تَملكُ جناحين ولا تَعلم أين تطير .

212 45 85
                                    


كريس أم هل عَلي أن اكتبَ أخي الأصغر أم أخي العزيز أم العزيزُ جداً أم الفتى الصغيرُ القادم من المجَرة أم الفتى الذي في عينيهِ شيءٌ يشبهُ التابوت لكن بعد كل شيء أنا كتبت كريِس لأنكَ بنسبةِ لي لستَ ألا ما أنتَ عليهِ 

الأمر يا أخي إني اكتب لك كما لو إني أكتب لنفسي مؤخراً حصل لي أمر مؤلم مؤخراً يا أخي الثَمين أنا أجهضت طفلي الاول كان الأمر مريراً بالنسبة لي صرت أشعر بالتشوة في كل زوايا روحي

قَد يكونُ الأمر عَديم الأهميةِ لكَ لكن وبشكل مؤكد أنا وقعت في حزنٍ لن أخرجَ منهُ أبداً رأيت الدم ينزل كنت في شهري الثَامن أدركت أنهُ مات

لا أستطيعُ المقاومة أشعر إني أقيمُ في كهفٍ لن تدخلهُ أشعر الشَمس أحسُ بالبرد لو أحرقوني لن يزول هذا البَرد أنهُ يلازمني أذكرك وأذكرُ أخانا الصغير فأحسُ بدفئٍ أصفر دفئٍ حريريٍ ورقيق يتغَلغلُ في أوردتي

زوجي صار بشعاً اكثر من ذي قبل يبدو لي ككلبٍ شَرهٍ بلا قَلب، أبي قال أن موت طفلي ليس شيئاً عظيماً

لذا أكتبُ لكَ لأنك تفهَم حُزني لن أحبَ أبداً شخصاً بقدر ما أحبكَ لأنك تفهمَ حُزني أذكر أنكَ دائماً أول طفلٍ شعرتُ بالأمومةِ نحوه

أغوصُ في حزنِ وَجهكَ الرهيِف أغوص في ملامحكَ الواجمةِ أغوص في عينيكَ الحيرى أغوص أعمق أراكَ واقفاً في وحدتكَ تَبحثُ عن السلوانِ لا يَلمس روحكَ شيء مذعورٌ ،فؤادكَ شاحبٌ ،حِسك مَيت، ليس لكَ أزهارٌ لتَشمَ عبقآه ولا مسراتٌ لتضحك لأجلها أودُ لو ألمسكَ وأرعاكَ كطفلٍ أصلي لأجلكَ كأم مُحبةٌ ،أنا أرى دائماً كم تراعي  أشيائكَ الحزينة .

أودُ سؤالكَ عن شَيء وأنا بهذا أجرحُ نفسي جُرحاً لا شفاء منهُ
لكن أنظر يا أخي على المرء مواجهةُ ألمهِ

هل أحببتنا يوماً كعائلة ؟!
هل كُنا أشخاصاً ذوي أهمية أشخاصاً لا تَحتملُ فكرة فَقدهم أم كَنا غرباءَ تحس بعدم الأنتماء أتجاهم أشخاصاً تنظر اليهم على أنهم أقل منكَ، رأيت في عينيكَ سخطاً عظيماً علينا هل كان علينا تغيرر أنفسنا هل نحن على خطأ بكوننا على ما نحن عليهِ ؟!

مُغادرتكَ وتركك لنَا كان أمراً شجاعاً خالياً من الخوف وكذلك الحُب ذَهبت لتتعلم لتَحقق ما تؤمنُ به ولتكونَ أكثر وعياً
أنتَ ولدتَ واعياً وذكياً كانَ جدتي تقول أنكَ ذكي لدرجةٍ لن تسمح لكَ بأن تكونَ سعيداً يوماً

كَانت أمي خائفاً منكَ كنت رعباً حقيقياً لنا
كنت جامداً لايهمكَ شيء حٌر ولا تسمع ألا نفسكَ
لقد جَعلت قلبي أمي معطوباً أنها أشد النساء تعاسةً في الحي لأنها تملك أبناً جافاً مثلك
لقد أخذت بيكهيون لمنزل زَوجي لأن ابي يكرر أن أبنه الأكبر ذهب الى العاصمة وهجر العائلة والثاني مختل عقلياً
أمي كانت تغرق بالمعاناة وكان علي حمايتها لذا تزوجتُ وأخذت بيكهيون لأرعاهَ
لأن واجب الأبن حمايةُ قلب أمهِ من الألم هل أنتَ واعٍ لهذا الأمر ؟!

أن يكَون شَجرة.Where stories live. Discover now