مَـنسياً.

482 63 78
                                    


لطالما كانت عنائي نابعاً من كوني شخصاً مركباً من كمٍ هائلٍ من الأشخاص وهذا ما عرفتهُ في فترةٍ متأخرة من حياتـي


كنتُ مشوشاً دائماً مركباً ومعقداً خالياً من أي أنتماءٍ محدد

لم أمتَلك الفَضيلة الكافية لأنضم الى الرب وأتباعهِ في الكنيسةولم أملك الرَذيلة الكافيِة لأنضمَ الشياطين في مكانٍ ما من هذا العالم

لم أمُجد الحق ولم أصفق للباطل كذلكَ لم أكن منافقاً،كنتُ صريحاً مع نفسي كفاية لأدركَ إني لستُ مع أيٍ من الثلاثة


ربما أنا أشياءٌ غير موجودة
أشياءٌ شاحبة وكَئيبة تشعرُ أنها ولدت لكنها لم تحيى
أجل أنا من هذا النوع أنا موجودٌ ولكن لستُ حياً بعد
أحتاجٌ أن اكون حياً

بيكهيون يحبُ كونهُ شجرة أنه بلا شكٍ يشعرُ بالحياة حينما يغدو شجرة

لو كان بيدي لكنت جعلتهُ شجرة
ليس لأجعلهُ سعيداً هذا لم يكن من أهتماماتي قط.
لم أهتم لفكرة السعادة يوماً
لكن ربما لأني أرى أن هذا حقهُ
حقهُ أن يكونَ كما يريد
حتى وأن كان شجرة.

لكنهُ وأنا لم نختر شيئاً
لم نختر أن نولد لم نختر ما نحنُ عليه وربما لن نختار ما سنؤل أليه ،لم نختر أن نكون أخوه
لم نختر أن نولد بشراً
لم نختر عائلتنـا

أن الأمر حقيقةٌ مشوهة حين يقالُ لك أن تختار رفاقكَ وزجتكَ وحياتكَ المستقبلية،نحن نختارهم ضمن حدود الممكن ضمن ما هو متاحٌ
نحنُ نعيش ما هو متاحٌ لنا فقط .

خرجنا من السينما تواً
لم يستطع تاو وتشانيـول التوقف عن التدخين والثرثرة
كانت السيارة مختنقة بالغليـون كذلك رئتي
كان طريق شاحباً مع كونهِ يغص بالمارة

رؤية العشاق والرفاق والعوائل تلك المناظر الوديعة من الألفة البشرية كانت تثير شفقتي
سيفترقونَ يوماً سينسون بعضهم رويداً

-:كريس لما أنت شاردٌ هكذا؟

دخل صوتُ تاو الى أذني ولم أحمل رغبة برد عليه

-:هل كريس معنا كدتُ أنساها.!

هذه المرة كان صوت تشانـيول قال بينما رفع صوت  الموسيقى كأنه لم يرغب بسماع ردي

أكمل قائلاً-:ولو لم أكن أعرفهُ لقلت أنه عاشقٌ بائس!

أستدار تاو من المقعد الامامي وناولني سيجارة

قائلاً-: تشـانيول أخفض الموسيقى!

أستنشقتها ولاحظت أن تاو غير نوع سجائرهِ مرتيـن خلال شهر هذهِ المرة كانت ماركة بـول مـول بعد أن كانت مارلبورو

مرت ثوانٍ فقط ثم عدوتُ منسياً بينهما وزاولا أحاديثهما بنسجامٍ حاد بينما كنتُ كما العادة مغيباً

عدتُ أفكر هل سأعود لمنزلـي الذي أشعر أنه يعانـي الزكام
لأجد الفتى الذي يريد أن يكون شجرة!.

أن يكَون شَجرة.Where stories live. Discover now