بداية جديدة!

2K 141 118
                                    

أتمنى تدعموني و أنكم تشاركون الرواية😍🌹
شكرا لكل من ساندني❤️💜
__________________________

إنسحب الطبيب، و ظل جايك و والديه ينتظرون نهاية الجلسة النفسية ليطمئنوا على محبوبتهم، و حتى يعرفون مصير ذلك الجنين البريء! مرّ البعض من الوقت و جايك يكاد يمسح الطريق تحت قدميه لكثرة ذهابه و إيابه بين الغرفة و قاعة الإنتظار، و أخيرا إنتهى عذابه لما لمح الطبيب النفسي يخرج من غرفتها، ركض نحوه مطالبا الإستفسار بحالة زوجته: مرحبا دكتور، أنا السيد جيون جايك زوج أيمي، هل هي بخير، ما هو تشخيصك، و مالذي قرَّرتْهُ زوجتي بخصوص الجنين!؟

الطبيب:مرحبا، سيدي، زوجتك تعاني من إكتئاب حاد، غير ذلك هي ترفض واقعها لأبعد حد جرّاء كل ما عانت منه بالآونة الأخيرة، سيتوجّب عليها حضور العديد من الجلسات النفسية، لكن لا يمكنني ضمان النتيجة لكم، فهذا يعتمد أيضا على طريقة تعاملكم معها إضافة إلى الجوّ الذي سيحيط بها، طبعا سأشرح لكم بالتفصيل كيفية التعامل معها خارج المستشفى لاحقا! أمّا بخصوص الجنين فهي ترفض الإحتفاظ به، لكن صحتها النفسية لا تسمح لها بإتخاذ قرار كهذا، لذا سيرجع ذلك لوصيّها القانوني، و في هذه الحالة زوجها! سيد جيون جايك، عليك إخباري إن كنت تريد الإحتفاظ بذلك الجنين أم لا!؟

تنفس جايك الصعداء، طأطأ رأسه لوهلة، ليرفعه مرة أخرى باتجاه والديه و عيناه لا تكاد تخلوا من تلك الطفيليات الثمينة التي تعبّر عن حالته النفسية وقتها، أردف حينها بصوت مجروح: هل أكون وحشا إن أردتُ الإحتفاظ به؟ هل أكون كذلك،إن أرغمتها بالإحتفاظ بتلك الروح التي خلّفها أكثر شخص تكرهه أيمي! لربّما سيذكّرها ذلك الصغير دوما بما حدث معها، لكن ما شأنه بكل ذلك!! فهو نقيٌّ من كل خطايا البشر، ربّما هي لن تقبل بذلك الآن لأنّ جرحها عميق كبحر من دون قاع، لكنني متأكد أنّها عندما ستصبح أحسن، و إن علِمت حينها أنها تخلصت من طفلها، فهي لن تتحمل ذلك، هي غير قادرة حتى على إيذاء ذبابة، فكيف ستتحمل موت جنينها!

دمعت أعين والديه لكلامه المنطقي العفوي و الصريح ، الذي ربما بالنسبة لبعضنا هو مبتذل ،لكن في الحقيقة يتطلب الكثير من القوة و الشجاعة لقوله! فكم هو شهم حتى يعطي طفل رجل آخر فرصة العيش بعائلة محبة كخاصته، و كم هو شجاع ليتحدى ذلك القدر اللّئيم الذي شاء أن يترك ندبة واقعية على صفة طفل بريء، بحياتهما الزوجية المستقبلية، موقف جايك حينها لا يُحسد أبدا و لكنه اختار بقلبه الذي لا يخطىء أبدا، فحتى ما نسميه خطأ، لمّا يبدر من الخافق، يتحول بعدها لدرس يُسجّل بين طيات صفحاتنا جاعلا من موقفنا ذاك مثالا لما سنواجهه بالمستقبل! الحفاظ على تلك الروح من أجل زوجته كان قراره!

تقدمت أمه نحوه بفخر، ذلك الصبي المتعجرف كما سمّته بالماضي ، ترعرع جيدا، ليصبح إبنا صالحا و زوجا وفيا تخجل الجبال من صموده بوجه تلك الصعاب، عانقته بقوّة، أبعدت بعدها وجهها عنه ماسكة إياه من كلتا كتفيه ، لتتكلم بثبات: أنا فعلا فخورة بك يا بني، و اعْلَم أنني و أباك على ما أظن، نؤيّد قرارك مهما كان!
ليكمل السيد جيون عنها: أجل يا إبني الغالي، أنتَ تقول الصواب، ما من ذنب لذلك الملاك الصغير، فلتفعل ما يمليه عليك قلبك، و سنساندك بكل خطوة تخطوها!

ليتك لم تعرفنيWhere stories live. Discover now