# الحلقة العاشرة (الجزء الأول)

Start from the beginning
                                    

وما إنهت كلماتها التي أنهكت قواها فألتقطت أنفاسها بصعوبه ...
نهض ليقف أمامها يرمقها بدون أي تعبير وقال :
خلصتي كلامك ؟؟!
جزت ع أسنانها وصاحت به :
تصدق بالله أنت أبرد إنسان شوفته ف حياتي
أشار بكفه أمامها لتصمت وقال :
مفيش خروج من القصر ومفيش طلاق ... عارفه ليه ... أزاح قميصه من ع صدره ليشير إلي موضع قلبه الموشوم أعلاه وأكمل :
عشان ده ميقدرش يعيش من غيرك وعنده إنه ينغزز فيه ألف سكينه وإنك مش تسبيه لأنه بيعشقك وبيموت فيكي ومبيدقش غير ليكي وميعرفش يعني أي حب غير ع إيديكي ... أمسك يدها ليوضع كفها ع صدره وأردف : وموشوم بإسمك أنتي ... صبا القلب والروح
أقترب منها ليزيح خصلة فوق عينيها يتلمس وجنتها نزولا إلي فكها ثم صعد إلي شفتيها يتلمس كل منهما بإبهامه ....
صبا أنا آسف ... آسف ع الي حصل غيرتي عمت قلبي وعيني وقتها مكنتش حاسس بعمل أي
نظرت بعيد عن عينيه تحاول كبت عبراتها ... لكن إستعادت قواها وأخفت كل مشاعرها التي تملكت منها كلماته بكل قوة ..
_ مش عايزه تبصي لي ليه !! خايفه أشوف حبك ليا جوه عينيكي !!أنا سامع نبضات قلبك وحاسس بكل حاجة جواكي وعارف إنتي بتفكري ف أي ... خايفه إنك تسامحيني وإن أفتكر  ده ضعف منك وإن جيتي ع حساب كرامتك ... بس أقسملك عمري ما فكرت ولا هافكر ف كده لأن كرامتك من كرامتي ... عمرك شوفتي حد بيهين نفسه !!
نظرت له بعيون تخفي ضعف يستكين بداخلها وقلب يخفق ألما وعشقا معا ... ترتجف من لمساته التي تجعلها تود إن ترتمي ع صدره ويدفئها بحرارته المنبعثة من توهج عشقه لها ... لكن كبريائها كان يصرخ بداخلها يحثها بأن تصم أذنيها عن كلماته ورجاءه وأن لاتتأثر حتي بإعتذاره ...
إبتلعت غصتها بمرار مثل مرارة الصبار ... وتركت لسانها يتفوه قائله :
طلقني وكفايه بقي ... وفر كل كلامك المعسول ده لأن مدخلش دماغي أصلا ولا آثر فيا حتي
إبتسم بهدوء وأمسك كفها وطبع بداخله قبلة لثوان ثم نظر إليها وقال :
صبا أنتي .. أنتي روحي .. قالها لينهال ع شفتيها بعشق ووله ... ليعلو بداخلها أصوات صراع صاخبة بين قلبها وكبريائها فقامت بدفعه ف صدره وهي تلتقط أنفاسها وإنحنت نحو الأرض وألتقطت بعنق زجاجه محطمه ووضعتها عند العرق النابض ف عنقها وصاحت بتهديد :
خليني أمشي وطلقني بدل ما أموت نفسي
إتسعت عينيه خوفا فأشار إليها بكفيه وقال :
حاضر حاضر هنفذلك كل الي أنتي عيزاه بس أرمي الأزازه من إيدك
_ لاء لما تنفذلي الي طلبته منك ومتنساش ... وضعت يده الأخري ف بطنها المنتفخ وأكملت : لو موت إبنك هيموت معايا وذنبنا ف رقبتك
نظر إلي بطنها بخوف ورعب وبنظرة حانيه يرجوها :
أنا هاسيبك تمشي بس بلاش طلاق وأنتي بتطلبيها مني كأنك بتدبحيني ...
رأت نظرة ف عينيه أول وهلة تراها .. هل هذا قصي زوجها !! أين قوته وجبروته وكيانه الذي لم يهتز يوما ... لم يعتذر لمخلوق قط مهما أخطأ ف حقه وهي الوحيدة التي أعتذر لها بكل أسف .. تري ف عينيه ضعف لم تراه من قبل .. عجبا لك أيها العشق تجعل أقوي وأعتي الرجال أمام المرأه التي يحبها  حملا وديعا يرجو عطفها وحنانها ولم يضعف سوي أمام تلك التي عشقها قلبه وأستكان بداخل مملكتها.
خشيت أن تضعف فصاحت بقوة مصتنعة :
أنا عايزة أمشي من هنا
أخرج هاتفه ليتصل بإحدي الحرس وقال :
حضرو عربية حالا توصل مدام صبا لفيلا عابد بيه
أنهي المكالمه وقال :
نفذتلك طلبك ... ممكن ترميها بقي
رمقته بغضب مستطير من رماديتيها المشتعلة :
طلقني ؟؟
زفر بسأم ووجد إنها ف حالة لايسمح للجدال فيها فقال :
أأ أنتي ... صمت لثوان ثم حدق ف عينيها وأردف : طالق
وما إن تفوه بها أرتجفت يدها لتقع الزجاجه .. فبالرغم من إصرارها ع تلك الكلمة لكن كانت لاتعلم إنها ستقع عليها هكذا وكأن إنسكب فوقها دلو من الثلج أو وقعت من فوق جبل مرتفع إلي الهاوية ... ركضت من أمامه قبل أن تضعف وتبكي ويري ندمها ويسمع لعنات قلبها لها ... وجدت السائق ينتظرها فدلفت إلي السيارة ليبدأ السائق ف القيادة ... نظرت من النافذة لتجده يقف يفتح باب الغرفه المطل ع الحديقة ينظر إليها ... أعتدلت لتنظر أمامها وأجهشت بالبكاء وقلبها يعتصر ألما ... تريد صفع نفسها آلاف المرات ع قرارها الأحمق ... لكن هل هذه نهاية المطاف !! وماذا ستفعل بهما الأيام القادمة !!
******؛؛؛؛؛؛******؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛********
_ أنين ...ألم ...وجع ...قهر ... كراهية ... كلها مشاعر تتجمع بداخل قلب تلك المسكينة التي تجلس متكومة ف إحدي الأركان ع الأرض حيث تضم تلابيب كنزتها الممزقة من كل جهه وتمسك بأشلاء تنورتها التي أصبحت قطع لاتواري من جسدها سوي القليل ... تبكي ف صمت وهي ترمق ذلك الوغد الخسيس يتمدد ع الفراش بعدما إنتهي من الإعتداء عليها بكل وحشية وهمجية دون مبالاه لصراخاتها وتوسلاتها ... وذلك لأنه كان تحت تأثير مخدر تناوله قبل أن يبدأ بذبحها بدون رحمة أو شفقة غير مراعيا إنها كانت زوجته بل أم لإبنته ..  تعامل معاها بكل قسوة وكأنها بائعة هوي إلتقطها من الشوارع !!
بدأت أنفاسها تتسارع وشهقاتها تشق ضلوعها فتعلو لتنفجر ف نوبة بكاء هيستري وتحاملت أوجاعها ونهضت لتنقض ع مفترسها الذي يغط ف نوم عميق وأخذت تكيل له الضربات بقبضتيها الضعيفتين ع صدره وكتفه وكل مايقابلها وهي تصرخ بقهر وقلب مفتور :
ليييييييه .. حرااااام عليك ...يا واطي يا و..... يا أحقر بني آدم ف الدنيا... بكرهااااك
نهض مفزوعا وفتح عينيه بثقل شديد ... يمسك بساعديها ليقيد حركاتها وصاح بها :
أنتي لسه فيكي نفس ماتتهدي بقي ...
أخذت تركل بقدميها وتتملص من تقيده لها لكن ف محاولة يائسه
_ أنا بكرهك .. بكرهك .. بكرهاااك ياعبدالله
قهقه بسخريه وقال :
قولي حاجه جديده عشان بدأت أحس بملل ... ويكون ف معلومك مهما عملتي وقولتي مش هاسيبك لأنك بتاعتي ملكي  وأعملي حسابك هاخدك ونسافر بلليل بدل القعده ف الخرابه دي وبنتنا هخلي واحد من معارفي يجيبهالنا قبل مانمشي
صرخت برعب :
لاااااااء ... أبوس رجلك بلاش بنتي خدني أنا وأعمل الي أنت عايزو إن شاء الله تقتلني بس بنتي لاء سيبها ف حالها
أقترب من عنقها بشفتيه وقال :
أقتلك !! ده أنا أموت قبل ما أفكر ف كده أصلا ... أنتي متعرفيش أنتي بالنسبه لي أي ياشوشو ... أنا بعشق التراب الي بتخطي عليه
أبتعدت عنه وصاحت :
والي بيحب حد يعمل فيه الي عملتو فيا !! ... خنتني مع مرات صاحبك وقتلت أبويا والنهارده دبحتني أومال لو بتكرهني كنت عملت فيا أي !!!!!
قبض ع ساعديها يهزها بعنف :
قولتلك مليون مرة مكنتش أقصد إن أقتله ولو خنتك ده كان عشان مصلحتنا وعشانك كنت عايز أعيشك زي الناس ومحرمكيش من أي حاجه وإن ميجيش أبوكي ساعتها يعايرني إن مش قادر أصرف عليكي إنما بقي الي عملته فيكي من شوية ده كان عقابي ليكي عشان فكرتي لحظه إنك تكوني لغيري بس لاء ياشيماء ... ربي وما أعبد يوم مايحصل كده لأكون مخلص عليه وعليكي و ع نفسي ... فهمتي ولا أفهمك بالطريقه إياها ؟؟؟
كان ترتجف من الرعب من كلماته وتهديداته ونظراته المليئة بالإجرام والشر والبغض ... أدركت إنه لامحاله بأن تسايره ولاتعارضه حتي يأتي إليها من ينقذها من براثن جحيمه أو تقوم بمحاولة الهروب من عرينه العفن .. 
_ ردي علياااااا ... صاح بها بغضب
أومأت له برأسها : فف فاهمه
إبتسم بجانب فمه وربت ع رأسها وقال :
هي دي شوشو حبيبتي الي أنا عارفها  ... نظر إلي ثيابها الممزقه وحالتها المزرية فأردف :
أنا هاروح دلوقتي أتصرفلك ف حاجه تلبسيها ولقمة تاكليها عشان طريقنا هيبقي طويل ... متحاوليش تفكري تهربي المنطقه هنا مرشئه كل معارفي وحبايبي وأظن مش هاتعرفي تهربي و... أخرج من أسفل فراشه أصفاد معدنية وقام بثني زراعيها إلي خلف ظهرها لتتأوه ألما وقام بتقيدها
فقال : آسف ياقلبي معلش الإحتياط واجب برضو
ثم أتي بالحبل الذي قام بفكه أثناء إعتداءه عليها ... وقيد قدميها جيدا به وربط طرفه بوتد معدني مغروز ف الأرض ...
بس كده تمام ..  هي ربع ساعه بالكتير وجايلك تاني سلام ياحب ... وقبل أن يغادر خشي أن تصرخ لتستغيث بأحد قطع تنورتها وجذبها لتحدث صوت تمزيق فأنفزعت بذعر وخوف .. قهقه وقال :
متخافيش ده أنا هاكتملك بوءك الحلو ده ... وقبل أن يكممها إنحني نحو شفتيها وقام بتقبليهما بطريقة مقززه لتنفر منه وبصقت ع الأرض
فقال :
بقي كده ياحب قرفانه مني !! ماشي كلها كام ساعه ونسافر ونتلم ف بيت واحد وهاخد شاور محترم وهغير هدومي المعفنه دي وهغرقلك نفسي البرفان الي بتحبيه عليا ... غمز لها بعينه ثم أكمل :  ومتقلقيش هجيب المأذون عشان أكتب عليكي تاني ويبقي كده عداني العيب إشطا ياحب ؟؟
قهقهت بتهكم ساخره من حديثه :
ده أنت خيالك واسع أوي متنساش تبقي تتغطي كويس وأنت نايم
إرتسمت إبتسامه مخيفه ع ثغره ونظرات عينيه لن تنذر سوي بالوعيد ... جثي ع ركبتيه أمامها محاوطا وجهها بكفيه ليقترب بشفتيه نحو عنقها وقام بتقبيله بعنف حيث غرز أسنانه فأطلقت صرخه مدويه ... إبتعد ليري علامة أسنانه وقال مبتسما :
دي عشان كل ماتوجعك تعرفي إن أنا مش بحلم ... نهض وقبل أن يغادر إلتف إليها وقال بإبتسامه تثير حنقها :
سلام مؤقت ياحب .
غادر وأوصد الباب بقفل حديدي من الخارج
_ غور داهيه تاخدك ماترجع ياحيوان ... قالتها بحنق ثم بصقت نحو الباب
ظلت تتلفت من حولها تبحث عن حقيبتها فلابد أن تجد حلا يساعدها ع الفرار من ذلك المجرم المعتوه ... لمحت حقيبتها ملقيه بجوار فراشه ... أخذت تزحف بركبتيها إلي أن وصلت بصعوبه ثم إلتفت ليصبح ظهرها إلي الحقيبة حتي تستطيع إمسكها بيديها المكبله إلي الخلف ... نجحت ف فتح سحاب الحقيبه لتبحث عن هاتفها وهي تدعو الله أن لايكون لديه ... إنفرجت أساريرها بفرحه عارمة عندما وجدته وحمدت ربها إنها تركته ع الوضع الصامت  .. حاولت تنظر بطرف عينيها حتي تتمكن من فتح الشاشه لتجد العديد من المكالمات الفائتة من زوجة إبيها وزميلاتها وكذلك طه  ... قامت بمحاولات عده حتي نجحت ف فتحها ... زفرت بتأفف وقالت :
يارب ساعدني يارب أنت الي عالم بحالي إنجدني منه وإبعد شره عن بنتي أنا مليش غيرها ياااارب
ضغطت ع زر الإتصال لتجد لايوجد شبكه ... تنهدت بسأم :
يارب ... يارب مليش غيرك
******"""""""""*******"""""""""*******
_ وف نفس اللحظات ف منزل طه ...
يتمدد ع مضجعه يشعر بالآلام ف جميع أنحاء جسده ... فبعد أن تلقي ضربا مبرحا من هؤلاء المجرمون وتركوه يصارع آلامه ودماءه النازفة ع الأسفلت ... توقف سائق سيارة نقل عندما رأي ذلك الجريح ... ساعده ع النهوض وأخذه بداخل سيارته متوجها به إلي أقرب مشفي وهناك تلقي الإسعافات اللازمه وقطب له الطبيب بعض الجروح ف ساعده ووجهه ...
يبتلع أقراص الدواء ويرتشف الماء بعدها ... رن جرس الباب ع عدة مرات متتاليه ... نهض بتثاقل ووهن شديد ..
_ حاضر .. حاضر
فتح الباب ليجد نعمات مكفهرة الوجه تسأله وحدثها يخبرها بشئ ما :
شيماء فين ياطه؟؟
تسمر مكانه بتوجس من ما شعر به أيضا :
هي مرجعتش !!!
نعمات ع وشك البكاء قالت  :
من ساعة ماكانت معاك ولابترد ع تليفونات ولارجعت البيت من إمبارح ... اه يا خوفي ليكون .....
صمتت لتتسع عينيه برعب وقال :
عبدالله خطفها !!!
_ نعود إلي شيماء التي باءت كل محاولاتها بالفشل فأخذت تزحف ف أرجاء الغرفة تبحث عن إشارة لشبكة الهاتف ... وما إن لاحظت وجود رسالة واردة لتغر فاهها بسعادة غامره لتجد إشارة تمكنها من الإتصال وبالفعل قامت بالإتصال ع الرقم التي إستطاعت أن تضغط عليه بصعوبه ليكون رقم طه ...تركت الهاتف ع الأرض وتمددت بحيث تستطع وضع أذنها ع سماعة الهاتف فيديها مكبلة للخلف ...
_ وف منزل طه ... أسرع نحو هاتفه الذي يرن ودلفت نعمات إلي الداخل ...
وحين رأي هي المتصل أجاب ع الفور :
الو ياشيماء أنتي فين ؟؟
شيماء وعينيها ع الباب خشية من أن يأتي عبدالله قالت وهي تبكي :
الحقني ياطه بلغ البوليس بسرعه حالا ... عبدالله خطفني ف حته كده ريحتها معفنه شكلها مقالب زبالة وحابسني ف عشه
طه بللهفه وخوف قال :
أهدي يا شيماء ومتخافيش بإذن الله هانقذك من إيد الحيوان ده... خدي بالك بس من نفسك
بصوت منخفض وببكاء مرير :
بالله عليك ياطه بسرعه ده هياخدني وهنسافر وقالي إنه هياخد ريتاج شكله هيخلي حد يخطفها خلي خالتي نعمات تاخدها ويقعدو عند أي حد من الجيران المهم ميقعدوش ف الشقه لوحدهم بالتأكيد هيبعت بلطجيه يخطفو البنت
طه :
حاضر .. حاضر أنتي بس حاولي تكوني هاديه عشان ميحسش بحاجه هو فين ؟؟
أجابت بألم :
غار ف داهيه رايح يجيب حاجه وزمانه را....
لم تكمل عندما سمعت صوت خطواته بالخارج وتوقف ليفتح القفل ... نهضت مسرعه وهي تخبأ الهاتف بإزاحته أسفل منضدة خشبية محطمة ...
دلف إليها وإبتسامة إستفزازيه لاتفارق محياه ... قائلا :
معلش ياحب أتأخرت عليكي عقبال ما جبتلك الدليفري
رمقته بإزدراء و بدون أن تتفوه أشاحت وجهها بعيدا عنه ...
_ولدي طه ...
_ قلبي كان حاسس يارب دي غلبانه ومش ف حمل بهدله كفايه الي بيحصلها ... صاحت بها نعمات
طه : المهم ياخالتي خليكي أنتي وريتاج عند أي حد من الجيران ومتطلعوش الشقه خالص لحد ما أكلمك وأنا رايح القسم عشان نلحقها بسرعه قبل ماياخدها ويسافر وإحنا منعرفش هو رايح ع فين
قالت نعمات داعية : جيب العواقب سليمة يارب
♥يتبع♥ ألقاكم ف الجزء الثاني من الحلقة

عهد الذئاب (الجزء التاني لصراع الذئاب)  «مكتملة» Where stories live. Discover now