# الحلقة الحادية عشر

41.6K 995 40
                                    

#الحلقة_الحاديةعشر
#عهد_الذئاب
#بقلمي_ولاء_رفعت

تحدق ف صورتها المنعكسة ف المرآه وهي ف أبهي طلة لديها وع الرغم من ذلك لمحة حزن طفيفة لاتفارق إبتسامتها المرتسمة ع شفتيها المطلية بالحمرة الوردية القاتمة....
_ بسم الله ماشاء الله والله أكبر زي القمر يا قلبي...  قالتها خديجة إلي رحمة بعدما إنتهت الفتاة من زينتها
وقفت رحمة فألتفت إليها وأرتمت بين زراعيها وكادت تبكي....
_ عانقتها خديجة وربتت ع كتفها وقالت: 
أي ده أنتي هتعيطي ولا أي...  مالك يارحمة!!!!
كبتت عبراتها رغما عنها وقالت بنشيج: 
إيهاب يا خديجة مبيكلمنيش من ساعة لما وصلني عند ماما زي ماحكتلك حتي ف كتب الكتاب والحنة إمبارح كان بيتهرب مني وأول ما المأذون خلص الإجراءات مشي ع طول من غير حتي يبصلي وكأنه مجبور ع جوازنا وماما وأسامه مبطلوش أسأله فأضطريت أكذب عليهم وأقولهم إنه عنده مشاكل ف الشغل
رمقتها خديجة بنظرة مواساة قائلة: 
معلش هو هتلاقيه لسه واخد ع خاطره منك وخلاص كلها ساعات وتبقو ف بيت واحد وهو أصلا أول ما هيجي ياخدك دلوقت ويشوف القمر ده هينسي حتي نفسه
تنهدت رحمة وهي تجفف عبرة كادت تنسدل ع وجنتها المرمرية: 
ربنا يستر ويعدي اليوم ده ع خير
خديجة: 
بإذن الله يا حبيبتي تفائلي خيرا إن شاء الله
تعالت زغاريد والدتها التي ولجت للتو وقالت بفرحة وسرور: 
الله أكبر ماشاء الله...  ربنا يحميكي يا ضنايا ويتمملك ع خير....
عانقت إبنتها بقوة وعينيها تبكي فرحا فلم تتمالك رحمة نفسها فأجهشت بالبكاء...
أخذت والدتها تجفف عبراتها وقالت: 
لاء يا قلب أمك عيزاكي تنبسطي وتفرحي دي الليلة ليلتك والفرحة فرحتك...  ربنا يسعدك يابنتي ويجعله زوج الهنا  ويعوضك عن كل الي فات يارب
_ آمين يارب...  قالتها خديجة ورحمة التي إنتبهت لإيهاب الذي ولج من الباب الزجاجي ليتوقف الزمن لديها وهي تحدق ف هيئته الباهية حيث وسامته الطاغية مرتديا حلته السوداء وكأنها صممت من أجله فقط...  يمسك باقة ورود الجوري الحمراء...  وإن وقعت عينيه عليها ليري ملاك بثوب أبيض أقسم بداخل نفسه إنها حورية وود إن يخطفها بين زراعيه ويحلق بها بعيدا...  هيهات وقد تذكر نظرات تلك العسليتان إلي حبها الماضي لتعود ملامح وجهه إلي الوجوم...  تقدم نحوها ف وسط تهليل وزغاريد الفتيات وقال بإقتضاب وهو يمد إليها ساعده ويعطيها الباقة: 
ألف مبروك
شعرت بإنقباضة وشردت ف عينيه ليتبادلا النظرات تحمل آلاف الكلمات... 
_ يلا ياعروسة عشان منتأخرش...  قالها إيهاب بنبرة جدية بها بعض السخرية
لم تتفوه وذهبت برفقته وتتبعهما والدتها وخديجة وبعض الفتيات من المعارف والأقارب...  أستقل العروسين سيارتهم المزينة وولجت خديجة إلي سيارة زوجها الذي كان ينتظرها....
_ ع فكرة أول وآخر مرة أسيبك تبعدي عني كده تاني...  قالها آدم ويديه تحتضن يديها بحنان
أجابته بإبتسامة عذباء: 
ياحبيبي ده كل الي غبته عنك ساعتين زمن بس
آدم: 
ولو دقيقة برضو مش هاسيبك لأن بشتاقلك ديما حتي وأنتي قصاد عينيا
إبتسمت بخجل ووجنتها تزداد حمرة فأردف: 
ماتيجي نفكنا من فرح صاحبتك ده ونطلع ع أقرب فندق ونعمل هني مون من أول وجديد
قالها وغمز بعينه فوكزته بخفه وقالت: 
لاء أنا عايزه أروح فرح صاحبتي
_ بقي كده!!!  خلي صاحبتك تنفعك ياختي....  قالها آدم وأنطلق بالسيارة
ضحكت خديجة بدلال لتثير إغاظته...  رمقها بمكر ثم زاد سرعة السيارة فصرخت وهي تتشبث بزراعه
_ آدم هدي السرعه العربية هتتقلب بينا
أخذ يضحك ساخرا وقال: 
أنا ولا صاحبتك؟؟
_ بطل هزار بقي...  صاحت بها بحنق
آدم: 
كده!!  طييييب...  زاد من سرعته أكثر
صرخت وهي تتشبث به أكثر وبقوه: 
خلاص...  خلاص أنت
_ مش سامع
أجابته بغضب:  أنتاااااااااا
قهقه بصوت مرتفع وقال: 
لسه مش كفايه
رمقته بحنق قائلة: 
عايز أي تاني!!!
أشار إلي شفتيه لتدرك مايريد فقالت: 
بطل هزار يا آدم بقي إحنا ف الشارع
أجابها مبتسما بإستفزاز مازحا: 
لاء إحنا ف العربية والأزاز كله فاميه ومحدش هيشوفنا
رمقته بغضب: 
لينا بيت نعمل فيه الي أنت عايزه
_ لاء أنا مزاجي أخدها دلوقت
أبتعدت عنه متأففه...  أخذ يضحك ع ملامحها الغاضبه...  هدأ من سرعته وقام بطبع قبلة بجانب شفتيها...  شهقت متفاجئة فصاح بفرح: 
هيااااااااي...  أخدتها...  أخدتها
************""""""""""""""""""""*****************
_ بداخل إحدي الأندية الشهيرة وأمام أكبر قاعة مناسبات ف النادي...  توقفت السيارة ليترجل منها إيهاب ثم رحمة وقام بمساعدتها ع النزول بسبب صخامة ثوبها الذي يشبه ثوب الأميرات....
تعالت الزغاريد وأرتفعت أصوات التهليل والمباركات...  وكان ف إستقبالهم فرقة فنون شعبية يتراقصو ع أغاني من الفلكلور المصري الشهير ف الأعراس... 
وع الرغم من السعاده التي تملأ وجوه الجميع لكن العروسين يكسو ع ملامحهم الوجوم ربما إيهاب يبتسم بتصنع حتي لايثير التساؤل... بينما رحمة يخالجها التوتر والقلق من المجهول...
أنتهت الفرقة من تأدية الفقرات الفنية ليتجه العروسان إلي القاعة لتبدأ موسيقي الإستقبال وأنظار المدعوين متجهة إليهم بإبتسامة عارمة... 
أنخفضت الإضاءات المتحركة متعدة الألوان وبدأت أغنية رقص العروسين... 
حاوط إيهاب خصرها وهي وضعت يديها ع كتفيه وهنا تلاقت أعينهما ودار بينهما حوار صامت...
يحدق إيهاب بعسليتيها الذهبية التي يحاوطها الأهداب الكثيفة وبرز جمالهما ظلال العيون الدخاني المتدرج...
إيهاب بداخل عقله: 
ياتري يارحمة بتحبيني زي مابحبك ولا لسه عايشه ع أطلال الماضي وكنتي بتتمني إنه يبقي مكاني دلوقت
تحركت أهدابها عدة مرات متتالية وكأنها قرءت مايجول بداخل عقله لتجيبه بنظراتها مدافعه عن نفسها: 
كان غصب عني لما بصيتله لكن أقسملك إن بحبك أنت...  أنت الي مليت قلبي وعوضتني عن جراح عمري ماكنت هنساها... جيتلي أنت ونستني كل الي فات بمراره
دفعها نحو صدره لتضع رأسها ع كتفه تسمع نبضات قلبه العاشق لها: 
لما أنتي بتحبيني ليه بشوف ف عنيكي الحنين
رحمة: 
صعب تمحي ذكرياتك القديمة بسهولة حتي لو كانت حياتك تغيرها كان جذري...  ويمكن لما بفتكر الماضي بحس بقيمة الحاضر الي بعيشو وهو إن ربنا رزقني بيك أنت ياحبيبي
إيهاب: 
الغريب إن مصدقك بقلبي لكن عقلي عايز إثبات قوي منك...  إثبتيلي يارحمة إن كل نبضة وكل ذرة مشاعر جواكي بتكون ليا... إثبتيلي إن أنا الراجل الوحيد الي أمتلك قلبك وأحتل كيانك زي ماعملتي فيا بالظبط خلتيني ملكك وعاشق بين إيديكي
دفنت وجهها ف صدره ومازال يتراقصا: 
بكره مع الأيام هاتعرف مدي حبي وعشقي ليك وإن مفيش ف القلب والعقل وعيوني غيرك أنت

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن