«وكأننا في رحلة سياحية...».
تمتم سِيزار مُبتسِما على رد فعلهما للبحر.

«إنها كذلك بالنسبة لي. أبتعِد عن زوجي وعن مسؤوليات القصر... نِعمة».
استرخت الأميرة فوق كرسيّ طويل وتنهّدت بسعادة.

«دراي الآن يفقِد عقله من القلق عليكِ ويتمنى أنكِ بمأمن إلى جانبه بينما أنتِ هنا متحمّسة لألمه...».
نطق لِيو منزعجا.

اللورد صديقه، ربما ليس مقربا منه كما هو مقرب من الملك لكنه يبقى صديقه، وهو يعرِف مدى صِدق مشاعره نحو زوجته وخوفِه الشديد عليها. كما يعرِف أنها عازِمة على كرهه منذ يوم زفافها منه.

«وشقيقكِ في غيبوبة بين مخالِب عشيقته وتحت رحمة سيلين...».
أردفت سِيلا فعاد إليها حزنُها وإرهاق ذئبتها.

عِند اقترابِهم من الجزيرة تبادرت إلى سمعِهم أغنية جذّابة جعلت توڤال يصرخ خائفا ويُحاول كسر وعائه ليهرب.

«حوريّات! أغلِقوا آذانكم!!».
صاح سيزار ووضع كفّيه على أذنيّ ڤاليرا التي كانت قريبة منه فخرجت من التنويم.

سِيلا لم تتأثر بالأغنية لكن لِيو سار لاإراديا نحو حافّة القارِب وكاد يُلقي بالنيريد لولا أن جذبته سيلا في آخر لحظة وأحكمت يديها على جانبيّ وجهه.

تسارع القارِب فجأة ليصطدِم بالصخور الضخمة التي على الشاطئ؛ القبطان تأثر بألحان الحوريّات وقادهم إلى حتفهم...

----

كانت تجلِس على عرشها ضجِرة من الاستماع للمهام والقرارات التي عليها اتخاذُها، أثوابُها الرمادية اللامعة تُشكّل سحابة آسِرة حولها وتُشتت أفكار كل من يقِف أمامها. وإلى جانِبها وقف نقيضُها، بخُصلات شقراء توهّجت بلون ذهبيّ لإنعكاس الضوء عليها وبذلة حمراء كالغروب. كما لو أن القمر والشمس جالِسان معا.

«بدأتُ أندم على ترك ملِكهم في غيبوبة...».
همست ورفعت يدَها لتُدلّك جبينها.

«إذا أيقِظيه ودعيه يقوم بعمله».
رد عليها درايتن مُحافِظا على تعابير وجهه الجامِدة.

«أفكّر في ذلك».
تمتمت مجددا ثم نهضت فخرس الخادِم الذي كان يُخبِرها بمستجدات القصر.

بإشارة من يدها خرج دون أن يُكمِل تقريره وتركها تتأمل البِلاط الذي عكس الثريا المُعلقة بالسقف. صدَرت أصوات أمواج البحر ولحنٌ مُنوِّم فنظر اللورد حوله مُتفاجئا، القاعة كانت فارغة تماما.

«إنه اليوم الأوّل فقط وقد تمّ صيدهم من قِبل الحورِيّات!».
زفرت سيلين بإنزعاج فتبِع اللورد نظرها إلى بلاطة أظهرت رِفاقه مُكبّلين على شاطئ ما بينما أجسادهم مغمور نصفها في الماء.

«هل فشِلوا بالفعل؟! ماذا تنتظرين؟ ساعديهم!».
صياحه بها لم يؤثر على برودة أعصابها.

«يمكنهم إنقاذ أنفسهم... هذا إن بقوا على قيد الحياة حتى حلول الليل».
تكلّمت دون أن تُشيح عينيها عن المشهد فرصّ درايتن على أسنانه في غضب. كم أراد قتلها في تلك اللحظة!

سِيلا ✓Where stories live. Discover now