زهرةٌ نَبتت في وريدهِ .

234 41 92
                                    

شَعر أن الأشياء تَضحكُ في كل مكان وأن التَوهج والأشجار والدفئ هو كلُ ما يراه كان الصباحُ قد أنسَلخ الليلُ حل لكن لسببٍ ما كان يشعرُ بحرارةِ الشمس تتدفقُ في أوردتهِ الخَضراء

أرادَ أن يقولَ شيئاً لكنهُ شَعر أن صوتهُ ينزف
أرادَ تذكر شيءٍ نسيهُ للأبد

بيكيهون آفاق من أحد أحلامه الدافئة
وتذكر كلماتِ أختهِ
لسببٍ هو ما بكى

كانت دموعهُ تنسلُ من عينيهِ
بينما أنسل من سريرهِ كغصنٍ سلبتهُ الرياح من شَجره

كانت الأرض الخشبية باردة
كان البَرد يصل سريعاً لعظامهِ فينخرها
يخطو ببطئ كأنهُ مسكونٌ بأكثر من روح

العَتمة كانت تحيط زوايا البيت المغلف بالصمت
لمَح شاباً طويلاً مُمداً على الأريكة

كان تشانيول قد غط في نومهِ كرجلٍ مَيت
جَلس بيكهيون أمام الأريكة تأمل النائم هُناك
تأمل حتى كأنهُ غار عميقاً 

لمح في عنقهِ و تحت أذنهِ تماماً
وشماً ما
كان وشم لزهرة الخُزامى صَغيرة..أقول صغيرة..زهرةٌ صغيرة..أنها مُرعبة الزهور الصَغيرة.. تنمو وقد يمضي المَرء كل حياتهِ في تأملها .

أراد أنتزاع الزهرة وألصاقها بجسده
اراد ان يعرف ان كانت هُناك رائحةٌ لتلك الزهرة
أراد أن يضيء المكان ويعرف ما لون تلك الزهرة

دام صمتٌ بارد في المكان كل في عقل بيكهيون كان تلك العنق وتلك الزهرة في اللحظة التي قرر فيها الصًغير أنتزاع الزهرة سمعى صوت خطى ثَقيلة

"ماذا تَفعل ؟ "

تسلل صَوت شقيقهِ الأكبر الى الأذنهِ

في أذنهِ كانت ثمة غاباتٌ تعصف بها الرياح
لذا كان بيكهيون يميل للصمت لأنه يصغي لتلكَ الرياح غالباً
لكن هُبوبها كان يتوقف حين يسمعُ صوت شقيقهِ

" هُناك زهرة "

أجاب بعد صمتٍ مطبق مشيراً للوشم في عنق تشانيول

"أتريدها ؟ "
قال الأكبر بينما اكمل سَيره نحو المطبخ

"أجل أريدها "

رد بيكهيون بينما يلحقه

كانَ المنزل مُوحشاً كعادتهِ حتى الأشخاص الذين يدخلونهُ يكتسبُون صفة الُوحشة كل زاويةٍ فيهِ كانت تملكُ برودتهَا الخاصة

مَنزلٌ لا تستطيعُ الصراخ فيهِ كل طبقاتٍ صوتكَ تحت سطوةِ المكان

أخذَ الأكبرُ كأس ماء بينما صَار الأصغر واقفاً أمام النافذة هُناك خارج المنزل لَمح شخصاً جالساً على الرصيف أمام منزل السيدة وندي التي تمضي ليلتَها الاولى في مثواها الأخير

أن يكَون شَجرة.Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt