روحٌ قَوية .

216 45 53
                                    

كانَ المطر ينسابُ حزيناً على النوافذ
صوتُ أرتطامهِ فقط يُسمع
البردُ رقيقٌ بل شديد الرقة
لحظةٌ مسالمة على المائدة
بيني وبينَ أخي الذي كان كمثلِ شَرنقةٍ تريد أن تتفتح
ثُمة كلماتٌ تريد أن تَخرج من فمهِ

كنتُ خائفاً أعلم أن ذاك النوع من الكلماتِ التي تَأتي بعد الصمت تكون كمثل العواصف التي تَجرف كل شيء

حينها حقاً أنبسَ صوتٌ من شفتهِ الدقيقةِ

لقد كُنت هناكَ
واقفاً في كل لحظات حياتنا الصَعبة واجهتُ كل الأشياءِ بصمتٍ عنيد،كنت فقط كَمثلِ شجرة فقط أتنفسُ وأتحمل أثناء مواجهةِ الفصول العَصيبة،الأشجار تَصمد لا شَيء آخر متاحاً لديهِ لفعلهِ،لا شَيء آخر غير التَنفس.

أما أنتَ فكنت معزولاً عن ضوضاء لحظاتنا الصعبة والفظيعة كنتَ تسمعُ نفسكَ من الداخلِ فقط فَقط صوتكَ وأفكاركَ وما تؤمن بهِ تَنظر بصمت عيناكَ تفيض بألازدراء خاليةً تماماً كُنا عائلة كأي عائلة لكن في عينيكَ كنا حفنةً من الغرباء .

لو أتينا للحقيقة الأمر فمن عانى أكثر أنتَ الذي واجهت العواصف المندفعة من داخلكَ تلكَ النابعةِ من روحكَ

أم أنا حيث واجهتُ عواصفَ العالم وحدي دون أن أتذمر أو أعترض كنت فقط ثابتاً كشجرة!؟

رأيتُ الدموع تنسابُ وتنحدر على وجههِ الناصع
كانت لحظة صادقة بل شَديدة الصدق ،أمتلكتُ فيها شعوراً غامراً لا أعلم أسماً لهذا الشعور ،لكنهُ كان قوياً وحقيقياً رأيت بعض أفكاري تموت
أردتُ قول الكثير لكن لم أقل أي شيء

الماءُ يشفي غَليل العَطش لكن ما من كلماتٍ كانت تشفي غَليل ذاك الصَمت الذي خَيم
كانت لحظةً حقيقية
ذاكَ نوع من الحقيقة الطافحة باليأس

كما تنسابُ الأمطار على النافذة كانت تَنساب على خَديهِ
هناكَ نوعٌ من الموسيقى الجنائزية كان يسمع حولنا
حولي وحَول أخي

الكلماتُ كانت كمثل الماء الذي أقتحمَ الصحاري أنتهت
بسؤالٍ تنبعُ منه الدموع لا الأجوبة

أدركتُ أن هذا الوحش الصغير الذي أمامي يملكُ روحاً قوية
هذهِ الروحُ التي قَد تنبثقُ في موتي في أي لحظة
وتجعلني أعود لأشياء التي هَربت منها مذعوراً

أدركتُ تواً أن الأشجار أكثر المخلوقاتِ أمتلاكاً للحياة
أكثر جمادٍ يمكن أن يحرككَ ويهز كلما ما هو ثابتٌ فيك .

-
رأيكم الى الآن؟!
قد أحذف الفَصل لعد قناعتي بهِ

أن يكَون شَجرة.Where stories live. Discover now