# الحلقة الرابعة والعشرون

Start from the beginning
                                    

_ رن جرس المنزل وصل إلي مسمع كارين التي تتقلب بتأفف لكن صبا كانت منعمه بنوم عميق لاتشعر بشئ إطلاقا ... نهضت كارين بضجر :
أوف يا يونس مش قولت إنك هتيجي... ألتقطت مأزرها وأرتدته وذهبت لتفتح الباب وهي تتثاءب وبدون أن تنظر إلي الذي يقف أمامها همت بالذهاب إلي غرفتها :
أدخل متعملش صوت عشان صبا ومالك نايمين ...
تسمرت ف مكانها عينيها قد إتسعت ع مصرعيهما وضغطت ع قبضتيها تدعو الله أن مارأته بطرف عينيها هذا مجرد خيالا ... إستدارت مغلقة عينيها ولتتأكد قامت بفتحهما لتصتدم بوجه متجهم وعينين ذات نظرة حاده شهقت وهي ترجع بظهرها إلي الخلف  :
هااااا قق قق قصي
ولج إلي الداخل وأغلق الباب خلفه ... كادت تركض وهي تقول :
والله العظيم ما كنت أعرف حاجه
أشار لها بالصمت واضعا سبابته أمام شفتيه ثم أمسك يدها المرتجفه وقال بهدوء وإقتضاب زادها رعبا :
ماتخافيش 
ذهب بها إلي إحدي الغرف وكانت المرسم الخاص بها أشار إليها لتجلس ع الكرسي وذهب ليغلق الباب وجذب كرسي آخر وجلس أمامها يرمقها بنظرة ثاقبة وكأنه يتحدث بعينيه ... أخرج سيجارته وقداحته اللاتي  لاتفارق إحدهما جيب سترته وقام بإشعالها مطبقا عليها بشفتيه ... سحب نفسا عميقا منها و أطلقه دخانا كثيفا ف الهواء مما أصاب تلك الجالسة بخوف بسعال فقالت :
كح كح ..حرا..كح .. حرام عليك ..أنا ..كح كح حامل ... أطفي الزفتة دي ...
قالتها ونهضت لكي تفتح النافذة فأوقفها صوته الرخيم :
خليكي ف مكانك
نهض هو وقام بفتح النافذة التي أنطلق منها الهواء لتطاير الستائر ... عاد إلي كرسيه وجلس عليه وعقد ساعديه أمام صدره :
عايزك تحكيلي كل حاجه إلا وقسما بالله هتلاقي مني معامله هخليكي تكرهي نفسك ... رمقته بسخط وقالت بصوت مرتفع :
أنا .....
قاطعها مشيرا إليها بيده وقال :
وطي صوتك عشان صبا ومالك ليصحو ... قالها وإبتسم بدهاء .. نظرت بتوتر إليه وقالت بتوجس :
هحكيلك كل حاجة بس توعدني إنك متتهورش وتأذيها لأنك بكده هتخسرها للأبد .
قصي :
أوعدك
********""""""""""""***********"""""""
_ ملك ده أختبار من ربنا والدكتور طمنك بنفسه وقالك ده وضع مؤقت ومع العلاج هترجعي تمشي زي الأول ... قالتها خديجة
أجابت ملك بحزن ويأس يسيطر عليها :
أنا كان نفسي أموت وأرتاح وأريح الي حوليا
أقترب منها آدم ووضع كفه ع وجنتها بحنان :
بعد الشر عليكي يا ملك ... مين ده الي يرتاح منك أنتي لو شوفتي شكلنا خصوصا ماما لما عرفنا إنك عملتي حادثة ... إحنا كنا خايفين ليجرالها حاجة ... ومصعب الي طردتيه لولا انه لحقك وجابك ع المستشفي كان الوضع هيبقي أسوأ حتي بابا بغض النظر عن الخلافات الي مابينا وبينه كان هيموت عليكي من الخوف ومستني بره عشان يدخلك بس ...
قاطعته ملك بحسم  وغضب:
مش عايزة أشوف حد وياريت تسبوني لوحدي
نظرت خديجة إلي آدم وقالت :
يلا يا آدم سيبها ترتاح ...
ثم أردفت حديثها إلي ملك :
إحنا قاعدين برة ومعاكي لحد الدكتور ما يكتبلك تصريح بالخروج
لم تجيب ملك عليها بل فضلت الصمت وتمددت ع التخت موليه ظهرها إليهما
غادر آدم وخديجة الغرفة ...
ركضت جيهان نحوهما وقالت :
عملتو أي معاها ؟؟
أجابت خديجة :
سيبوها لوحدها دلوقت لأنها تقريبا ف صدمة من الي حصلها ومن الي حوليها ...
رمقت جيهان عزيز الجالس يستمع لحديثهم بسخط وقالت :
الله يسامح الي كان السبب
بادلها عزيز بنظرة حاده جعلتها أشاحت وجهها للجهة الأخري
_ ملك عامله أي دلوقت ؟؟
قالها يونس الذي جاء للتو يلتقط أنفاسه
أجابت خديجة :
الحمدلل بخير أدعيلها تتجاوز الصدمة الي فيها
آدم :
كنت فين ؟؟
أجاب يونس ويشير بهاتفه :
نزلت تحت ف الشارع أطمن ع كارين الشبكة هنا وحشه أوي ... وياسين لسه مرجعش ؟
_ أنا جيت ملك فاءت ولا لسه ؟؟ ... قالها ياسين
أجاب آدم :
اه هي كويسه بس أعصابها تعبانه شويه
زفر ياسين بضيق وقال :
لسه شايف مصعب قاعد تحت أدام عربيته وعمال يحرق ف سجاير .. هو بابا كلمه ف حاجه ضايقته ؟؟
_ لاء أختك أول ما فاءت لاقيته ف وشها فضلت تصرخ وتقولو بكرهك ...
قالها آدم
يونس:
ماشاء الله بابا طايح فينا كلنا حتي ماما ... ربنا يهديه ويهديه لينا
ياسين :
آمين ... قالها وتلفت من حوله باحثا عن زوجته فأردف :
محدش شاف ياسمين ؟؟
أجاب يونس عليه :
نسيت أقولك ... فضلت مستنياك أد كده وسيادتك أتأخرت عليها أستأذنت بعد ما أطمنت إن ملك بخير وروحت ومن صوتها باين عليها كانت مخنوقه ... أنت مزعلها ؟
ياسين :
لاء خالص هو حصل حاجه لما مشيت ؟؟
آدم :
أنت روحت فين؟
أجاب ياسين :
حوار كده كنت بخلصه هابقي أحكيلكو عليه بعدين ... أنا مضطر أسيبكو مينفعش أسيبها لوحدها
..وإن شاء الله هاجي بكره الصبح ... يلا سلام لو ف جديد كلموني
يونس:
أوك
ونعود إلي ملك التي أختارت المكوث بمفردها تمسك بالسلسلة التي أهداها إياها ... أخذت تتذكر آخر لقاء بينهما وتخليه عنها ... لتنسدل منها دموعها وقالت :
من النهاردة قلبي هينساك زي ما أتخليت عنه ومهما جيت وأترجتني عمري ما هرجعلك ...
قالتها وقامت بتقطيع السلسله إلي قطع وألقت بها وهي تزمجر وتصرخ بغضب.
***********""""""""""""""*****************
_ أنتي بالذات مكنش ينفع أقولك الحقيقة ... خوفت لتغيري معاملتك ليا أو أخسرك وربنا يعلم مكانتك جوه قلبي وعمري ما فكرت فيكي إنك بنت الراجل الي رباني وخلاني قصي العزازي ...
قالها قصي وهو يقف يتأمل القمر من النافذة
جففت كارين عبراتها بالمنشفه الورقية وقالت :
لما كنت صغيرة وبلاقي بابا لما بعمل حاجه غلط ويعاقبني عليها وأنت لما بتغلط مكنش بيعاقبك زيي ... حسيت بالغيرة منك وقتها وإن هو بيحبك أكتر مني
إبتسم وقال :
ونسيتي لما كنت بدافع عنك وبدل ماتشكريني تزعئيلي وتقوليلي ملكش دعوة بيا خليك ف حالك ولما بابا عاقبك بسبب المادة الي شيلتيها ف تانيه ثانوي وحكم عليكي متخرجيش من أوضتك غير لما يقرر هو ووقتها كان فيه رحلة لشرم هتطلعيها مع أصحابك وطبعا حرمك منها ... صعبتي عليا وخدتك من وراه وروحت معاكي ويشاء القدر ونقابله هناك صدفة وبسببك فضل ميكلمنيش شهر بحاله وحرمني من كل حاجه بس الفرحة الي شوفتها ف عينيكي يهون كل شئ عشانها لأنك مش أختي وبس ..أنتي بنتي كمان
نهضت وأتجهت إليه لتحاوط جذعه من الخلف ف عناق أخوي  وقالت بصوت متحشرج من البكاء :
وأنت أخويا وبابا ومليش غيرك أنت وخطيبة ملوكي إبنك ويونس الي طلع أخوك سبحان الله الدنيا دي ضيقة أوي
أمسك بيدها ليجعلها تستدير لتصبح أمامه وإبتسم لها بحنان محاوطا وجهها بكفيه :
طلعت بنوته ؟؟
قالها مشيرا بعينيه نحو بطنها المنتفخ
أومأت له مبتسمه ...أخذها بين زراعيه يعانقها بسعاده :
حبيبة خالو ... تشرف بس بالسلامة ومالك وأبوه تحت أمرها
كارين :
مش ناوي تروح لباباك وتقوله إنك إبنه وتواجهه بالحقيقه ؟؟
أجاب عليها بإقتضاب وملامحه تعود للتجهم :
قريب أوي 
شدت من معانقته قائله بنبرة وشيكة ع البكاء :
ربنا مايحرمنا منك ويهدي سرك أنت وصبا
أبعدها عن صدره وربت عليها :
بطلي دموع بقي وروحي حضرلي حاجة أكلها لأني ميت من الجوع وماكلتش من إمبارح
رفعت حاجبيها بسعادة قائلة :
أمرك يا كينج عشر دقايق والأكل هيكون جاهز
ذهبت لتعد له الطعام بينما هو غادر الغرفة وأتجه نحو الغرف وتوقف ف حيرة واضعا يديه ف خصره ليأتي صوت كارين من المطبخ المطل ع البهو:
الأوضة الي ع يمينك
ضحك وقال مازحا:
أنتي مركبه كاميرات ف الشقه ؟
أجابت عليه :
أنا عارفه إنك مش هتصبر لحد ما تاكل وتروحلها
خرجت من المطبخ وبيدها سكين :
قلب الأخت بقي يا قيصو ...
قالتها وغمزت بإحدي عينيها وقضمت قطعة من الخيار
قصي :
طيب أدعي لقلب مراته وتحن عليه
أبتلعت ما بفمها وقالت :
لو عايزاها تحن عليك إياك تصحيها من النوم أنا لو مكانها ممكن أرمي يونس من الشباك
قهقه من كلماتها معقبا :
مجنونه
وضع يده ع المقبض وفتح الباب ليولج إلي الداخل بخطي هادئة ... تراقص قلبه من فرط السعادة فور رؤيتها وهي ف أجمل هيئة يعشقها ف تلك الحالة وهي نائمة ... لكن أنتبه إلي ذلك الملاك الصغير الذي شعر بوجده وأستيقظ وأخذ يبتسم ويضحك لأبيه .. حمله قصي وقال بصوت يكاد مسموعا:
قلب بابا واحشني أوي ... عجبك الي ماما عملتو فيه  ياصاحبي!! ... خدتك مني وهربت متعرفش إنها مهما إستخبت مني قلبي هيدلني عليها لأن بحبها
أصدر الصغير أصوات وكأنه يحواره ... إبتسم قصي وقال :
عشان خاطرك أنت بس هتحمل منها مهما عملت ... أمري لله دي روحي ولازم أستحملها
ضحك له الصغير مرة أخري فقال قصي وهو يداعبه :
لاء كده شكلك هتقضيها سهر وأنا عايز أنام ... تعالي أوديك لعمتو تسهر معاك
خرج بالصغير ليجد كارين تخرج من المطبخ تحمل صينية مليئة بالطعام :
أي ده حبيب عمتو صحي ؟
أجاب قصي وهو يداعب أرنبة أنف الصغير بطرف أنفه :
أول ما دخلت لقيته صحي كأنه مستنيني ... صح ياصاحبي ؟
كارين :
ربنا يباركلك فيه ياحبيبي ويحفظهولك ... يلا بقي هاته عشان تعرف تاكل عملتلك بيتزا البيض الي بتحبها والحلو كريب بالنوتيلا
أخذت منه الصغير وقال :
تسلم إيدك
كارين وهي تبتسم للصغير :
بالهنا والشفا
لما تخلص هعملك النسكافيه
قصي وهو يتناول الطعام بنهم :
لاء شكرا انا عايز أنام والنسكافيه هيسهرني ... كله الي عايزو منك تخلي معاكي مالك الليلة دي
رمقته بإبتسامة ماكره :
ماشي ياسيدي عشان خاطر ملوكي
قصي :
دماغك متروحش شمال أنا خايف لما تصحي تشوفني ف وشها تتخض وتصوت والمسكين ده يصحي مفزوع
كارين :
هعمل نفسي مصدقاك ...هاسيبك أنا هاروح أغير له وأديله الرضعة ... تصبح ع خير

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» Where stories live. Discover now