•
إهدَاءْ
إِلي مَنْ إهْتَموا بِالتفَاصِيل و خَانَتهُم الذِكرَياتْ و المَشاعِرْ و آلمهُمْ الوَاقِع فَفرُوا هرباً للخَيالْ عَلَّه دواء أروَاحِهمْ، أكْتُبْ إليكُمْ دَائِماً و أَبدَاً
•
أتَخذ مِقعدي على الأرجُوحه فِي الحَديقه القَريبه من مَنزِلي
صَوت الرِياح يَعلو أكثَر و أكثَر مُمتَزجاً صَوته بصَوت صَريرْ العَجلة الحَديديَة الدَوارَه بينما الأمطَار بدَأت في التَساقُط لتَوها
أغمَضتُ عَينَاي بهدُوء وأستَنشقت الهَواء بقُوه فِي مُحاولَه ان تلتقط أنفِي رَائِحة المَطر
في السنَوات الأَخيره لم أعُد قادرة على تَمييز تلك الرَائِحة
مزيج العطر الطَبيعي النَاتج عن إختِلاط قطَرات المطر بالتُربة الجافه لم يعُد شيئاً يُمكنُني إستشعَارُه
اتسائل هل هو عِقاب من الرَّب عِندَما قَرر حِرمانِي من السَعادَة التي تبعثها هذه الرَائِحة في رُوحي أَم ماذا
لعلها افكار غريبه اخري تراودني في لَحظاتْ تفكيري الطَويلًة التي لا تَنتَهي ابداً
المطر يزدَاد بمرُور كل ثَانيه بسُرعه غَريبه كأنَها دمُوع السمَاواتْ السَبع التِي قرَرت اليَوم البُكاء أخيراً و ذَرف الدمُوع حزناً على ميدوسا المَظلومَة
اصبَحتُ مُبلله بِالكَامِل لكن ذلك لم يجعَلني أترَاجع عن وحدَتي او افكَارِي
من يشاهِد من بُعد سيظُنني مخبُولة تَظن انها في نَهار صَيفِي مُمتِع مُحاطَه بألوانٍ زاهيه
لا اهتم، لطالما كُنت غَريبة أطوار بالنسبه للجميع على أي حَال
رنين هاتِفي لا يتوقف لكِنني تجَاهلته ببسَاطه
الشَوارع فارغه فالجَميع يخشي خُطورة الطَقس، فكَما قال المُذيع صباحاً في التلفاز هناك عاصفه تجتاح البِلاد بأمطار و رياح غزيره لم تَشهد مثلها نيُويورك منذ أعوَام عَديدَة
فجأه شعرت بأحدهم يتخذ مكانه على الأرجوحة المُجاوره لي
نظرت بهدُوء لأوَاجه المَخبُول الثاني في العَالم بعدي
كان شَاب في مُنتصف العشرينات، وسيم ببشره ذات لون مثالي و لحيه خفيفه أظهرت حدة ملامحه التي تبدو كأنها خُلقت بعنايه، يبدو من أصول مختلطه هذا واضح، لم أراه من قبل و لعل ذلك بسَبب اننا في مَدينه رئيِسية مُزدَحمه
"ليس من المفترض ان تتواجدِي هنا؟"
قالها بهدوء غريب
"عذراً!"
نظر لي و كاد ان يتَحدث لكن أتي صَوت لُوك
"بيرِي، هيا بنا ستُصابي بالمَرض"
قالها و سحبَني من يدَي برِفق و هو يَضمني له أسفَل المظَلة
لنرحل عن المُنتزه سريعاً بين نظرَات المراقبه من ذلك الشَاب الغَريب
YOU ARE READING
The Boyfriend -الحَبيِبْ
Romanceالمواعده و الحب، شئ كلاسيكي لم اعهده سوي في الروايات و الأفلام و ربما قصص اصدقائي الذين عايشوه، لكن هل يستحق الحب كل هذا العناء، لم اعايش ذلك الشعور يوماً و لكنني سأجبر عليه حتماً ، لقد طفح الكيل. ز.م/ ل.ب/ب.إ --- حصلت علي المركز الأول في #nyc
