تَملكُ جناحين ولا تَعلم أين تطير .

215 45 85
                                    

أبي لم يعد كما كان لقد أدركَ أن صراخهُ بلا قيمة وأن يدهُ تألمهُ لفرط أستخدامها ضدنا أدرك أن الحياة أكبر وأعظم من متجر البقالة الذي يتباهى بهِ و يراه أهل حي أضخم شيء
أبي الآن رجلٌ في الخمسين متزوجٌ لديهِ ثلاثُ أبناء لا يملكُ ذكريات سعيدة كافية لتنقذه

أنا أعترف لقد كنا عائلة تعبيسة وأمتلكنا طفولةً جافةً وقاسية لكن كانت لنا أيامٌ سعيدة كذلك حين تركتنا كنا في لحظاتنا السعيدة نفتقدكَ

كنا حين يسافر ابي خارج القَرية نذهب فجراً الى عمق الغابة نخيم قرب النهر انا وامي وبيكهيون أمتلكنا الكثير من المسرات الصغيرة أنقذنا انفسنا من الوحدة المريرة

كيف تَمكنت من هجرنَا بهذا الشكل القاطع نحنُ عائلتك أختارنا الله لنكون مع بعضنا البعض الدمُ لا يُحال الى ماءٍ أبداً
العائلة مهما كان شكلها وحالها تبقى بركةً ونعمة وانت الآن مسلوبٌ البركة وخالٍ من النعمة.

كنت أفكر فيكَ حيث أنت، هل وجدت السعادة هل تخلصت من الوحدة هل تمكنت من شرح نفسكَ بكلمات هل هروبكَ منا جعلكَ تجد نفسك؟!

الذينَ يبحثون ويلهثون خلف السَعادة والكمال سيرتطمونَ بالتعاسة الأبدية

كنتُ تنظر لي على إني بلا أهمية أسالكَ لماذا أسألكَ بصدقٍ أخبرني لماذا ؟!لأني سَطحيةٌ ومنعدمةُ العمق أم أنكَ تراني أنسانةً جوفاء بلا روح ،كيف تَنظر لي ،قل لي؟!

أحُب أن يُنظر الي على إني فتاةٌ طَرية جالسةٌ تحتَ ظلِ شجرةٍ في الحَديقة الخَلفية تَحيكُ ستَرة من صوف، قربها طفلها يقرأ القصائد لا شيء سوى القصائد ،تَصدحُ حولها الأنهار بألاغنياتِ ولا يقبل ثَغرها شيءٌ غير الريح لا يَلمسها غير دفىء الشَمس فتَاة مهجورةٌ في سهول أيرلند سَعيدةٌ كشوارعِ كوبا تَفوح منها روائح الشَرق البَهيج

أنا كنتُ فتاةً بَسيطةً وطيبة خاليةً من البؤس
الآن أنا فتاةٌ بسيطةٌ وطيبة مصابةٌ بالحُزن والملل
هل تستخفُ بي لأني طَيبة وبسيطة أتريدُ أن أكونَ شائكةً دائمة التفكر ولدي هَوس عمق مثلكَ أتريدني شاردةً و اعاني الهلوسات مثل أخينا الأصغر ؟!

أرجحُ الأحتمالاتِ الطَيبة لكل سوءٍ يَحدث أملكُ الحنانُ ،أثقُ بآخرينَ وأحبهم ممتنةٌ حتى للألم الذي قدموهُ لي لا أقوى على أذيةِ أحد أقدم الآخرينَ على نفسي أعيش لاجل الذينَ أحبهم

في كل مَرة أحاولُ  أحاول بأخلاص أرضاء الجَميع لكن لا أحد يرضى في النهاية أشعر بأني أخسر نَفسي لأني فنيتُ أياماً لا تعد وأنا أمشي في طرقٍ لم أخترها ، أنا خاسرة بلا أي شيء خَسرت حتى طفلي

أن يكَون شَجرة.Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora