زهرةٌ نَبتت في وريدهِ .

Start from the beginning
                                    

سَاورتهُ الشكوك قد لا يكون الجالسُ شخصاً لقد كان ثابتاً ومتأصلاً في مكانهِ تماماً كشجرة كأنهُ ولد هناك كأنهُ سيبقى هناك الى الأبد 

منَظر الشَخص على الرصيف في هذه الليلة المعتمة البَاردة كان منظراً شديد المأساوية ولكنهُ كان خلاباً وجميلاً يستحق التأمل
هذهِ حقيقة الحُزن
لا يمكن مطلقاً تجاهل سِحره

أخرجهُ من شرودهِ العميق صوت
"أعطني يدك "

نَظر لمصدر الصَوت كان شقيقه

في كل مَرة يسمع فيه صوت شقيقهِ كان بيكهيون يَشعُر بأنه يحب شيئاً ما لأول مرةٍ في حياتهِ مع أنهُ وطوال حياتهِ أحب أشياء كثيرة أشياء لا تعد .

مَد يدهُ النَحيلةَ لشقيقهِ في تلك اللحظة عندما تقاربت أيديهم لبعضها تسلل لبيكهيون ذات الدفئ الذي راودهُ في حلمهِ
كانت أيدي شقيقهِ بارده لكنهُ أحس بالدفئ

كالانهار الزرقاءِ في الأرض كانت عروق أيدي شقيقهِ مغروسةً تحت جلدهِ الأبيض

على ذاتِ الطاولة المُطلة جلسَا أمام بعضهما 

كان شقيقهُ الأكبر يمسك قلماً بيدهِ
كَشف بأصابعهِ عن وريد بيكيهون وهناك بدأ
بوضعِ خطوطٍ غامضة وداكنَةٍ بالنسبة للأصغر قد يقطع وريديِ بدفئ يديهِ الباردتين!!
  قد يقطعهُ بدفئ ذاك القَلم!!

هذا ما فكر بهِ الأصغر الذي عَاد لتأمل الشخص الجَالس على الرصيف كان منظراً يثير البكاء
حتى الصَمت المطبق كان يشبهُ الرثاء شبهاً كبيراً

مَر دقائق باردة حتى صدح صوتٌ خافتٌ في الأرجاء
خافتٌ كأنه المساء

"في ذاكَ الوقت..عندما هَربت الى الغَابة..كان علي ألا أعيدكَ أنا كنتُ نادماً لوقتٍ طويل كان علي أبقائكَ هُناك حيثُ تحب مع أشجار السرو 
في ذلك الوقت لم أكن افهم سَبب هربكَ منا من عائلتكَ
يبدو أنكَ أدركتَ قبلنا جميعاً أننا لم نكن معاً
طاول حياتي لم أشعر أننا معاً سوى في هذهِ اللحظة
لكن لو عاد الوقت كنت سأفعل الشيء ذاته كنت سأحتمل الم النَدم "

كانتَ أعينُ بيكهيون جاحظةً وقد طفقَ الدمع يخرجُ منها
كل دمعةٍ كانت ضخمةً كمحيط
كانت عيناهُ تتفجر دمعاً
كان كأنهُ تعرض لفجيعهٍ ولطاقة ذعُرٍ عظيمة
كانت الذكرياتُ  القديمة تعود كصفعةٍ لعظيمة لرأسه

كل كلمةٍ صدر من فم شفيقةٍ كانت كنيزكٍ ضَرب أرضاً محدثاً كوارثَ لا تعد

نظر لعينِ شقيقهِ تمكن لأولِ مرةٍمن رؤيةِ كمٍ هائلةٍ من الحنانِ الذي يثير الآسى

وضع شقيقهُ  القَلم على الطاولةِ وترك يد بيكهيون
مغادراً المكان

نظر الأصغر ليدهِ تحديداً مكان وريده وأبصَر هناكَ
رسمة لزهرة خزامى
في تلك اللحظة أحس بيكهيون لاول مرة في حياتهِ بثقل قلبه

تَذكر كلماتِ أختهِ
"ترعبني فكرة أنهُ ثمة ألمٌ لا أستطيع حمايتكَ منه "
لكنهُ في ذاتِ اللحظةِ أدركَ أنه نسي صوتها تماماً

شيئاً فشيئاً تأملَ الزهرة النابتة في وريدهِ تعالت شهقاتهُ
لم يكن هناكَ سببٌ واحد يدعوهُ لتوقف عن البكاء

آفاق تشانيول للصوتِ الشهقاتِ أبصر بيكهيون جالساً على الأرض كقرفصاءٍ  وقد تقلص حجمهُ كان مَنظراً مزق نياق قلبهِ
لم يدري ما يفعل كان منظراً يثير الجَزغ
وقف هناكَ امامه تماماً
سامحاً للصغير بأكمال البكاء الجنائزي الذي أنتابه

كان الصَغير يردد بين شهقاتهِ
"زهرة نَب..نبتت في وريدي..زهرة"

-

اتمنى أن لا يكون الفصل مخيباً للآمال 

-

أن يكَون شَجرة.Where stories live. Discover now