الهوى   
وبها يَبوحُ العاشقُ المشتاقْ   
بيني وبينَكِ أبحُرٌ، ومنازلٌ ، وعوازِلٌ   
لكنَّ إحساسي يُسافرُ   
يَعبُرُ الآفاقْ   
إنَّا معًا في كلِّ وقتٍ مُنيتي   
ومعًا نُقاسي لوعةَ الأشواقْ   
سنموتُ في يومٍ معًا محبوبتي   
لكنَّ موتي لن يَكونَ فِراقْ   
في سَكرَةِ الموتِ التي تَنتابُنا   
قد تَعرفينَ حبيبتي   
أنا كم أُعاني عندَما أشتاقْ   

عبد العزيز جويدة
***********************
- عذراً سيدي لا يمكنني أن أتكفل قضيتك!

- أنا لدي أسبابي الخاصة. غير ذلك أنا لا أريد أن أدافع عن شخصٍ قام بقتل زوجته!
- أحسبها كما تريد ،ولكن جد لنفسك محامية ثانية، مع السلامة.
أنزلت الهاتف عن أذنها وهي تزفر بضجر. وبدأت تتصفح الملف الذي أمامها عن قضية جديدة. كانت شديدة التركيز حتى أنها لم تشعر بأحدهم يدلف داخل المكتب إلا عندما سمعت صوته لتقفز من على كرسيها صارخة:
- سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ، هل جننت؟ ألم تتعلم في حياتك عن شئ يدعى طرق الباب؟

- أهدئي عزيزتي فأنا بالفعل قمت بطرق الباب عدة مرات ولكنكِ كنتي مشغولة على الهاتف وبعدها حلقتِ بعيداً عن أرض الواقع!

- أسمعني صمتك! فأنا أفضلهُ أكثر من كريم الثرثار!
- سأقوم بقص لسانك قريباً يا زهرتي!
- هلا توقفت بطرح أسماء الدلع هذهِ ! حقاً تشمئز نفسي عندما تلقبني بأحداها!

- حسناً جميلتي! وردتي، قمري، ودادي. هل هذا يكفي أم تريدين المزيد؟
- توقف أرجوك رأسي سينفجر! أن لفظت لقباً أخر سأحظى بجلطة قلبية! أتريد ذلك؟
- حسناً ولكن بشرط؟
-  ما هو ؟
- قبليني يا حلوتي!

- أنت شخص منحرف وقليل الأدب، أخرج من مكتبي يا كريم فأنا لدي عمل كثير.

- كم أنكِ مملة! سأخرج ولكن سأعود لاحقاً لأستراحة وقت الغداء.

تنهدت بقلة حيلة وقالت:
- موافقة هيا أذهب!
أرسل لها قبلة بالهواء  وخرج ولكنها ضحكت على عبثه المستمر.
تحسنت علاقتهم منذ يوم الخطبة. وقررا سوياً أن يكون موعد حفل الزفاف في الشهر المقبل. كانت تقضي الكثير من الوقت مع أخواته فهم لا يكبرونها بالكثير. وتقبلت والدته وداد وأنفتح لها قلبها. كان بائناً على ملامحها الفرحة عندما ترى وداد. مما جعلها تشعر بالسعادة والفخر. أنها أستطاعت أن تكسب رضا حماتها وهذا شئ يصعب على الكثيرات.

- يا اللهي أخبرتهُ أن يخرج ولكن عقلي يأبى أن يخرجه من نطاق تفكيري! يالهُ من مزعج!

ضياع العشقWhere stories live. Discover now