حياتي اليومية

2.7K 175 29
                                    

لا تنسوا الضغط على النجمة إن عجبكم الجزء فضلا و ليس أمرا💕💕💕💕
تعليقاتكم تهمّني لذا لا تبخوا بها! و شكرًا على المتابعة 🌹
________________

رمقته أيمي بنظرات حزينة تملؤها الدموع، لتتكلم:أنا لم يسبق لي و أن رأيتك! وحتى إن حدث ذلك، لا أظنني سأودّ تذكر شخص منحرف مثلك!
لتخرج راكضتا من تلك القاعة ، بعد ان انزل جايك حراسته لسماعه تلك الكلمات الباردة التي خرجت من فم ايمي......
اشتدّ غضب ذلك الأخير و أخذ يلكم الحائط بينما يتكلم بصوت صاخب: سوف أجعلكي تندمين لترككِ لي بهذه الندبة على قلبي! و اللّعنة عليك يا جايك، لما لم تتمكن من نسيانها!
إتجهت أيمي نحو الحمام، حيث أغلقت الباب على نفسها، و أفرغت كل ما بداخلها من بكاء، لتبدأبتهدئة نفسها شيئا فشيئا، غسلت وجهها و خرجت لتلتحق بليسا، و تكمل يومها بسلام بين مختلف الحصص.....
انتهى ذلك اليوم بمحادثة صارت بين أيمي و ليسا بغرفتهما:
ليسا، بينما هي مستلقية على بطنها حاملة ذقنها بيديها المرتكزتان على الوسادة:أيمي! ما الذي يجري بينك و بين جايك! أحس أنه هنالك شيء بينكما!؟ و لماذا كنتِ شاردتا طيلة اليوم و كأن شيء يضايقك!؟
إلتفّت أيمي بسريرها لتقابل ليسا، رمقتها بنوع من الارتباك قائلتا: لا أعرف ان كنتُ أستطيع أن أثق بك ، حتى أروي لكِ ما يجري معي!؟
توسعت عينا ليسا لتجيب بطريقة طفولية: و هل إن أخبرتك عن سري، ستُفرغين ما يوجد بقلبك!؟
أيمي: حسنا فلتجربي!
جلست ليسا على سريرها لتبدأ بسرد قصتها: في الحقيقة أنا و عائلتي لم نعد من الأغنياء، أبي أفلس منذ عدة أشهر، لكن لا أحد بهذه المدرسة على علم بالموضوع ، إن حدث و أصبحوا على دراية بذلك، فسيتنمرون علي بشدة! لذا أرجو أن يبقى هذا الكلام بيننا!
نهضت أيمي من مكانها جالستا بجانب صديقتها مرّرت ذراعها فوق كتفي ليسا لتعانقها، مردفتا: أنا حقّا آسفة لكل ما يحدث مع عائلتك، لكن كيف تمكنتي من دفع تكاليف السنة الدراسية إن كنتم مفلسين!؟
لتجيبها ليسا: لقد دفع أبي تكاليف الخمس سنوات بأول سنة لي بهذه المدرسة، يعني لما كانت شركته بأحسن حال، و لهذا أنا فقط أكمل ما بدأته هنا بكل ما أملك من طاقة، علي أن أنجح حتّى أتمكن من مساعدة أبي بالنهوض مرّة ثانية!
أخذت أيمي تربث على كتفها ، قائلتا: والديكِ حقّا محظوظين لإمتلاكهم ابنة صالحة مثلك، أتمنى أن تحققي مبتغاك و إن إحتجتي لأي شيء فأنا هنا سأساعدك !
رمقتها ليسا بنظرات طفولية ، مردفتا: شكرا لك يا صديقتي! و الآن دورك! فلتخبريني بسرّك!؟
عدّلت أيمي جلستها، لتتكلم: حسنا! أجل، أنا أعرف جايك و ذلك قبل ثلاثة سنوات، فهو كان مُنقذي أنذاك و الآن أصبح جحيمي! إنه لا يعلم أنّني أتذكره الآن، و لا أريده أن يعرف بذلك! ففي تلك السنوات التي مضت، كان بالنسبة لي كالنجم المشع بليالي غمرتها العتمة، كان لمسة الأمل التي جعلتني أخرج من إكتئابي! لقد أنقذني و جعلني أُدركُ ما أنا عليه بالحقيقة، أمدّني بالقوة التي جعلتني أصل إلى ما أنا عليه! لكنني لا أريده أن يعرف كل هذا! لا أريد المزيد من العذاب و المشاكل!
قاطعتها ليسا مردفتا: عن أيّة مشاكل تتحدثين! كان عليكي أن تصارحيه! لكنه تصرف معك كغريبة و كأنّه لم يعرفكي من قبل ! كيف يمكن أن يكون منقذك و هو لا يتذكرك حتى!  
لتجيبها أيمي:ياااه! تطلبين مني مصارحة شخص لم يتذكرني حتى!؟ لقد سألني إن كنتُ أعرفه بسبب طريقة تعاملي معه و ليس لأنه يتذكّرني! لذا لن يكون هناك فرق إن أخبرته أنّني أعرفه أم لا!؟  فهو قد نساني بالفعل! لتكمل بسرد قصتها كاملة لصديقتها  شاملة موضوع كريس ،مرض جدتها ،كيف أنقذها جايك و قصة الميتم..... توقفت لوهلة، ثم أكملت: أشعر أنّ نظرات جايك قد تغيرت ، فبالرغم من أنه كان وقح معي منذ ثلاث سنوات إلّا أنه كان يُشعِرني بالراحة، أما الآن فلقد أصبح متملك للغاية ، تماما ككريس! و هذا ما يخيفني ......
ليسا: أشكّ أنّكِ أنتِ من جعلته يتحول إلى ما هو عليه الآن!؟
قامت أيمي من السرير، أخذت تبعثر شعرها بطريقة عشوائية، لتتكلم: لا أعرف! و لكن فلتفهميني ليسا! أنا لا أريد التورّط بأيّ قصة! علي الإعتناء بنفسي بالميتم و خصوصا بصغيري جوني، فهو يعتمد علي!
ليسا بتملل: جوني! و هل أنتِ أمّه! لما كل هذه المسؤولية إتجاه هذا الصغير!
أيمي: لقد ترعرع تحت نظراتي أحبه بشدّة و هو متعلق بي لدرجة أنه يناديني بماما، فكيف لي أن أتركه؟
قامت ليسا من مكانها لتعانق أيمي من الخلف واضعتا رأسها على كتف صديقتها، لتتحدّث: حسنا، أفهم مخاوفك لكن فلتكوني أكثر حذرا ، فجايك مهما كان سيء الطبع ، إلّا أنه ما مِن مثابر مثله إن كان ذلك بالدراسة أو بالحصول على ما يريد، لذا كوني حذرة بتصرفاتك الطائشة إتجاهه، فإن تذكّرك ،لا أظنه سيبقى صامدا! و تذكري، أنّني سأكون دائما هنا إن إحتجتي للمساعدة!؟
لتقاطع حبل كلامها أيمي مردفتا: بما أنك تتكلمين على المساعدة! علي الخروج من المدرسة كل ليلة، يجب أن أعمل لأتمكن من المساعدة بتكاليف الميتم ، كلارا لن تتمكن من تدبير الأمور لوحدها، ففي هذه السنة نزلت نسبة التبرعات للحضيض و علينا الإجتهاد على حسابنا حتى نتدبر أمور الأولاد هناك، و أيضا علي أن أطمئن على جوني، أخبرتني كلارا أنه رفض الأكل اليوم، يريد رؤيتي! لذا أرجوكي فلتساعديني! طلاب هذه المدرسة كلهم من النوع المدلل، و من المؤكد أنهم متعوّدون على السهر بالملاهي و غيرها، لا تقولين لي أنهم ملتزمون بقوانين المدرسة فيما يخص عدم الخروج بعد الثامنة! لا بدّ أنهم قد وجدوا حلا للخروج و الرجوع من دون أن يمسكهم أحد!
نفخت ليسا على شفتيها بتملل لتردف: حسنا، سأخبرك، هناك طريقة للخروج، لكنني بالفعل لا أشجّعك عليها! فالعقابات هنا صارمة للغاية!
أيمي: أعرف ذلك ، لكن ما من خيار أمامي! هيا فلتشرحي لي!
لتجيبها ليسا بوجه عابس: إنه الباب الخلفي للمدرسة! فهو غير محروس لمنتصف الليل، يمكن الخروج و الدخول من هناك ، لكن عليك الرجوع قبل الثانية عشرة ليلا، فبعدها يأتي رجل الأمن ليحرسها حتى الصباح، و لن تتمكني من الدخول! و أيضا عليك الإنتباه يمكنك الخروج و الدخول من هناك لكن هذا لا يعني أنه ما من أحد يمر من ذلك الإتجاه، إن كانوا التلاميذ أو الأساتذة، يجب أن تأخذي إحتياطك منهم!
أيمي بعد أن حضرت نفسها: حسنا، شكرا اكِ حبيبتي، و الآن علي الذهاب، أراكِ لاحقا!
إتجهت أيمي لعملها بالمقهى الليلي و بعدها إلى الميتم حيث إطمأنت على جوني و كلارا ، لتنهي مشوارها واضعة رأسها على وسادتها متجهتا نحو عالم الأحلام......
في صباح يوم الغد، تجهزتا كل من ليسا و أيمي( لباسها بالصورة)

ليتك لم تعرفنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن